التطبيع العربي بدل الربيع العربي.. ماموقف الغرب؟
محللون: التطبيع والسياسات في المنطقة لا تُصنع إقليمياً، وخط الغاز جزء من صفقة سياسية
بعد تقارير صحفية أمريكية متعددة نُشرت خلال الأيام القليلة الماضية وتحدثت بعنوان واحد وإن اختلفت مفرداته بأن نظام الأسد بات أمراً واقعاً، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن لا تعتزم دعم أي جهود للتطبيع مع النظام، مافُسر بأنها لن تمانع في الإجراءات التطبيعية التي تجري من البوابة الأردنية.
واتبعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نهجا “أقل حدة” تجاه النظام من الرئيس السابق دونالد ترامب، بحسب صحيفة نيويورك تايمز في حين ذكرت مجلة نيوزويك أن بشار الأسد لم ينج فحسب، بل يبدو أنه يستعد للعودة بشكل مذهل إلى المسرح العالمي.
وارتبطت موجة التطبيع العربي الأخيرة مع النظام بالبوابة الأردنية وخاصة بعد زيارة الملك عبد الله الثاني إلى كل من واشنطن وموسكو.
الغاز والتطبيع
وظهرت الرعاية الأمريكية لخطوات الأردن، من خلال دعم واشنطن مشروع خط الغاز العربي الذي أدخل النظام فيه بقوة، وهو الإجراء العملي الذي تندرج في إطاره مصر والأردن والنظام ولبنان، وبشكل غير معلن إسرائيل.
وهذه التطورات كانت حديث الصحافة الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية، ويبدو أنها تُوجت بتصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حول التطبيع والذي جاء بلغة دبلوماسية .
ماقاله بلينكن بعدم دعم التطبيع فسره محللون ومن بينهم محمود عثمان على أنه عدم ممانعة الإداراة الأمريكية للتطبيع مع النظام ..
قانون قيصر مستمر
ورأى باسل العودات رئيس التحرير في مركز حرمون للدراسات أن الولايات المتحدة لم تستغن عن قانون قيصر، وما حدث هو استثناء في موضوع خط الغاز العربي وهو لمصلحة لبنان أكثر من النظام، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تبيع موقفا مجانيا للنظام، لأن ذلك سيكون فشلا لها.
وقال العودات إن نظام الأسد هو غير معترف به دوليا، وارتكب كل هذه المجازر، وساهم في نشر الإرهاب في المنطقة، ومن الصعب إعادة تأهيلة، وأيضا في ظل العقوبات الأمريكية لن تستطيع دول عربية أو غيرها التحالف مع النظام.
ورأى زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية أن موقف الولايات المتحدة واضح لا لبس فيه، وحديثها سابقا عن رحيل بشار الأسد لم يكن جديا، وكل من يراهن على موقفها واهم.
الموقف الأمريكي واضح
وقال سالم إن مطالبة الولايات المتحدة النظام بتغيير سلوكه، ليس هدفها مصلحة السوريين، ولا يجب أن ننخدع بدور أمريكي، لافتا إلى أن السوريين لم يستفيدوا أي شيء من قانون قيصر والموقف الأمريكي ليس بعيدا عن روسيا.
وقال سالم إن مشروع الغاز يقال إنه عربي ولكن في حقيقته إسرائيلي، وهو ليس مشروع اقتصادي فقط، بل جزء من الصفقة، والتطبيع والسياسات في المنطقة لا تصنع إقليميا، والمواقف المتعلقة بالتطبيع.
ولكن من جهة أخرى فإن التطبيع مع النظام لن يكون بلا ثمن، فهو غارق باتهامات دولية وعربية ويجب أن يكون المقابل الذي سيدفعه كبيرا، ولا سيما أن التطبيع سيتجاوز مصالح السوريين، مع تركيز المجتمع الدولي على مصالحه.
وتلاشى الحديث عن الربيع العربي، وحل بدلا عنه التطبيع العربي بين الأنظمة التي تتقاطع مصالحها، مع مصالح القوى الكبرى، ولا سيما مع وجود العامل الإسرائيلي في المنطقة، الذي يبدو أكثر المستفيدين من تطورات السنوات العشر الماضية، وقد أنجز تطبيعا مع العرب أنهى مفهوم الصراع العربي الإسرائيلي.