متجاوزا قيصر الأردن ينفتح على النظام من بوابة الاقتصاد ويوقع معه اتفاقيات اقتصادية شاملة
عبد الحكيم المصري: الاتفاقيات خرق واضح لقانون قيصر والأردن لن يستفيد من النظام أكثر من المخدرات
اختتم وفد وزاري تابع للنظام اجتماعات عقدها في عمان على مدار يومين بالتوقيع على عدة اتفاقيات تشمل التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل، أبرزها في قطاعي المياه والكهرباء.
ومن بين الاتفاقيات جرى التوافق على إعادة تفعيل لجنة المياه المشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقية الموقعه بين البلدين عام 1987، وتفعيل اللجان المشتركة في أقرب وقت، والتعاون للاستفادة من مياه حوض اليرموك.
وأكد الدكتور عبد الحكيم المصري وزير المالية والاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة أن الاتفاقيات بين الأردن والنظام هي خرق واضح لقانون قيصر والأردن لن يستفيد من النظام أكثر من المخدرات
وقال المصري إن مشروع خط الغاز من مصر إلى لبنان عبر سوريا فسح المجال لإعادة العمل في اتفاقية المياه بين الأردن والنظام حول سد الوحدة، بحيث يتم تزويد الأردن بالمياه مقابل تزويده بالكهرباء.
وضم وفد النظام وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، والموارد المائية تمام رعد، والزراعة والإصلاح الزراعي محمد حسان قطنا، والكهرباء غسان الزامل.
وبالتزامن أعلن وزير الداخلية مازن الفراية عن إعادة فتح معبر جابر الحدودي مع سوريا اعتبارا من يوم غد الأربعاء في حين كشف نقيب أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع في الأردن، ضيف الله أبو عاقولة، أن “هنالك زيادة في حجم العمل بالبضائع الواردة من العقبة إلى سوريا تتجاوز الـ600%”، بالتزامن مع قرار الأردن فتح معبر نصيب الحدودي اعتبارا من يوم غد.
كما أعلن الأردن عودة الخطوط الجوية الأردنية لتسيير رحلاتها لنقل الركاب بين البلدين، اعتبارا من الأحد الثالث من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بعد أن علّقت رحلاتها في 21 تموز/يوليو 2012، إلى دمشق وحلب بحسب، وزير النقل الأردني وجيه عزايزة.
ولكن مدير عام مؤسسة الطيران المدني السوري باسم منصور نفى وجود أي طلب تقدمت به الخطوط الجوية الملكية لاستئناف رحلاتها المباشرة إلى دمشق حتى الآن، وقال منصور لصحيفة الوطن: إن دمشق ترحب بطبيعة الأمر وبأي شركة طيران تريد استئناف رحلاتها، إلا أن الجانب الأردني لم يبلغنا حتى الآن برغبته هذه”.
وكانت الخطوط الجوية الملكية الأردنية، علقت في 2012 رحلاتها إلى دمشق وحلب، وأشارت إلى أنها “ستستمر في دراسة استئناف الرحلات الجوية إلى المدينتين اعتمادا على عودة حركة السفر إلى طبيعتها.
وقبل زيارة الوفد الوزاري التابع للنظام عمان زار وزير دفاع النظام علي أيوب الأردن وهو المعاقَب أمريكيا، وقد يكون عبورُه الحدود في زيارة هي الأولى ” المعلنة ” له منذ 2011 بدايةً لعبور النظام إلى الساحة العربية، ومن غير المستبعد أن تكون مرتبطةً بخريطةِ الحل الأردنية التي أعلنها الملك عبد الله أمام الرئيس الأمريكي بايدن، ومن بينها مشروع خط الغاز العربي والضوء الأخضر الأمريكي للتعامل مع النظام وتجاوز قيصر.
ويأتي انفتاح الأردن على النظام بعد زيارتين للملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة وروسيا وسط أنباء تحدثت عن طرحه مبادرة للحل السياسي مدخلها مشروع الغاز العربي الذي حظي بموافقة أمريكية كما حظي اجتماع وزراء نفط كل من الأردن ومصر ولبنان والنظام.
وتوقع الكاتب والصحفي قحطان شرقي أن مسألة كسر العزلة عن النظام ستكون لها تبعات خطيرة على الشعب السوري، وقد تنعكس سلبا على الأردن في مراحل لاحقة أمام الشعوب، لجهة أن الأردن كان له الدور الأبرز في إعادة النظام للساحة العربية.
وقال إن هناك دورا مصريا إضافة إلى أنظمة أخرى في كسر عزلة النظام، ومشروع الغاز هو جزء من مسألة التعويم، وإحدى خطوات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل والنظام، مشيرا إلى أنه ربما تجاوزت الأنظمة العربية ما كان في السر، وبدأت تعلن عن التعاون الاقتصادي مع إسرائيل.