وثيقة أردنية لإسعاف النظام ومنع انهيار الدولة.. هل هي لعبة دولية؟

محللون: سوريا ستبقى معلقة بين انهيار وإنعاش لحين تنفيذ القوى الكبرى مشاريعها

من غير المعروف مصدر الوثيقة التي سربت عبر صحيفة الشرق الأوسط اللندنية والتي وصفت بأنها سرية، ولا سيما أن معظم ما تضمنته كان تسرب من خلال التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية خلال الأشهر الماضية بالنسبة للقضية السورية .

بنود الوثيقة تقترح خطوات لتغيير متدرج لسلوك النظام، وهو ما كان طرحه الملك الأردني والرئيس جو بايدن، وتعترف كذلك بالمصالح الشرعية لروسيا، ولكن هذا كان عنوان تدخلها العسكري في سوريا، وقد حظي بمباركة دولية ورضا عربي، وعليه فما الهدف من نشر هذه الوثيقة التي سميت بشكل مريب بأنها سرية الآن، وهل هي استخباراتية، أكثر منها دبلوماسية؟ ولماذا سُربت باسم الأردن؟

وقد يختزل ما قاله الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني فايز دويري لقناة أورينت من أنه لا يمكن للأردن أن يقوم بالإجراءات إزاء النظام دون أن يكون هناك ضوء أمريكي أخضر .. معظم ما يدور في كواليس صناع القرار الدولي، وقد يكمل الاختزال ‎جمال الرفاعي، النائب الأول لرئيس غرفة تجارة الأردن، بقوله لرويترز هناك تحرك أمريكي؛ لإعطاء مساحة أكبر لرجال الأعمال الأردنيين ليتعاملوا مع سوريا.

هذه المعطيات مع ما يترجم من خلال معبر نصيب واجتماعات عمان لوزراء أردنيين مع وزراء تابعين للنظام، تسلط الضوء على ما يدور خلف الأبواب، وهو ما كان أكثر وضوحا من خلال موافقة الولايات المتحدة على تزويد لبنان بالغاز من مصر الذي تضخ فيه إسرائيل غازها عبر الأردن وسوريا.

الوثيقة التي نسبت إلى الأردن ونشرت في الشرق الأوسط تتحدث عن هذه الوقائع بصياغة تقول إنها سرية، وقد يعطي ما تضمنته من تكثيف للوقائع على الورق إشارة البدء دوليا ليس بفك عزلة النظام إنما مده من البوابة الأردنية بالأوكسجين فقط، في وقت تزداد فيه الأزمات المعيشية اتساعا مع انتشار الجريمة والهجرة، فهل هي لعبة استخباراتية موجهة للسوريين في مناطقه أكثر؟

عبسي سميسم – مدير مكتب سورية في صحيفة وموقع العربي الجديد يرى أنه بغض النظر سواء كانت الوثيقة استخباراتية أو حقيقية، فإن هناك تطورا حدث بين الأردن والنظام، وجاء بعد زيارة الملك الأردني إلى الولايات المتحدة، وحديثه بأن الأسد باق وعلى العالم أن يتعامل مع هذه الحقيقة، ثم كان هناك تسريبات حول خريطة طريق، وبالنتيجة جميع التسريبات يمكن وضعها في سياق التطور الذي حصل في العلاقات وإعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر فقط في إقامة علاقات اقتصادية مع النظام .

ورأى الأكاديمي د. فايز قنطار إن إسرائيل حاضرة في ملفات القضية السورية، وأنه من غير المسموح بانهيار النظام وأيضا من غير المسموح بأن يكون قويا، والهدف هو تمرير مشاريع القوى الإقليمية والدولية، مشيرا بهذا الخصوص إلى مشروع خط الغاز من مصر والذي تضخ فيه إسرائيل الغاز الذي تنتجه من حقولها ..

وقال لا أحد يستعجل الحل في سوريا، سوى السوريين الذين وصلت أوضاعهم إلى حد الكارثة بسبب الحرب التي شنها النظام عليهم، لافتا إلى أن بعض القوى الإقليمية والدولية يناسبها استمرار سوريا محطمة مدمرة

القوى الكبرى استثمرت وضع الأردن الاقتصادي لإيجاد صلات الحد الأدنى مع النظام، لكنها من الصعب أن تضع يدها بيده في المدى المنظور، بعد ما ارتكب من جرائم، وقد يؤدي تعويم النظام من البوابة العربية مع مرور الوقت إلى أن يحظى بقبول دولي متفرق ومعلن.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى