تقرير أممي يبيّن قسوة الظروف التي يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان
الأمم المتحدة: "أكثر من نصف الأطفال السوريين في لبنان تعرضوا لشكل من أشكال العنف".
عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تدهور الظروف المعيشية للاجئين السوريين في لبنان، مؤكدة أن جميعهم تقريباً باتوا عاجزين عن توفير الحدّ الأدنى من الإنفاق اللازم لضمان البقاء على قيد الحياة، مشيرة إلى أرقام مخيفة توضّح مدى قسوة الظروف التي يعيشون تحت وطأتها في هذا البلد.
وأكد بيان مشترك، نشر اليوم الأربعاء، للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تأثير الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي يشهدها لبنان بشكل خاص على العائلات اللبنانية واللاجئة الأكثر فقراً.
وبحسب البيان، كشفت النتائج الأولية لتقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين في لبنان لعام 2021، الصادرة اليوم، عن وضع بائس يُرثى له، إذ أن 9 من أصل كل 10 لاجئين سوريين لا يزالون يعيشون اليوم في فقر مدقع.
وأضاف البيان، أنه في عام 2021، واصل غالبية اللاجئين الاعتماد على استراتيجيات مواجهة سلبية للبقاء على قيد الحياة، مثل التسول أو اقتراض المال أو التوقف عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة أو تقليص النفقات الصحية أو عدم تسديد الإيجار.
ويشير تقييم الأمم المتحدة إلى أنه خلال العام الحالي، ازداد عدد أفراد الأسر الذين اضطروا إلى قبول وظائف زهيدة الأجر أو شديدة الخطورة أو نوبات عمل إضافية لتأمين الدخل نفسه الذي كانت الأسرة قادرة على توفيره في العام 2020.
وبحسب البيان، لا يزال اللاجئون يعانون للعثور على مأوى لائق وآمن؛ فحوالي 60 % من عائلات اللاجئين السوريين يعيشون في مساكن معرضة للخطر أو دون المعايير المطلوبة أو مكتظة، كما تظهر الدراسة زيادة في متوسط بدلات الإيجار لجميع أنواع المساكن وفي جميع المحافظات، فضلاً عن زيادة في احتمالية الإخلاء.
وأضاف أنه خلال الفترة الممتدة بين تشرين الأول 2019 وحزيران 2021، ارتفعت تكلفة المواد الغذائية بنسبة 404%، مما أدى إلى مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي وسط عائلات اللاجئين السوريين، وبلغت نسبة عائلات اللاجئين السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي 49%، في حزيران الماضي، وقد اضطر ثلثا العائلات إلى تقليص حجم حصص الطعام أو تقليل عدد الوجبات المستهلكة يومياً.
وأكد البيان الأممي، أن الأطفال السوريين يتحملون الجزء الأكبر من أعباء الأزمة، حيث أن 30% من الأطفال الذين هم في سن الدراسة (بين 6 و17 عاماً) لم يدخلوا المدرسة قط، وقد انخفض معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً بنسبة 25% في عام 2021.
وأشار إلى استمرار الاتجاه التصاعدي في عمالة الأطفال في أوساط الأطفال السوريين في عام 2021، إذ بلغ عدد الأطفال السوريين اللاجئين المنخرطين في سوق العمل ما لا يقل عن 27,825 طفلاً.
ولفت أن فتاة من أصل كل 5 فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً متزوجة، وأكثر من نصف (56%) الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و14 عاماً قد تعرضوا لشكل واحد على الأقل، من أشكال التأديب القائم على العنف.
ويعيش في لبنان قرابة مليون ونصف المليون لاجئ سوري، موزعين على مخيمات عشوائية ومناطق سكنية.
وفضلاً عن الظروف المأساوية التي يكابدونها، يتعرض اللاجئون السوريون في لبنان لضغوط قاسية وقاهرة لإجبارهم على العودة إلى بلادهم التي لا تزال تعاني أوضاعاً أمنية مضطربة وظروفاً معاشية صعبة للغاية.