قلق أممي من التصعيد العسكري وانتشار كورونا في شمال غربي سوريا
الأمم المتحدة: "97% من سكان شمال غربي سوريا يعيشون في فقر مدقع".
أكدت الأمم المتحدة أن أوضاع المدنيين السوريين في إدلب مزرٍ وصعب، جرّاء استمرار التصعيد العسكري لقوات النظام وروسيا، وانتشار فيروس كورونا على نطاق واسع، معبرة عن قلقها إزاء هذا الوضع.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية، في نيويورك، أمس الجمعة: “نشعر بالقلق إزاء الوضع المزري للمدنيين شمال غربي سوريا، حيث أدت الأعمال العدائية والأزمة الاقتصادية وكورونا إلى جعل أوضاع المستضعفين، أكثر صعوبة”.
وأكد تلقي الأمم المتحدة “تقارير بشأن الأعمال العدائية (..) طوال أيلول المنصرم، مع تكثيف الضربات الجوية على طول الخطوط الأمامية جنوبي إدلب، وتقارير شبه يومية عن أعمال عنف”.
وأضاف: “كما نشعر بقلق بالغ إزاء الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث ثبتت إصابة أكثر من ألف شخص يومياً في شمال غرب سوريا”.
ولاحظت الأمم المتحدة “زيادة بنسبة 170 بالمئة، في العدد الإجمالي للحالات الإيجابية لكورونا خلال الشهر الماضي (أيلول) وحده”، وفق المتحدث.
وأشار فرحان حق إلى أن “المعدات المحدودة لاختبارات كورونا تعد مشكلة، فإضافةً إلى النقص الحاد في الأكسجين، تم تلقيح أقل من 3 بالمئة فقط من السكان، شمال غربي البلاد.. مع وجود 1.6 مليون شخص يعيشون في مخيمات مزدحمة، فإن انتشار الإصابات بالفيروس سيزيد من عبء النظام الصحي المثقل بالأعباء بالفعل”.
وأكد المتحدث باسم الأمين العام، أن “97 بالمئة من سكان المنطقة، في فقر مدقع، اعتماداً على المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء والخدمات الأساسية الأخرى”.
وتزامنت تصريحات فرحان حق مع قصف مشترك لروسيا وقوات نظام الأسد، استهدف مناطق عدة في شمال غربي سوريا، ما أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين، في تصعيد تلا قمة “أردوغان – بوتين”، في سوتشي، الأربعاء.
وتواصل قوات النظام وداعميها خرق اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في آذار 2020، بين الجانبين التركي والروسي.
وتعاني منطقة “خفض التصعيد” من وضع صحي حرج، نتيجة انتشار واسع لفيروس كورونا.
وصرح مدير البرامج في وزارة الصحة بالحكومة السورية المؤقتة، الطبيب رامي كلزي، أمس الجمعة، أن الوضع الصحي في مناطق شمال غربي سوريا يزداد سوءاً، وتوفي 1000 شخص تقريباً خلال أيلول الماضي، بسبب الوباء.
وأكد “كلزي” أن نسب الإشغال في المستشفيات والمراكز الطبية بشمال غربي سوريا بلغت 100% منذ شهر، حيث إن الأسرّة لا تكاد تفرغ من المرضى المصابين.