تمثيل دولي واسع في قمة بغداد والقضية السورية من بين أبرز مواضيعها
خريطة طريق الحل السياسي للقضية السورية حاضرة في القمة والمدخل من بوابة الاقتصاد
انطلقت أعمال مؤتمر “بغداد التعاون والشراكة” اليوم بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وأمير قطر تميم بن حمد.
ويترأس وفد الإمارات الشيخ محمد بن راشد، حاكم دبي بينما تشارك تركيا والسعودية وإيران والكويت على مستوى وزراء خارجيتها إضافة إلى ممثلين عن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ودول مجموعة العشرين.
وبينما عبر وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان عن انزعاجه من عدم دعوة وفد النظام للمشاركة في القمة ركز رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي في كلمة الافتتاح على الطابع الاقتصادي وبناء الشراكات في المنطقة بالنسبة للمؤتمر.
وقال ملك الأردن عبد الله الثاني إن اجتماعنا اليوم دليل على دور العراق المركزي في بناء الجسور والتقارب.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي أن هدف القمة إعادة ترتيب أوراق المنطقة عربيا و يدخل ضمنه الدعوات لإعادة النظام للجامعة وقال : هناك توجه لعدة دول من بينها الأردن بأن تكون إعادة النظام بداية لحل وفق الرؤية العربية الجديدة بعد جمود المسار السياسي مشيرا إلى أن القمة تأتي تأكيدا للنشاط الدبلوماسي للأردن بهذا الخصوص.
وقال إن حضور السعودية وتركيا والامارات في القمة والتي لها دور مختلف من النظام عن الأردن يعطي نوعا من الموازنة للرؤية العربية الجديدة.
وأضاف أن العنوان الاقتصادي لقمة بغداد هو الغطاء الذي يتم تحته الحديث عن التعاون الأمني والسياسي بين الدول.
وقال إن هذه القمة ستبحث في ملأ الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأمريكي من العراق وهذا يفسر حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القمة وهو أيضا يفسر انزعاج إيران من عدم حضور النظام.
وتوقع علاوي صدور توصيات من القمة بخصوص سوريا وقال إن كانت هناك خريطة طريق فإنها ستكون ملزمة للأطراف التي حضرت القمة، مشيرا إلى النتائج التي ستكون بداية اقتصادية من خلال إعادة العراق عربيا بعد محاولات إيران الإطباق عليه.
ولم ترشح تفاصيل عن الخريطة أو عن التحركات الدبلوماسية إلا أن الملك عبدالله أكد للرئيس جو بايدن أن بإمكانه الاعتماد على الأردن في مواجهة التحديات وأيضا لم يعط تفاصيل عن نتائج زيارته إلى واشنطن إلا أنه قال لـ “CNN”: إن بشار الأسد باق وعلينا تغيير سلوكه.
وكشف المحلل السياسي الأردني د. عامر سبايلة بعض ملامح خريطة الطريق من خلال حديثه بأن المحرك الأساسي للجميع اليوم هو اقتصادي ولكن لا يمكن ضمان ذلك دون مسارات سياسية وبالتالي كان الأردن يسعى لاستثناءات فيما يتعلق بقانون قيصر ما يسمح له بتوفير بعض الخيارات التي تتعلق بفكرة الأبواب المفتوحة وهو كل ما فتحت له أبواب كلما نجحت رؤيته لكن التحديات كبيرة مشيرا إلى أن واشنطن لا تملك رؤية واضحة إزاء القضية السورية لكنها تسمح لمثل هذه المناورات ضمن حدود.
وتحدث عدد من المشاركين في القمة عن محاور تهم بلادهم من بينهم وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو الذي أكد في كلمته أن بلاده ترفض تواجد حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية لأنه يهدد استقرار العراق”.
وأضاف : “نحن مستعدون لتقديم الدعم للحكومة العراقية في محاربة الإرهاب، فضلا عن المشاركة في المشاريع الاستثمارية التي تنهض بالبلاد”.
والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، على هامش قمة بغداد لقادة دول الجوار بمساع من رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي.
وفي الثاني عشر من نيسان الماضي، قالت الرئاسة المصرية، إن “السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من آل ثاني للتهنئة بحلول شهر رمضان”.
وتوترت العلاقات بين البلدين عام 2017 عندما انضمت مصر للدول التي قاطعت قطر على خلفية الأزمة الخليجية مع السعودية والإمارات.
وقال الرئيس الفرنسي في كلمة في الافتتاح .. يجب أن يتمكن العراق من لعب دورا كاملا للحفاظ على السلام مشيرا إلى أن المنطقة كلها تواجه نفس التحديات.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إن المنطقة تمر بتحديات وأزمات تشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين والعراق مؤهل للقيام بدور فاعل لبناء السلم في المنطقة ومن هذا المنطلق نعلن دعمنا له.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نرغب بتدشين مرحلة جديدة من التعاون مع العراق.