نساء في إدلب تفضلن الاحتياجات الأساسية على الاهتمام بأنفسهن
مختصة بالمجال النفسي بإدلب تؤكد أن اهتمام المرأة بجمالها وأنوثتها من الأولويات وليس من الرفاهيات
دفعت ظروف الحرب والنزوح نساء في محافظة إدلب إلى التخلي عن الاهتمام بأنفسهن وإعطاء الأولوية لاحتياجات الحياة الأساسية، في ظل غلاء المعيشة وقلة الدخل ونضوب دعم المنظمات الإنسانية.
فأغلب النساء بتنّ اليوم معيلات لأسرهن أو لأطفالهن حيث البعض منهن يعملن من أجل كسب الرزق لاسيما فاقدات المعيل، فالاهتمام بشخصيتهن وجمالهن بات أمرأ ثانوياً.
براء الحسين من كللي شمالي إدلب تقول لراديو الكل، إنها اعتادت قبل الثورة على الاعتناء بنفسها كتغيير لون شعرها وشراء مساحيق التجميل والألبسة ما ينعكس إيجابياً على نفسيتها، إلا أنها الآن عاجزة عن ذلك بسبب ارتفاع الأسعار عموماً.
لمى إبراهيم نازحة في بلدة قاح تؤكد لراديو الكل، أنه لم تعد لها أي رغبة في الاهتمام بنفسها بسبب النزوح والظروف المادية والمعيشية المزرية التي وصلت إليها، مشيرة إلى أن هناك مستلزمات أبدى من شراء مواد التجميل وغيرها.
أما ميس سالم فاختارت أن تعتني ببشرتها في البيت وبأقل التكاليف من خلال تطبيق وصفات تشاهدها على الإنترنت، وتنصح جميع الإناث بعدم إهمال أنفسهن.
ريم قصاب مختصة في المجال النفسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في إدلب تبين لراديو الكل، أن اهتمام المرأة بجمالها وأنوثتها من الأولويات وليس من الرفاهيات، لما له من أثر إيجابي على ثقتها بنفسها الأمر الذي ينعكس على الأسرة عموماً.
وتلفت قصاب إلى أن الظروف المحيطة بالنساء وخصوصاً ممن يعشن في المخيمات جعلتهن يتراجعن عن الاهتمام بأنفسهن وزينتهن حيث أصبحن يفضلن حاجات المنزل الأساسية على شراء الألبسة وغيرها.
ولا تقف الأمور عند قلة اهتمام المرأة بحالها فهي تعاني أيضاً من انعدام خصوصية الأسرة لاسيما ممن يقطن في المخيمات وذلك بسبب اقتراب الخيام والتصاقها ببعضها البعض.
وتعد المرأة في الشمال السوري من أكثر الفئات التي تضررت حيث خسرت خصوصيتها والعيش بأمان وفقدت الكثير من النساء أزواجهن وصرن راعيات لأسر وأطفال.