شاحنات أممية لنقل النازحين إلى مناطق سيطرة النظام تخرج فارغة من “الركبان”
الأمم المتحدة تضغط باتجاه إعادة قاطني مخيم الركبان، إلى مناطق سيطرة نظام الأسد..
دخلت 5 شاحنات فارغة تابعة للأمم المتحدة إلى مخيم الركبان عند الحدود السورية – الأردنية، اليوم السبت، بهدف نقل بعض العائلات النازحة إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، بحسب ما أفاد رئيس المجلس المحلي بالمخيم، محمد أحمد درباس الخالدي، لراديو الكل.
وأوضح الخالدي أن شاحنات الأمم المتحدة دخلت صباح اليوم إلى المخيم، لنقل من يرغب من النازحين، إلى مناطق سيطرة النظام.
وأضاف أن عملية نقل النازحين متفق عليها بين الأمم المتحدة والنظام، بهدف إخلاء المخيم، حيث يتم ترويج فكرة أن مناطق سيطرة النظام هي آمنة لعودة النازحين، وهذا ليس حقيقياً.
وأشار إلى أن قاطني المخيم رفضوا الخروج من المخيم باتجاه مناطق سيطرة النظام، وغادرت شاحنات الأمم المتحدة المخيم بعد ساعات عدة فارغة، كما دخلت.
وكان قد تسلّم المجلس المحلي في مخيم الركبان الأربعاء، كتاباً من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) في دمشق، يدعم مجاناً الخروج الطوعي للنازحين من المخيم إلى مناطق النظام.
وبحسب الكتاب الذي اطلع راديو الكل على نسخة منه، “تدعم الأمم المتحدة و”الهلال الأحمر السوري” عملية المغادرة الطوعية لأولئك الذين أعربوا عن استعدادهم لمغادرة المخيم إلى المناطق التي يختارونها عبر مركز إيواء حمص”.
ووعدت الأمم المتحدة ببذل ما في وسعها مع الهلال الأحمر لتنفيذ الخروج في أقرب وقت ممكن لكل من يرغب بالخروج، من خلال دفعات خلال أشهر أيلول الحالي، وتشرين الأول والثاني القادمين، بحسب ما جاء في الكتاب.
وطلبت الأوتشا ممن يود المغادرة تسجيل بياناته، مؤكدةً أن فريق الأمم المتحدة والهلال الأحمر التابع للنظام لن يدخلا منطقة الـ 55.
وعن آلية الخروج، فإن شاحنات ستدخل مرتين أسبوعياً إلى المخيم على أن تحدد مواعيد دخولها وأماكن وجودها في وقتٍ لاحق، ليتم بعدها تفتيش الحافلات في حاجز على أطراف منطقة الـ 55، ومن ثم تخرج إلى مراكز الإيواء في حمص.
واعتبر رئيس المجلس المحلي في الركبان “محمد أحمد درباس الخالدي” في حديث مع راديو الكل، بوقت سابق، أن هذه الخطوة بمثابة تواطؤ من الأمم المتحدة مع نظام الأسد ومشاركة واضحة في حصار النازحين، وما هي إلا محاولة لتفكيك المخيم بترويج دعاية النظام الذي يوهم النازحين بعودة الأمان إلى مناطق سيطرته.
وشدد درباس الخالدي، على أن النظام اعتقل في مناسباتٍ سابقة مئات النازحين الذين خرجوا من المخيم، كما زج بآخرين على جبهات إدلب ودرعا، واحتجز البعض بتهمة الإرهاب.
وأكد أنه أرسل إلى منظمة العفو الدولية قبل أيام كتاباً يفضح فيه نوايا النظام والأوتشا، مشدداً على زيف مزاعم النظام وعدم وجود مناطق آمنة لديه.
وأردف أن المجلس المحلي طلب من قوات التحالف الدولي الموجودة في منطقة الـ 55، بالحصول على وثيقة موقعة من الأمم المتحدة تضمن سلامة من يرغب بالخروج، إلا أن الأخيرة رفضت.
وكانت منظمة العفو الدولية (amnesty) وثقت في تقرير نشرته الثلاثاء، جرائم اعتقال وتعذيب وانتهاكات مختلفة ارتكبتها قوات نظام الأسد، بحق سوريين عادوا في الآونة الأخيرة إلى سوريا، مؤكدة أن البلاد ليست آمنة، مطالبة بإيقاف أي ضغوط مباشرة أو غير مباشرة تهدف لدفع السوريين إلى العودة.
ويقطن في مخيم الركبان نحو 9 آلاف نسمة، بعد أن كانوا نحو 60 ألفاً قبيل بدء قوافل النازحين بالخروج صوب مناطق النظام.
ويعيش النازحون هناك حالة من الفقر والجوع، لا سيما مع استمرار الحصار الخانق من قبل النظام والروس إلى جانب منع إدخال المساعدات من قبل بعض الدول المجاورة كالأردن.