بعد إقامة روسيا مناطق خفض التصعيد.. توجه لخفض التصعيد في المنطقة على الطريقة الأمريكية
علي الأمين: تقدم إيران وإسرائيل في المنطقة يعني أن المعركة في مكان آخر وأن مصالحهما متقاطعة
من غير المعروف من اشتق تعبير خفض التصعيد في سوريا، إلا أنه لا يسجل للروس إبداعا في فرض السلم أكثر من فرض تهدئة مؤقتة بسبب اتباعهم حلولا عسكرية من شأنها تغييب العدالة والحقوق لصالح انتشار مفهوم القوة.
ويستشف من التطورات المحيطة بالقضية السورية أنه بعد إجراء روسيا تسويات ومصالحة في ثلاث مناطق أقامتها تحت عنوان خفض التصعيد، مع إعادة تنصيب بشار الأسد رئيسا، وفي ظل الإدارة الأمريكية الجديدة يستشف وجود توجه أمريكي نحو خفض التصعيد في المنطقة برمتها.
ملامح التوجه بدأت بالظهور على الأرض بين العرب والنظام وبينهم وبين إسرائيل وبين إيران والعرب، في ظل توجه لإدارة بايدن نحو التهدئة في المنطقة كما ذكرت الباحثة المختصة بأميركا والشرق الأوسط روان الرجولة لراديو الكل.
ولعل اتباع الولايات المتحدة هذه السياسة ولا سيما مع النظام وإيران انعكس على دول تدور في محورها في المنطقة ومن بينها الأردن الذي اتجه للنظام ولإيران معا ويبرر عضو مجلس النواب عمر العياصرة ذلك بقوله لقناة المملكة : ” عندما تكون في مركب الحلفاء لا مانع أن تترطش بإجريك بالبحر علّ ذلك يخدم مصالحنا “.
القوى الكبرى، والأكثر نفوذا في المنطقة قد تجد في خفض التصعيد بيئة مناسبة لتحقيق مشاريعها أكثر من حالة الصراع من خلال الوكلاء، وقد ينجح خفض التصعيد في المنطقة طالما أن الرعاية هي أمريكية، والتطبيع مع النظام يندرج في إطاره، ولكن كيف ينعكس خفض التصعيد على شعوب المنطقة؟.
وقال علي الأمين رئيس تحرير موقع جنوبية: إن إيران تتقدم في المنطقة وكذلك إسرائيل ما يعني أن المعركة في مكان آخر وأن الجانبين ليسا في عداوة أو صراع كما يتم تصويره ، وتقدم إسرائيل في المنطقة يساهم في تقدم إيران والعكس صحيح وكل هذا على حساب مصالح شعوب المنطقة.
وأضاف أن الآفاق التي يطرحها النظام الإقليمي لا يلبي طموحات شعوب المنطقة، فالفساد مستشر، والنهب مستمر، لأن هناك أنظمة فاسدة تدمر المجتمعات، وهذا يحتم على الشعوب أن تفرض مسارا جديدا من أجل تغيير الواقع، وهو أمر ليس ببعيد.
وقال إن هناك كبوة الآن ولكن الحراك المجتمعي والشعبي مرشح لأن يعيد الصراع إلى مكانه الطبيعي وسيأخذ أشكالا متعددة، مهما بلغ الاستبداد، وهذا يتطلب رؤية من النخب السياسية ولأن تكون على مستوى المسؤولية والتحدي.
وأضاف أنه يجب أن لاننتظر المجتمع الدولي من أجل الدفاع عن مصالحنا فهو ليس أحرص من شعوب المنطقة على كرامتها الإنسانية فالدول تتبع مصالحها والشعوب هي المعنية أن تقول نعم أو لا ..
وقال علي الأمين إن بشار الأسد سقط على المستوى العالمي، ومن يبقيه في الحكم هو المصالح الإسرائيلية والإيرانية وليست مصالح السوريين.
ويرى طاهر الأحوازي عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية أن إيران تنظر إلى تحقيق مصالحها على حساب مصالح العرب، مشيرا إلى أن التراخي في الإدارة الأمريكية شجع إيران على دعم النظام في سوريا.
وقال إن على الإدارة الأمريكية أن تعيد حساباتها إذا أرادت الحفاظ على التوازن في المنطقة، مشيرا إلى أنه من الصعب قبول فتح الأبواب لبشار الأسد لكي يطبع علاقاته مع العالم العربية.
قد لا تكون الإدارة الأمريكية بنت على نظرية خفض التصعيد الروسية، لكن التهدئة في المنطقة على أساس بقاء الجميع حيث هو من حيث القوات أو التمدد قد يعطي أكثرها قوة ميزة الاستحواذ على مزايا أكثر من غيرها.