طيران روسيا الحربي يرسم طريق الإم 4 بدماء السوريين
محللون: مايجري في إدلب ربما هو مقدمة لعملية عسكرية من أريحا إلى جنوب جبل الزاوية والروس لايملكون سوى الحل العسكري.
قصف ودمار ودماء هو حال إدلب مع يوميات قصف النظام والطيران الحربي الروسي ولم يعد ليل المحافظة يختلف عن نهارها بالنسبة للأهالي.
القصف خلال الساعات القليلة الماضية، كما يقول مراسل راديو الكل في إدلب محمد العلي استهدف المدنيين في بلدات ومخيمات بينما سجلت حركة نزوح للأهالي من الأماكن المستهدفة إلى مناطق أكثر أمنا.
ولا يبدو القصف في إدلب بعيداً عن تطور الأوضاع في جنوب البلاد، فملفات القضية السورية مترابطة ولكن ما هي أهداف عملية تسخين إدلب الآن ؟
بالقياس إلى عمليات مماثلة سابقة قد يكون هدفها قضم مزيد من الأراضي وتهجير سكان وهو ما اعترفت به وسائل إعلام النظام التي تحدثت بأن قصف الطيران الحربي الروسي يهدف إلى إنشاء شريط آمن بعمق 6 كيلومترات على طرفي طريق عام حلب اللاذقية.
المشهد في إطاره العام يبدو أنه يندرج ضمن مخطط التغيير الديمغرافي في البلاد والذي حاول النظام وميليشيات إيران فرضه في الجنوب.
ولا تبدي روسيا موقفا إعلاميا حادا إذا ما قيس بالنظام الذي يعلن أن الهدف النهائي هو السيطرة على إدلب ولكن إعلام النظام يتحدث الآن بكثير من الحماس عن غارات جوية يشنها سلاح الجو الروسي على إدلب ولا سيما محيط مدينة معرتمصرين كما تقول صحيفة الوطن.
إعلام النظام الذي لم يشر إلى حجم الدمار الذي ألحقه الطيران الحربي الروسي من دمار وقتلى في صفوف السوريين يقول إن هدف التصعيد العسكري خلال الساعات الماضية هو تنفيذ اتفاق آذار 2020 وفتح طريق اللاذقية -حلب الدولي مع حماية أمنية على طرفيه.
روسيا تستهدف المدنيين من أجل أهداف عسكرية
المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد أحمد حمادة رأى أن روسيا تتخذ بشكل دائم من خلال قصف المدنيين وسيلة لتحقيق أهداف عسكرية، وقال إنهم يريدون بسط سيطرتهم على جميع المناطق رغم الاعتراضات الدولية.
وأضاف أن الروس يرتكبون من خلال قصف المدنيين جريمة حرب مشيرا إلى أنه على العالم أن ينتصر لقراراته التي تجرم البراميل والصواريخ.
وقال إن الروس يستطيعون فقط أن يدمروا ويقتلوا أما الحل السياسي فهم بعيدون عنه إذ إن جميع الاتفاقيات التي وقعوها مع تركيا انتهكوها.
مقدمة لعملية عسكرية جنوب الإم 4
ورأى عبسي سميسم مدير مكتب سوريا في صحيفة وموقع العربي الجديد أن ما يجري في إدلب هو مقدمة لعملية عسكرية، إذ وسعت روسيا القصف إلى مناطق أكثر عمقا في إدلب من أجل الضغط على الحاضنة الشعبية في تلك المناطق.
وقال سميسم ربما تشهد المنطقة جنوب خط الإم 4 من أريحا إلى جنوب جبل الزاوية عملية عسكرية ما لم تتدخل تركيا.
وأضاف سميسم أن لا أحد يعلم طبيعة الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الضامنين روسيا وتركيا في منطقة خفض التصعيد.
وقال الآن يتحدث الروس بأن توافقهم مع تركيا يتعلق ببسط السيطرة على جنوب خط الإم 4 ولذلك فإن إدلب هي ملف شائك بين الجانبين فهو من جهة مرتبط بالتفاهمات بينهما ومن جهة أخرى مرتبط بتطور الأوضاع في عموم سوريا لجهة ما يتعلق بالمصالح بين روسيا وتركيا.
وأضاف أن روسيا تستخدم هيئة تحرير الشام في إدلب ذريعة لأي عملية عسكرية وكذلك النظام يتحدث عن ما يسميه الإرهاب ولكن الحقيقة أن روسيا لم تقصف مواقع لهيئة تحرير الشام بل مواقع للمعارضة ومناطق سكنية ومدنيين.
وتحدث إعلام النظام بأن قصف روسيا مواقع في إدلب هو تعبير عن انزعاجها من عدم تطبيق اتفاقيات سابقة بينها وبين تركيا في حين تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم عن عدم إنجاز عملية الفصل بين المعارضة المعتدلة وبين الإرهابيين حتى الآن، في وقت أبدت الولايات المتحدة مرونة إزاء ما أسماه مبعوثها السابق إلى سوريا جيمس جيفري في وقت سابق بميل تحرير الشام للاعتدال وهي الحركة المقصودة من كلام لافروف .