النظام يعلن الحرب على الأهالي في درعا بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق
محللون: الأهالي صامدون طالما بقي الطيران الروسي خارج المعادلة
بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان دمشق أعلن النظام فشل المفاوضات مع اللجنة المركزية في درعا وفتح نيرانه على معظم بلدات ومدن حوران تمهيدا لاقتحام درعا البلد المحاصرة منذ أكثر من سبعين يوماً.
وعلى الرغم من عدم توازن القوى بين جيش النظام والميليشيات الإيرانية وبين الأهالي إلا النظام فشل حتى الساعة في إحراز تقدم في درعا البلد إلا أنه مع وجود عبد اللهيان في دمشق قد تشهد المنطقة تصعيدا أعنف في حين ترددت أنباء عن إبقاء الروس طيرانهم خارج المشهد وكذلك اللواء الثامن الذي يتبع لهم.
المفاوضات هدفها استنزاف الأهالي
ورأى نوار شعبان الخبير في الشؤون العسكرية في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية أن النظام وميليشيات إيران عملوا على تمديد المفاوضات من أجل استنزاف الأهالي بحكم امكانياتهم المحدودة مشيرا في نفس الوقت إلى معارضة روسيا لعمل عسكري كبير لما له من تأثير على دول الجوار.
وقال شعبان إن النظام وميليشيات إيران يحاولون اتباع سياسية القضم التدريجي إذ إن باستطاعة الفرقة الرابعة التقدم ما لم يحدث ضغط في بلدات أخرى للتخفيف عن درعا البلد ولا سيما أن الدفاعات الموجودة لدى الأهالي في أحياء درعا البلد لا تمكنهم من الصمود سوى لمدة محددة.
وأضاف أنه أصبح واضحا للجميع أن الأهالي مصممون على الصمود حتى النهاية ، لأن المحاصرين يدركون أن أي تنازل من قبلهم للنظام لن يكون بمصلحتهم ، مشيرا إلى أن ما يمكن أن يحفظ سلامتهم هو وجود ضغط دولي على روسيا والنظام ، وأيضا القيام بعمليات كبيرة في بلدات ومدن أخرى من حوران.
الطيران الروسي مغيب
وعزا شعبان عدم استخدام روسيا طيرانها الحربي إلى رغبتها في عدم التأثير على دول الجوار وهي اكتفت بأن يكون دورها متابعة التطورات دون ممارسة ضغوط على النظام وميليشيات إيران من أجل تغيير سيناريو ما يحدث.
وأضاف أن العودة إلى اتفاق التسوية في العام 2018 أصبح مستحيلا الآن فالتطورات الميدانية تجاوزته ، وهدف النظام النهائي هو تنفيذ شروطه التعجيزية أو التهجير للشمال.
صمود الأهالي سيتوج بالنصر
ورأى الباحث التاريخي والسياسي د. عمر الحسون أن الروس يكررون تجربة حدثت في حوران 1303 ميلادي حين حاصر المغول والأرمن والشيعة المنطقة، بسبب رفض الأهالي التسليم للمغول، وانتصر الأهالي على المغول في معركة شقحب قرب غباغب.
وقال د. الحسون إن النصر صبر ساعة والأهالي صابرون ومتضامنون في حوران وهم عمليا يقاتلون عن الأمة.
ورأى أن هناك رابطا بين مشروع خط الغاز المصري الذي يمر عبر الأردن إلى لبنان عن طريق المنطقة الجنوبية ، وبين التصعيد في درعا ، وأيضا هناك رابط بين زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق وبين ما يحدث الآن في درعا.
مظاهرات في بلدات حوران
ويتكرر المشهد في حوران منذ انطلاق الاحتجاجات السلمية في درعا من خلال المظاهرات التي تنادي بإسقاط النظام ويكرر معها النظام الرد بقصف الأهالي بالصواريخ.
وفي بلدة نمر كما في الصنمين وطفس وغيرها من مدن وبلدات حوران وصولا إلى درعا البلد المحاصرة منذ نحو سبعين يوما وذريعة النظام خروج المنطقة عن سيطرته.
القصف مستمر والمعادلة مستمرة بين الطرفين أصوات الأهالي مقابل أصوات صواريخ النظام ، وهي معادلة لا تخرجها من توصيفها بأنها مستحيلة الحل ، سوى الإبادة الجماعية من خلال مشاركة الطيران والصواريخ البالستية بالحل العسكري.
وسائل إعلام النظام ألقت مسؤولية التصعيد خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على اللجنة المركزية بسبب رفضها شروط النظام ولكنها أعلنت في الوقت نفسه أن المهل التي أعطاها للأهالي لن تكون بلا نهاية.