حراك دبلوماسي أمريكي روسي يعيد للأذهان اتفاق كيري لافروف السري
محللون: الحراك الدبلوماسي هدفه منع انهيار النظام ولا حل نهائي في المرحلة الحالية
تشهد القضية السورية تحركات دبلوماسية متعددة لعل اللقاء الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع بشار الأسد يندرج في إطارها حيث جاء عشية محادثات بين مبعوث الرئيس الأمريكي ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، بريت ماكغورك ، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فريشنين ، والمبعوث الرئاسي ألكسندر لافرنتييف.
صحيفة الوطن التابعة للنظام عدت أن اجتماع جنيف سيتمخض عنه تفاهمات روسية أميركية سيضع خطوطها العريضة مبعوثا الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن مشيرة إلى أن مسألة لجنة مناقشة الدستور بحسب تعبيرها لم تعد تحمل أي أهمية بالنسبة للقيادة الروسية.
وفي حين أشارت الصحيفة إلى أن هناك تقديرات روسية بأن الإدارة الأميركية بحثت مع موسكو الانسحاب الأميركي من سوريا أكد الدكتور سمير العبدالله الباحث ومدير المنتدى الثقافي العربي في إسطنبول لراديو الكل أن الولايات المتحدة قد تتفق مع روسيا على ترتيبات جديدة في سوريا.
الحراك الدبلوماسي هدفه منع انهيار النظام
ياسر نجار الأكاديمي والباحث السياسي توقع في حديث مع راديو الكل وجود حل روسي سيتم طرحه في جنيف وهو ليس بعيدا عن الرؤية الأمريكية، مستدركا أن القوى المتدخلة بالشأن السوري تحاول أن تظهر بأنها تسرع خريطة الحل السياسي لمنع انهيار الدولة السورية نتيجة الوضع المعيشي إذ تشهد البلاد عملية نزوح تشابه تلك التي تسببت بها العمليات العسكرية، وفي ظل هذه الضغوط لا يمكن أن يستمر النظام ولذلك جاء الحراك الدولي الآن وقال نجار: هل هم جادون بهذا الأمر ؟ أعتقد أنه بروباغندا إعلامية لا أكثر.
ورأى الكاتب والصحفي محمد بيطار في مقابلة مع راديو الكل أنه ليس هناك حل نهائي في المرحلة الحالية ولكن قد يكون لدى الروس مقترح لعرضه على الأمريكيين في محادثات جنيف يتضمن ربما منح قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري حكما ذاتيا شرق الفرات.
ومن جانبه رأى الباحث الزائر في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أنطون مارداسوف أن المساومة حول تخفيف العقوبات وليس حول استئناف اجتماعات لجنة صياغة الدستور، وذلك بحسب ما نقلت عنه صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا.
الكاتب والصحفي محمد الحموي الكيلاني رأى أن الهدف تخفيف الضغوط أو العقوبات الأمريكية على النظام، مشيرا إلى أن قانون قيصر لا يزال قائما.
وقال الكيلاني لراديو الكل إن الولايات المتحدة لا يمكن أن تنسحب من سوريا، وربما بعد انسحابها من أفغانستان ظن بعضهم أنها ستنسحب إلا أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تعطي هذه الورقة إلى موسكو في ظل ضغوط إسرائيلية تسير باتجاه إبقاء تلك القوات لمواجهة تمدد إيران.
لقاء جنيف تحرك دبلوماسي هو الأبرز
ويعد لقاء جنيف أبرز تحرك دبلوماسي في الوقت الراهن إزاء القضية السورية، إذ إنه نتاج قمة بوتين بايدن التي أدت إلى إصدار قرار مجلس الأمن حول تمديد المساعدات ورأت فيه الخارجية الأمريكية بابا يفتح واسعا أمام تفاهمات أخرى فيما يتعلق بالقضية السورية.
لقاء جنيف الذي سبقه لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين لبشار الأسد قد يكون تمهيدا له ولا سيما أنه بث على العلن وتضمن تصريحات حول الحوار السياسي مع القوى السورية وبأن جهود الجانبين المشتركة تمكنت من تحرير تسعين بالمئة من أراضي البلاد في وقت لا تزال فيه نحو 35 بالمئة من الأراضي خارج سيطرة النظام.
ولكن هل يعد كلام بوتين مجازيا ولم يقصده؟ أم أنه يندرج ضمن تفاهمات دولية من تحت الطاولة لا يعرفها السوريون ؟ كما تفاهمات كيري لافروف الشهيرة حول سوريا والتي بقيت طيَّ الكتمان منذ العام 2016 ولم يسرَّب من وثائقها الخمس سوى وثيقة واحدة حول مكافحة الإرهاب باعتراف الروس أنفسهم؟