روسيا تلوح باستمرار الحرب في إدلب وبإغلاق باب الهوى إذا لم يساعد الغرب النظام بإعادة الإعمار
محللون: تصريحات لافروف تصعيدية وتأتي قبيل قمة أردوغان ـ بوتين المفصلية
لغة لافتة بدأ يتحدث بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد فيها على استمرار محاربة ما يسميه بالإرهاب في إدلب وتلويحه بالتصعيد، وكذلك تهديده بإغلاق معبر باب الهوى ما لم يتم تنفيذ بنود قال إنها موجودة في قرار تمديد المساعدات 2585 وتتعلق بإقامة مشاريع بنى تحتية في مناطق النظام .
تصريحات لافروف المتشددة والتي تعمد إطلاقها في مؤتمر صحفي مطول عقده في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، جاءت قبيل قمة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، التي ستعقد يوم الأربعاء المقبل.
د. سامر الياس قمة أردوغان ـ بوتين مفصلية
الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية د. سامر الياس رأى أنه من الواضح أن الجانب الروسي زاد في الأشهر الأخيرة من وتيرة تلويحه بعملية عسكرية كبيرة في إدلب وهذا التصعيد يزداد كلما اقتربت قمة بوتين أردوغان ، وهي قمة مفصلية بالنسبة للملف السوري، مشيرا إلى أن هدف روسيا من وراء ذلك الحصول على تنازلات من تركيا.
وأضاف د. الياس أن روسيا دائما تقول إنها تواصل عمليات الإرهاب أنه مسموح لها بذلك ، وتصنف الفصائل المعارضة للنظام بأنها إرهابية وكانت تستهدف بشكل مستمر المعارضة ولم تستهدف داعش والنصرة.
ترجيح استمرار التنسيق بين تركيا وروسيا
ورجح د. الياس استمرار التنسيق بين الجانبين التركي والروسي، مشيرا إلى أن وجود خلاف يعني إنهاء مسار أستانة وهو ما لا تريده روسيا، وتركيا من جانبها تريد استمرار التنسيق من أجل الحفاظ على أمنها القومي، لا سيما في شمال شرق سوريا.
وقال: إن روسيا تستند في حديثها عن المساعدات الدولية للنظام على الحراك الإقليمي والعربي الداعم لإعادة تعويم النظام، وتريد تحسين أوضاعه الاقتصادية لمنع انهياره، ولكن أيضا هناك صعوبة في هذا المجال ولا سيما بعد ارتكاب النظام هذه الجرائم الكبيرة بحق السوريين، والسؤال هنا ما هو الموقف الأمريكي إزاء ذلك؟
وقال إن روسيا تريد إنهاء جميع المساعدات التي لا يتحكم بها النظام، بحجة أنها تنتقص من السيادة، مشيرا إلى اقتراب موعد تقديم الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص تمديد المساعدات عبر معبر باب الهوى لستة أشهر إضافية، وتصريحات لافروف تعني أنه سيتشدد بهذا الخصوص.
حافظ قرقوط : إدلب رهان كبير لكلا الطرفين
من جانبه رأى الكاتب والصحفي حافظ قرقوط أن تصريحات لافروف تشير إلى أن روسيا دخلت في نوع من السمسرة السياسية بأسلوب العصابات بمعنى أنها دائما تستند إلى مآسٍ في حوارها مع دول العالم .
وقال إن روسيا تريد أن تُظهر بأن تركيا تحمي هيئة تحرير الشام إنما الحقيقة هي إن تركيا تحمي الأهالي. مشيرا إلى أن روسيا توجه رسائل بطريقة غير صحيحة من خلال التصعيد ولكن الجانب التركي يدرك حقيقة ذلك.
وأضاف أن إدلب هي الرهان الكبير لكلا الطرفين والروس يبعثون برسائل مؤلمة بدماء السوريين، وقال نحن أمام مصيبة وعلى الفصائل في الشمال أن تفهم الرسائل، وهي أن عليها أن تنقذ أرواح المدنيين وتذهب للتعامل مع الوضع بالتنسيق مع تركيا، وعلى هيئة تحرير الشام أن تفكك ذاتها.
لافروف يدعو لإقامة بنى تحتية
وكان لافروف دعا في مؤتمره الصحفي الدول الغربية والأمم المتحدة إلى تطبيق قرار تمديد إدخال المساعدات 2585 بجميع بنوده ولا سيما ما يتعلق بإقامة مشروعات البنى التحتية في سوريا.
وقال لافروف إن الغرب والأمم المتحدة ملزمون بتطبيق القرار الأممي لأنه يتضمن إقامة مشاريع في المياه والمدارس والمساكن والبنى التحتية مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تعلم أن الوضع في سوريا صعب، وهناك قرار أممي ويجب تنفيذه .
وأضاف أن الغرب يتمسك بآلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا دون الاتفاق مع دمشق. وهدد بأن موسكو ستغلق آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود ” معبر باب الهوى ” في حال عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا.
وقال: لم نحصل على معلومات بشأن موجودات الشاحنات التي تدخل إلى إدلب، ولا يقدمونها لنا، ولا يعرف أي شخص كيف تصل المساعدات وكيف يتم توزيعها ولا يمكن التأكد إن كان الإرهابيون يستفيدون منها وبالتالي إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لتسهيل الإجراءات الإنسانية عن طريق دمشق كما هو منصوص عليه وفق القانون الإنساني الدولي فسنقوم بإغلاق هذه الأعمال العابرة للحدود.
لافروف يلوح باستمرار الحرب
وقال لافروف إنه لاتزال في شمال غربي سوريا بؤرة للإرهاب ولا أرى مشكلة هنا في مكافحة الإرهاب ، ونحن مع شركائنا في تركيا اتفقنا على فصل المجموعات المسلحة غير الإرهابية، عن هيئة تحرير الشام ولكن لم يتم ذلك حتى الآن.
وأضاف أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان سيناقشان خلال القمة القادمة الوضع بالتفصيل في إدلب لافتا إلى موضوع فصل الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة.
وقال إن القوات الروسية تستخدم القوة العسكرية هناك ضد “الإرهابيين” بناء على قرار من مجلس الأمن الدولي 2254 القاضي بمكافحة الإرهاب بحزم في سوريا.
لافروف: مساعدات اللاجئين هدفها دعم عدم عودتهم
وأضاف لافروف: عقدنا مؤتمرا للاجئين وتشكيل الظروف لعودتهم وقد دهشنا بأن الولايات المتحدة تقوم بتهديد وترهيب من يريد التوجه إلى دمشق لحضور المؤتمر، والأمم المتحدة لم تشارك أيضا وأرسلت فقط ممثلها في دمشق كمراقب.
وقال: إن الاتحاد الأوروبي عقد مؤتمرا حول المساعدات في بروكسل ولم تتم دعوة الحكومة السورية إليه وهذا خرق للقانون الإنساني العالمي ، لافتا إلى أنه تم دفع الأموال لاستمرار عيش اللاجئين في تركيا ولبنان والأردن ودعم عدم عودتهم إلى سوريا.