من إدلب إلى أوروبا.. شبان يتحضرون للهجرة
ما الأسباب التي دفعت الكثير من الشباب للهجرة إلى أوروبا؟
على الرغم من خطورتها التي من الممكن أن تؤدي إلى الموت، يتحضر شبان في إدلب للهجرة إلى أوروبا عبر الدخول من تركيا، بعدما فقدوا كافة أساليب العيش الكريم ومن أجل تحسين أوضاعهم المعيشية والمادية.
ويسلك المهاجرون طرقاً غير شرعية مكللة بالصعوبات وذلك بسبب اعتمادهم على أنفسهم في رحلة الهجرة والاستغناء عن ما يسموا بـ”مهربو البشر” الذين يستغلونهم بدفع الكثير من الأموال.
حسن القاسم نازح في مدينة إدلب يقول لراديو الكل، إنه بعد بحثاً مطول مع أصدقائه لم يجدوا حلاً لتحسين ظروفهم المعيشية فقرروا الهجرة كمجموعة إلى تركيا ثم إلى أوروبا بتكلفة أقل من المعتاد وذلك بالاعتماد على خدمة الـ GPS ومواقع أخرى، مشيراً إلى أن الرحلة غير آمنة وتعرض حياتهم للخطر ولكن ليس لديهم خيار آخر.
رامي شاكر نازح في سرمين يبين لراديو الكل، أنه لم يجد استقرار وأمان أو حتى عمل في إدلب فقرر المخاطرة بحياته بالسفر بدون “مهرب” علّه يتمكن من تحسين حياته وبحثاً عن حياة أفضل له ولعائلته.
ويرى أنس خطاب نازح في أرمناز عبر أثير راديو الكل، أنه لم يتبقَ له شيء في هذه البلاد بعد نزوحه وضياع أرضه التي كان يعمل بها، فاضطر للتفكير بالسفر لإعالة أسرته وتحسين وضعهم المادي والمعيشي بعيداً عن الاعتماد وانتظار المساعدات.
ويوضح سامي القرجي باحث ميداني واجتماعي من سلقين لراديو الكل، أن سبب هجرة الشباب من محافظة إدلب هو عدم وجود دوافع للبقاء، كانعدام فرص العمل وازدياد الفقر ما دفع الأغلبية للتفكير في الهجرة، مشبهاً الشباب اليوم “بالطيور التي تهاجر بحثاً عن رزقها والمكان المناسب لطبيعة عيشها.”
ويلفت القرجي إلى أن من بقي من الشباب في إدلب هو من ميسوري الحال أو ممن لديه دوافع دينية من أجل القتال وعدم الخروج مهما ضاقت به الأيام لاسيما أن محافظة إدلب تعيش الآن انعدام كامل بفرص العمل.
ويصّر الشباب على المجازفة بأرواحهم من أجل الوصول إلى البلد الذي يرونه مثالي للعيش فيه، متحدين مخاطر الغرق في البحر، أو الضياع في غابات إحدى حدود الدول.
ويعيش الأهالي في محافظة إدلب أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة للغاية فلا فرص عمل تمكنهم من البقاء ولا حتى أملاً واحداً يمكن أن يردهم إلى ديارهم التي أخرجوا منها مجبرين.