معاناة مريرة لأهالي تدمر نتيجة تردي الواقع الصحي والإهمال
منذ سيطرته على تدمر عام 2017، يتقاعس نظام الأسد عن إنشاء مراكز أو مستوصفات طبية في تدمر.
يعاني أهالي وسكان مدينة تدمر والقرى المحيطة بها في ريف حمص الشرقي، من تردي الأوضاع الصحية والخدمات الطبية، في إهمال مستمر من قِبل حكومة نظام الأسد.
وبحسب ما أفادت “تنسيقية مدينة تدمر” فإن مدينة تدمر تفتقر لجميع سبل الوقاية ومراكز الحجر الصحي وأشكال التباعد الاجتماعي، منذ تفشي جائحة كورونا، وسط إهمال صحي من جانب حكومة النظام، استمر بعد انتشار الوباء.
وبحسب شهادات أدلى بها مدنيون من أبناء المنطقة، لتنسيقية تدمر، فإن بعض الأهالي يمتنعون عن إرسال أطفالهم إلى المدارس، بسبب ازدحامها.
وطالب الأهالي الصحة المدرسية ومديرية الصحة بإجراء مسحات عشوائية وحملات تعقيم للمدارس في مدينة تدمر، منذ بدء انتشار الوباء، وإلى الآن لم تقم بواجبها تجاه القطاع التعليمي في المنطقة.
وكان قد طالب سكان تدمر خلال الموجة الأولى للفيروس بإنشاء مراكز صحية وحملات تنظيف وتعقيم في المدينة، إلا أنه جرى منح الأولوية لمدينة حمص ومحيطها فقط ولم تلق مطالبهم آذاناً مصغية وفق التنسيقية.
من جهة أُخرى، تعاني مدينة تدمر من نقص حاد في حواضن الأطفال، حيث يتواجد في المركز الصحي الوحيد بالمدينة ثلاثة حواضن للأطفال فقط، جرى جلبها مطلع العام المنصرم.
وبحسب ما نقلت التنسيقية عن مصادر في المركز، فإن المدينة تحتاج بشكل تقريبي من 10 إلى 13 حاضنة أطفال في المركز الصحي، لتغطية النقص.
وترد إلى المركز بشكل يومي 6 حالات تقريباً، لأطفال يحتاجون للوضع في الحاضنة، ويتم رفض دخولهم بسبب امتلاء الحواضن، ويتم منح الأولوية للأطفال المولودين داخل المركز الصحي.
ويضطر الأهالي والسكان لنقل أطفالهم إلى مستشفيات مدينة حمص لعدم وجود حواضن كافية، والمبيت بجانبهم، في ظل سوء الأوضاع المادية والمعيشية التي يكابدها معظم الناس.
وتصل تكلفة وضع الطفل في الحاضنة بالمشافي الخاصة في اليوم الواحد 150 ألف ليرة سورية، وتقصدها بعض العوائل نتيجة الخوف من المشافي الحكومية وإهمالها الأطفال، بحسب التنسيقية.
ومنذ سيطرته على المدينة قبل سنوات، لم ينشئ نظام الأسد أي مراكز أو مستوصفات طبية في المدينة، في حين تتزايد حاجة الأهالي إليها، يوماً بعد يوم.
وأعلن النظام، استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية، من تنظيم “داعش”، في آذار عام 2017، بدعم جوي روسي، ومساندة برية من الميليشيات الإيرانية.
وكان تنظيم “داعش” سيطر على تدمر للمرة الأولى في أيار 2015، واستعادها النظام في آذار 2016، ليعود التنظيم ويسيطر عليها مجددا في كانون الأول 2016، قبل أن يسيطر عليها النظام مجدداً.