خفايا التدخل الروسي في سوريا.. هل طلب قادة عرب من روسيا إرسال قواتها إلى سوريا؟
محللون: زعماء عرب طلبوا من روسيا التدخل، والقوى الكبرى أعطت الضوء الأخضر..
ست سنواتٍ مضت على بدءِ ارتكاب روسيا ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم فعل التدخل العسكري ضد شعب أراد الحرية والكرامة.
صواريخ بعيدة المدى وطائراتٌ حربية وغواصاتٌ نووية عبرت إلى سوريا بمحاذاة مجلس الأمن الدولي، لتنقذ نظام الأسد الذي كان آيلا للسقوط بعد أن تقلصت مساحة سيطرته إلى نحو عشرين بالمئة من أراضي البلاد.
ستُّ سنوات على فعل دمر البلاد وقتل العباد والفاعل يسرح فيها ويمرح على دماء السوريين ولا يزال المحرِّض أو المحرضين، أو الموافق والموافقين على إعطاء الفاعل الضوء الأخضر لفعلته يعطي المزيد من الأضواء الخضراء ليس للروس فحسب بل وللنظام أيضا..
واليوم يستذكر السوريون بداية مأساتهم الكبرى، فلم يكن دخول القوات الروسية إلى سوريا إلا منعطفا كبيرا ليس في تاريخ ثورتهم فحسب بل في تاريخ البلاد والمنطقة والعالم. أما لماذا دخل الروس البلاد وكيف ؟
زعماء عرب طلبوا من روسيا التدخل
عضو الائتلاف السابق صلاح الحموي أكد لراديو الكل بأن عدداً من الزعماء العرب كانوا وراء دخول القوات الروسية وموّلوا الحرب ضد الشعب السوري.
وقال الحموي : للأسف عندما أدرك بعض القادة العرب أن النظام بات آيلاً للسقوط تداعوا وطلبوا من الروس التدخل وقاموا بتمويل الحرب، والسبب هو خشيتهم من امتداد الثورات إلى بلدانهم.
لو لم توافق القوى الكبرى لما دخل الروس
المحلل السياسي حسن النيفي رأى أن التدخل الروسي كان بمباركة المجتمع الدولي الذي أعطى تفويضا لروسيا لتسلم الملف السوري وقال: إن أول مفاصل التدخل الروسي اتضحت بعد ارتكاب النظام مجزرة الكيميائي وقامت الولايات المتحدة بحشد قواتها لمعاقبة نظام الأسد وبعدها تدخلت روسيا لتجريد النظام من أداة الجريمة وترك المجرم طليقا مقابل منع معاقبته.
والمفصل الثاني كما يقول النيفي كان في نهاية العام 2015 عندما بدأ النظام يتهاوى وطار قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني السابق إلى موسكو وطلب منها التدخل في حين أن المفصل الثالث هو عندما استطاعت روسيا فرض مسار أستانة وشرخت مسار جنيف.
قد تكون الإمارات إحدى الدول..
الدكتور سامر الياس الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية رأى أن روسيا اتخذت قرار التدخل في سوريا من أجل أن تعود إلى الساحة الدولية بشكل أكبر في حين أن الغياب الأمريكي والتفويض الذي أعطي لروسيا سمح لها بالتدخل إضافة إلى تخاذل المجتمع الدولي.
وقال د.سامر الياس: إن المتابع لثورات الربيع العربي يرى أن هناك دولا عربية من بينها الإمارات بشكل خاص رفضت هذه الثورات وهي تتفق مع روسيا في تصنيفها لها بأنها ثورات ملونة تخشى أن تنتقل إلى دول مجاورة لها.
وأضاف أن الولايات المتحدة أعطت روسيا الضوء الأخضر لعمليتها العسكرية وسلمتها الملف السوري بدءاً من صفقة استخدام السلاح الكيميائي بنزع أداة الجريمة والإبقاء على الفاعل.
صمت المجتمع الدولي يعادل الطلب
وقال الكاتب والصحفي أحمد كامل إنه لا يعتقد أن أحدا طلب من روسيا التدخل ولكنهم سكتوا ووافقوا وهذا يعادل الطلب مضيفا: لا أعتقد أن محمد بن زايد ذهب إلى روسيا وطلب منها التدخل ولكنه يمول العدوان الروسي.
وقال كامل: إن بابا الكنسية الأرثوذكسية الروسية أعلن حينها أن كنائس سوريا طلبت من روسيا التدخل وكررها مسؤولون روس، لكن كامل أشار أيضا إلى أن الدور الأول في التدخل الروسي كان لإسرائيل، وقال: لا يوجد سوري يستطيع أن يفعل ما فعله حافظ الأسد وبشار.. وإسرائيل تريد حولها دول ضعيفة وأهم عامل من عوامل الضعف هو الاستبداد الذي يدمر كل شيء.
وقال أحمد كامل: الولايات المتحدة وإسرائيل لا تريدان هزيمة النظام ولا تريدان انتصاره بل عملتا على إبقائه ضعيفا في دولة لا يوجد فيها أي مكون من مكونات الدولة.
ورأى كامل أن نتائج التدخل العسكري الروسي في سوريا واضحة الآن، بلد مدمر وهو الأفقر في العالم، والنظام بصيغته الحالية الضعيفة مطلب للقوى الكبرى ولا يختلف بشار الأسد عن زعماء ميليشيا آخرين مثل الجولاني أو مظلوم عبدي والهدف من وراء ذلك هو أن تنفذ تلك القوى مشاريعها في سوريا والمنطقة.