إعلام النظام يتهم ألمانيا بعرقلة عودة اللاجئين بهدف استغلالهم بالعمالة
محمد كاظم هنداوي: اتهامات النظام هدفها الابتزاز السياسي ولا أساس لها من الصحة
اتهمت صحيفة الوطن الموالية ألمانيا باتباع سياسة لمنع اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم بهدف رفد العمالة التي تعاني من نقص واستخدامهم ورقة سياسية للضغط على النظام.
وذكرت الصحيفة أن اللاجئين هاجروا من سوريا بسبب التنظيمات الإرهابية التي دعمتها ألمانيا والدولة الغربية وأن سوريا تبذل جهودا حثيثة لإعادتهم إلى وطنهم بحسب تعبيرها.
وقالت الصحيفة: لطالما عرقلت الدول الغربية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم التي هجروها بفعل التنظيمات الإرهابية التي دعمتها تلك الدول منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، وذلك بهدف استغلالهم في العمالة لديها واستخدامهم ورقة ضغط سياسية على الدولة السورية التي تبذل جهوداً حثيثة لإعادتهم.
وقال محمد كاظم هنداوي مدير المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان لراديو الكل إن النظام يعتمد الاتهامات وسيلة للابتزاز السياسي ويرى النظام أن اللاجئين باستطاعتهم تحريك الرأي العام الأوروبي ضده، مشيرا إلى أنه يحاول استخدام مختلف الوسائل من بينها أحزاب يمينية متطرفة في أوروبا.
وأضاف أن النظام يتعامل مع مسألة اللاجئين وكأنها بيد أنظمة ديكتاتورية تستطيع أن ترحل اللاجئين بسهولة، فهو يقيس الأمر على ما يفعله هو.
وقال إن النظام يريد إعادة السوريين بهدف الحصول على عمالة مجانية تستطيع إعادة إعمار البلاد، وهمه الوحيد هو الحصول على الأموال، في وقت سن فيه قوانين يحرم اللاجئين من ممتلكاتهم في سوريا.
وبنت صحيفة الوطن اتهاماتها لألمانيا على ما ذكرته صحيفة دير شبيغل الألمانية في تقرير نقلا عن رئيس وكالة التوظيف الفيدرالية في ألمانيا ديتليف شيل بأنه على الحكومة الفيدرالية الجديدة جلب المهاجرين بسرعة إلى البلاد مشيراً إلى أن النقص في العمالة الماهرة في ألمانيا لا يمكن علاجه إلا بنحو 400 ألف مهاجر سنوياً!
وقالت الوطن: ” بما يؤكد سياستها التي تتبعها لعرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم أعلنت ألمانيا أنها بحاجة إلى مئات الآلاف من المهاجرين سنوياً بهدف استغلالهم في العمالة التي تعاني نقصاً فيها، وأقرت بوجود 3100 لاجئ سوري يحملون شهادة مهن طبية لديها.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في المانيا بحسب أحدث إحصائية لمكتب الإحصاء الألماني بنحو 800 ألف وصلت النسبة الأكبر منهم بعد العام 2011 إذ أن عدد اللاجئين في المانيا في العام 2009 لم يتجاوز الـ 30 ألفا.
وذكر المكتب الألماني أن نسبة النساء السوريات تشكل 40 %، فيما يبلغ متوسط إعمار اللاجئين السوريين في ألمانيا 20 عاما.
كما لفت المكتب في الإحصائية الجديدة إلى أنه دخل سوق العمل بشكل كامل نحو 148 ألف لاجئ سوري.
أما عدد من سجل كباحث عن عمل 253 ألف، في وقت يتلقى فيه 356 ألف لاجئ سوري مساعدات اجتماعية من “الجوب سنتر”.
ويوسع النظام علاقاته مع أحزاب ومنظمات غير حكومية في أوروبا لتسويق دعايته والتأثير بالرأي العام الأوروبي لتمهيد الطريق أمام تليين الموقف الأوروبي الرافض للتطبيع مع النظام قبل التزامه بتحقيق انتقال سياسي في البلاد وفقا للقرار 2254.
ومؤخرا بحث بشار الأسد قضايا اللاجئين في أوروبا مع النائب الفرنسي تيري مارياني وأحد قيادات حزب التجمع اليميني المتطرف الذي يعرف بعنصريته ويحمل علمه شعلة مستوحاة من الحزب الفاشي الإيطالي.
ولحزب التجمع الفرنسي اليميني المتطرف مواقف تسوق لرواية النظام حول الحرب ضد الإرهاب ويطرح الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا إذ يكرر مارياني المقرب من النظام دفاعه عنه في المحافل الأوروبية وسبق أن اتهم في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في أيار الماضي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بما أسماه تجويع الشعب السوري من خلال العقوبات المفروضة على النظام كما دعا إلى إعادة اللاجئين السوريين ولا سيما من لبنان.
وتحدث الكاتب والمحلل السياسي صبحي دسوقي في واقت سابق لراديو الكل بأن النظام نجح في مد شبكاته وماكينته الإعلامية القوية وتسويق روايته عما يجري في سوريا ، وصور الوضع على أن بشار الأسد يقود حربا ضد الإرهاب.