بيدرسون يتحدث عن القرار 2254 والمقداد يهرب إلى القضايا الدولية وأوضاع الشرق الأوسط
المبعوث الأممي يقترح 9 الشهر المقبل موعدا للجولة السادسة للجنة صياغة الدستور
خلافا لما أعلنه المبعوث الأممي غير بيدرسون عن لقائه بفيصل المقداد وزير خارجية النظام فقد غاب القرار 2254 في الخبر الرسمي لـ سانا للمرة الأولى، وركزت على أن المحادثات تناولت الوضع على الساحة الدولية وانعكاسه على الأوضاع في الشرق الأوسط مع إشارة طفيفة إلى لجنة مناقشة الدستور بحسب تسمية النظام.
وكالة أنباء النظام نقلت عن فيصل المقداد تأكيده لبيدرسون ضرورة احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية
في حين أكد المقداد لبيدرسون ضرورة التزام كل الدول بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في إطار علاقاتها الدولية، وخاصة لجهة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ومحاولة فرض أجندات خارجية ضد مصلحة وإرادة شعوب هذه الدول، لأن التجارب السابقة والتجارب الماثلة أمامنا، أثبتت إخفاق مثل هذا النهج ناهيك عن آثاره الكارثية على هذه الدول.
وذكرت الوكالة أنه بخصوص لجنة مناقشة الدستور، أكد الجانبان أهمية ضمان عدم التدخل الخارجي في عمل هذه اللجنة، وأن يتم ذلك بقيادة وملكية سورية، حيث شدّد المقداد على أن اللجنة منذ أن تشكلت وانطلقت أعمالها باتت سيدة نفسها وهي التي تناقش وتعالج التوصيات التي يمكن أن تخرج بها وكيفية سير أعمالها، مع التأكيد على أن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده.
بيدرسون من جهته وصف بحسب صحيفة الوطن المحادثات بأنها جيدة وقالت إنه تحدث عن المحاولات التي يقوم بها على المستويين الدولي والإقليمي مستعرضاً نتائج اللقاءات التي عقدها خلال الفترة الماضية.
ونقلت الصحيفة عنه قوله: أعتقد أنه من المنصف أن أقول إنه خلال هذه المحادثات تطرقنا إلى كل التحديات التي تواجه سوريا وأمضينا بعض الوقت للحديث عن الوضع الميداني في مختلف المناطق السورية.
بالتزامن عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في استئناف أعمال اللجنة الدستورية في أقرب وقت.
ونقلت قناة روسيا اليوم عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب محادثات أجراها مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في موسكو: “لقد أبلغنا الشركاء بعملنا سواء على المستوى الثنائي مع دمشق أو في إطار صيغة أستانا بمشاركة تركيا وإيران، وكذلك على منصة جنيف حيث نأمل أن تستأنف وفي أقرب وقت أعمال اللجنة الدستورية بمشاركة وفدي الحكومة والمعارضة”.
لافروف كان أعلن في تصريح سابق أدلى به بعد لقائه نظيره الإسرائيلي أنه تم الاتفاق على التطبيق الكامل للقرار 2254.
الكاتب والباحث في الشأن السوري فراس السقال رأى أن روسيا والقوى الكبرى الأخرى تعمل على إطالة عمر الأزمة السورية من خلال استمرار المفاوضات ووصف في حديث مع راديو الكل تصريحات المقداد بالمناورة.
وقال إن النظام لا يبدي أي اهتمام بالقرار 2254 ولا سيما على الإعلام على الرغم من أن القرار هو محور المفاوضات التي تجري.
المحلل السياسي وعضو مركز رؤى للدراسات مصطفى إدريس قال لراديو الكل تعليقا على تصريحات المقداد إن النظام يتحدث بلغة المنتصر والنظام والروس فسروا القرار 2254 باتجاه إعادة انتاج النظام وتعويمه وخاصة من قبل الدول العربية للأسف الشديد.
ويقابل الأسف الشديد تفاؤل من قبل النظام بالإمساك بلجنة صياغة الدستور التي أصبح يسميها لجنة مناقشة الدستور القائم وهو ما عبرت عنه مصادره من خلال صحيفة الوطن التي قالت إن بيدرسون اقترح التاسع من الشهر المقبل موعدا للجولة السادسة لتلك اللجنة.
ويسعى بيدرسون منذ شباط الماضي موعد آخر زيارة له إلى دمشق لعقد جولة جديدة من اجتماعات لجنة صياغة الدستور، في حين عقدت الجولة الخامسة في 29 كانون الثاني دون صياغة المبادئ الأساسية للهدف الذي أُنشئت من أجله اللجنة الدستورية، وهو تحديد آلية وضع دستور جديد لسوريا، وفق قرار الأمم المتحدة 2254 القاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي، وتنظيم انتخابات جديدة.