خفايا الاجتماعات الأمريكية والروسية حول إدلب وشرق الفرات وقيصر وخط الغاز
محللون: المعطيات لا تبشر بخير وعلى المعارضة مصارحة السوريين
كعادة اللقاءات الأمريكية الروسية منذ العام 2011 أو على الأقل منذ دخلت القوات الروسية إلى سوريا نهاية العام 2015 ، لم يعلن بشكل رسمي حتى الآن عما دار في لقاء ماكغورك ـ لافرنتيف في جنيف يومي 15 و16 من الشهر الحالي إلا أن ما تم تسريبه بشكل متعمد أو دون تخطيط مسبق بمقارنته مع التطورات الميدانية والسياسية في سوريا ومحيطها الإقليمي يوضح بعض معالم الطريق الذي ستسير عليه البلاد بإرادة الدولتين العظمتين.
وبحسب ما تسرب أمريكيا عبر صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فإن إدلب ، شرق الفرات ، خط الغاز العربي ، قيصر كانت بنود رئيسة في جدول أعمال ماكغورك ـ لافرنتيف ، أما ما تسرب روسياً فقد أخذ شكلا ميدانياً عسكرياً.
إدلب على صفيح ساخن وروسيا اتخذت قرارا بالحسم العسكري كما تقول صحيفة الوطن التابعة للنظام.
شرق الفرات ستكون ضمن ترتيبات بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية كما يقول الروس
خط الغاز العربي سيخفف عقوبات قانون قيصر كما قال مسؤولان أمريكيان.
هذا ما يقوله غير السوريين عن بنود اجتماع ماكغورك ـ لافرنتيف ، ولكن ماذا يقول السوريون؟
إرهاصات تشي بتفاهمات أمريكية روسية لمصلحة النظام
المحلل السياسي حسن النيفي رأى أنه على الرغم من شح المعلومات التي تسربت عن اللقاء إلا أنه من الممكن الاستدلال حولها من خلال بعض الإرهاصات التي سبقتها ومن بينها لقاء بايدن ـ بوتين الذي أسفر عن قرار تمديد قرار إدخال المساعدات عبر الخطوط والحدود إضافة إلى تفاهمات سرية لم يتم الإفصاح عنها في حينها وتتجسد في مرور المساعدات عن طريق مناطق النظام .
وقال النيفي إن الحدث الآخر الذي من الممكن الاستدلال به هو زيارة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدروسن إلى دمشق ثم لقائه بهيئة التفاوض وبعض أعضاء الائتلاف وأحيط اللقاء ببعض السرية ، ولم يكن بيدسون متفائلا أبدا وقد أبلغته دمشق بأنه لا استمرار في اللجنة الدستورية وأن العملية السياسية ستجري ضمن التصور الروسي أي أن النظام عرض عليه شروط المنتصر
وأضاف أن من هذه الإرهاصات أيضا سماح بايدن بمرور خط الغاز من مصر عبر الأردن وسوريا ما يعني أن هناك تحللا من بعض العقوبات المفروضة على النظام بسبب المسعى المصري الأردني .
وقال النيفي إن هذه الإرهاصات تشي بوجود تفاهمات روسية أمريكية ، لكنها لا ترقى إلى الحلول التي تتضمنها القرارات الأممية بل تميل إلى جانب النظام والروس ..
مباحثات ماكغورك ـ لافرنتيف تذكر بتفاهمات كيري ـ لافروف
ولفت النيفي إلى أن لقاء ماكغورك لافرنتيف يذكر بالمفاوضات الماراتونية التي جرت بين وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف التي وضعت تفاهمات ما بعد دخول القوات الروسية إلى سوريا نهاية العام 2015 مشيرا إلى أنها حملت تفويضا لروسيا للإمساك بالملف السوري وقال إن سياسة بايدن هي استمرار للسياسة الأمريكية السابقة ، وما يجري هو استمرار للسياسة الأمريكية السابقة باستمرار التفويض لروسيا .
المعطيات لا تبشر بخير وعلى المعارضة مصارحة السوريين
وأضاف النيفي لو أن التفاهمات الأمريكية الروسية بين ماكغورك ـ لافرنتيف التي لا يفصحون عنها هي قريبة من القرارات الأممية لأعلنوا عنها ، ولكن المعطيات التي أمامنا لا تبشر بخير وعلى المعارضة الرسمية أن تصارح السوريين ولا سيما ما يتعلق بنتائج اجتماعهم مع بيدرسون .
وقال إن هناك ليونة أمريكية إزاء النظام تمثلت بموضوع خط الغاز وأيضا هناك رغبة روسية بتمكين النظام من السيطرة على جميع الأراضي السورية ، والتصيعد في إدلب أحد دلائلها ، وهناك تطلع روسي إلى شرق الفرات وهو ما أفصح عنه الرئيس الروسي خلال لقائه بشار الأسد حين قال إن المشكلة هي بقاء القوات الأجنية ويعني بذلك القوات الأمريكية .
التصعيد يستبق قمة بوتين ـ أردوغان
من جانبه رأى الكاتب والصحفي مصطفى النعيمي أن التصعيد الميداني يستبق قمة الرئيسين بوتين ـ أردوغان وهدفه رفع السقف التفاوضي ، مشيرا إلى أن عدد الغارات التي شنها الروس اليوم بلغ ثماني غارات استهدفت قرى وبلدات في إدلب .
وقال إنه ربما يكون هدف تسريب المعلومات عن لقاء ماكغورك ـ لافرنتيف جس النبض ، وعدم الإعلان عنها قد يكون من باب الحرب النفسية ضد روسيا .
وقال النعيمي إن هناك تدافعا روسيا إيرانيا للوصول إلى شرق الفرات بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان ولكن لا يوجد دلائل على انسحاب أمريكي من المنطقة بل على العكس هناك أنباء عن تشكيل القوات الأمريكية جيشاً من العرب .