ما حقيقة الأنباء المتداولة حول تسوية أمريكية – روسية للملف السوري تُرسم معالمها في جنيف وفيينا
محللون يؤكدون لراديو الكل: أن تسوية شاملة قيد التبلور يرجح أن تعطي روسيا دورا وظيفيا في سوريا
ازداد الحديث في المدة الأخيرة عن تسوية شاملة في سوريا قيد التبلور تعمل عليها الولايات المتحدة وروسيا، وتظهر ملامحها من خلال حراك دبلوماسي حول سوريا تمثل في اجتماعات إقليمية ودولية وميداني تجسد في التصعيد الروسي شمال غرب البلاد.
التحليلات استندت إلى اجتماعات المبعوث الرئاسي إلى سوريا الكسندر لافرنتييف مع بريت ماكغورك مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي في جنيف، والذي تضاربت الأنباء حوله، وكذلك إلى اجتماع رئيسي أركان الدولتين فاليري غيراسيموف، ومارك ميلي قرب هلسنكي الأربعاء الماضي.
ولم تتسرب أنباء عن الاجتماعات الروسية الأمريكية إلا أن التطورات التي حدثت بعيد حديث وسائل الإعلام عنهما أعطت بعضا من ملامح ما دار فيهما
التسوية أزعجت تركيا
محللون ومن بينهم طه عودة أوغلو رجحوا وجود تسوية تطبخ بين الولايات المتحدة وروسيا وهي في مرحلة التبلور وقال عودة أوغلو لراديو الكل: إن هذه التطورات أزعجت تركيا ولذلك هي الآن تحاول خلق توازن في علاقاتها بين كل من روسيا والولايات المتحدة.
ويتفق الأكاديمي والباحث السياسي ياسر نجار مع طه عودة أوغلو بخصوص محاولة استبعاد تركيا من اتفاق التسوية ويقول: إن الاتفاق الأمريكي الروسي سيتضمن تخلي نسبي لروسيا عن إدارة الملف السوري وإعطائها دورا وظيفيا مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تولي أهمية كبيرة لسوريا.
اجتماعات جنيف لا تصب في مصلحة السوريين
المحلل السياسي حسن النيفي يذهب أبعد من ذلك ليشير إلى أن الاجتماعات الأمريكية الروسية هي استمرار لاتفاقيات سابقة بين وزيري خارجية البلدين جيم كيري وسيرغي لافروف ووضعت خريطة لما بعد الدخول الروسي إلى سوريا.
ويضيف النيفي: أن سياسة إدارة بايدن هي استمرار للسياسة الأمريكية السابقة، والولايات المتحدة تحاول أن تنأى بنفسها عن سوريا وهي تريد التسليم لروسيا بالملف السوري.
ويشير النيفي إلى أن عدم الإعلان عن الاجتماعات الأمريكية الروسية يخشى أن يحمل في طياته تفاهمات ليست قريبة من القرارات الأممية المتعلقة بسوريا، وقال: نعتقد ونتمنى ألا يكون ذلك صحيحا لكن على أساس المعطيات التي بين أيدينا لا تبشر بخير.
روسيا تسعى لتفاهم مع أميركا
ويؤكد الدكتور سمير العبدالله الباحث ومدير المنتدى الثقافي العربي في اسطنبول أن روسيا تسعى لتفاهم مع الأمريكيين بخصوص سوريا أو وضع خطوط أساسية للحل في سوريا في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
لا حل في سوريا دون تفاهم أمريكي روسي
ورأى المحلل السياسي علي إبراهيم أنه على الرغم من وجود تسريبات عن اجتماعات بين ماكغورك ولا فرنتييف إلا أنه من الصعب الحديث عن صيغة معينة لما حدث، مشيرا إلى أنه من غير المستغرب أن تكون مثل هذه الاجتماعات قد عقدت، ولا سيما أن للدولتين دورا فاعلا في سوريا.
وأضاف إبراهيم أنه إذا لم تتفق الولايات المتحدة وروسيا لن تكون هناك تسوية، مشيرا إلى أنه لا يمكن استبعاد تركيا أو إيران من أي تفاهم بسبب وجود قوات لهما في سوريا.
تغيير سلوك النظام يعني التطبيع مع إسرائيل
ورأى المحلل السياسي الدكتور غزوان عدي أن الأمريكيين وإسرائيل يريدون بقاء النظام بصيغة ضعيفة وبرعاية روسيا مستغلين طموحاتها بالوصول إلى المياه الدافئة، وبنفس الوقت يستطيعون من خلال ذلك التملص من مسؤولية الدماء التي سالت في البلاد.
وقال عدي: إن الأمريكيين وبعد دخول الغاز الإسرائيلي المنطقة عبر سوريا لم يعد لديهم مانع من تعويم النظام، ويطرحون تغيير سلوكه أي أن يسير في التطبيع مع إسرائيل وهو مستعد لذلك من أجل البقاء في السلطة.
تفاهمات روسية أمريكية قادمة
موضوع التسوية لم يغب أيضا عن وسائل إعلام النظام، فتحدثت صحيفة الوطن بأن اجتماع جنيف سيسفر عن تفاهمات روسية أميركية سيضع خطوطها العريضة مبعوثا الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن.
وقالت الصحيفة: إن مسألة لجنة مناقشة الدستور بحسب تعبيرها لم تعد تحمل أي أهمية بالنسبة للقيادة الروسية وهناك تقديرات روسية تقول بأن الإدارة الأميركية بحثت مع موسكو الانسحاب الأميركي من سوريا.