أثر الهواتف الذكية على الأطفال في إدلب وعدم قدرة الأهالي على ضبطها
مرشد نفسي بإدلب يطالب الأهالي بتخصيص ساعة محددة للأطفال ومراقبتهم باستمرار
باتت الأجهزة الذكية عند الأطفال في إدلب مصدراً رئيساً للتسلية، بسبب حرمانهم من وسائل الترفيه في ظل الحرب ما جعلهم يدمنون على استخدامها على الرغم من تأثيراتها السلبية على نظرهم وسلوكهم.
ويجد الكثير من الأهالي صعوبة كبيرة في منع أطفالهم من تناول هذه الأجهزة لاسيما الهواتف المحمولة بسبب تمسكهم بها في ممارسة الألعاب والاستماع إلى الموسيقى وغيرها.
حسين قدور نازح في مدينة إدلب يقول لراديو الكل، إنه يجد صعوبة بالغة في منع طفله البالغ من العمر 5 سنوات من استخدام الهاتف بعد أن أصبح نوع من الوسواس والإدمان عنده، بسبب غياب الوسائل الترفيهية، مشيراً إلى أن سلوكه وطباعه تغيرت كثيراً ولم يعد يستطيع التعامل معه.
محمد أبو صالح نازح في مدينة بنش يبين لراديو الكل، أن رحلة نزوحهم سببت نوعاً من العزلة للأطفال خاصة بعد الابتعاد عن أقاربهم وأصدقائهم ما جعله يضطر لتقديم الجوال لأطفاله للتسلية لكن لفترات قصيرة لتجنب تأثيره السلبي عليهم.
فيما تؤكد ضحى من إدلب المدينة لراديو الكل، أن استخدام الطفل للهاتف المحمول أمر واقعي وأن منع الطفل من استخدامه تعد تجربة فاشلة، مشيرة إلى أنه من الواجب تخفيفه ضمن مراحل حسب عمر الطفل من خلال توفير وسائل ترفيه بديلة كالألعاب والخروج من المنزل أو التسجيل ضمن بعض المراكز المفيدة.
بدوره ينصح حميدو الحميدو أحد الأطباء المختصين في أمراض العيون شمالي إدلب عبر أثير راديو الكل، الأهالي بعدم تقديم الأجهزة الحديثة للأطفال دون سن الـ 5 سنوات بسبب تأثيرها السيء عليهم، مبيناً أن متلازمة الأجهزة الالكترونية من أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال وتكون ناجمة عن إجهاد العين الشديد.
ويلفت الحميدو إلى أن هناك نسبة كبيرة من الحالات المرضية والتي تصل إلى 50 مريض شهرياً، منوهاً بأن الأطفال الذين يعانون من أحد أنواع “أسوأ الإنكسار” مثل “مد -حسر-حرج” يصبح لديهم شكوى شديدة لذلك يجب عليهم مراجعة الطبيب على الفور.
فواز أصلان مرشد نفسي في مدينة إدلب يبين لراديو الكل، أن اعتماد الأطفال على الأجهزة الذكية للتسلية ظاهرة سلبية تؤدي إلى تقصير الطفل عن تأدية واجباته المدرسية، كما أن التعلق الشديد بها قد يصيب الأطفال بمرض التوحد وضعف البصر، إضافة إلى خلق نوع من العداوة بين الإخوة في المنزل، مطالباً الأهالي بتخصيص ساعة محددة للأطفال ومراقبتهم باستمرار.
ويلجأ أهالٍ في الشمال السوري لإشغال أطفالهم في ظل الظروف الراهنة بمنحهم الحرية المطلقة في استخدام الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي غافلين عن النتائج السلبية المترتبة عليهم.
ويحتاج الأطفال لعناية خاصة فتوجه معظمهم لقضاء وقته على التلفاز أو الأجهزة الذكية التي لا تخضع لرقابة، يترك أثراً كبيراً على أفكار الأطفال وتوجهاتهم المستقبلية.
وتعددت الظواهر السلبية للأطفال في الشمال السوري كالتسرب المدرسي وعمالة الأطفال والإدمان على استخدام الهواتف المحمولة وغيرها من الظواهر التي تحد من بناء قدراتهم ورفع مستوى وعيهم في ظل غياب الوسائل التوعوية لإرشادهم.