الأمم المتحدة: أزمات عدة في سوريا تدفع بالاحتياجات الإنسانية إلى مستوى عالٍ
الأمم المتحدة تؤكد أن أزمات عدة في سوريا -مثل القصف ونقص المياه وجائحة كورونا - تدفع بالاحتياجات الإنسانية لملايين السوريين إلى مستوى عالٍ.
أكدت الأمم المتحدة في تقرير لها، أن الأعمال العدائية المستمرة في سوريا والأزمة الاقتصادية ونقص المياه وجائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19)، تدفع بالاحتياجات الإنسانية لملايين الأشخاص الضعفاء، إلى بعض أعلى المستويات منذ بداية الصراع.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفثس، خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، حول آخر التطورات الإنسانية في سوريا، إنه بعد 10 سنوات من النزاع، لا يزال المدنيون في جميع أنحاء سوريا يتحملون مصاعب خطيرة استمرت لفترة طويلة.
وأكد أنه “على وجه الخصوص، تعاني النساء والأطفال من صدمات جسدية وسيكولوجية خلال أعوام الصراع. وثمة تقارير عن أن العائلات تلجأ بشكل أكبر إلى الزواج المبكر لإعالة بناتها بسبب حالة عدم اليقين”.
وبحسب ما ورد في تقرير منشور بموقع الأمم المتحدة، سجل مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان وفاة 153 مدنيا على الأقل، و280 إصابة في صفوف المدنيين، الكثير منهم نساء وأطفال، وذلك خلال الأعمال العدائية في عموم سوريا، خلال شهري حزيران وتموز.
وأضاف إلى أن تسبب التصاعد في الغارات الجوية والقصف في شمال غرب البلاد بمقتل 53 مدنياً في حزيران وتموز، وتدمير البنية التحتية، ونزوح أكثر من 20,000 شخص.
وقال غريفيثس: “هذه أكبر عملية نزوح منذ وقف إطلاق النار المعلن عنه في آذار/مارس 2020”.
كما أشار التقرير إلى أنه في شمال شرقي، تواصل القصف منذ 18 آب في أبو راسين وراس العين، والقرى المحيطة بشمال تل تمر، وهو ما أدى إلى نزوح 8,000 شخص بحسب التقارير.
وتحدث التقرير الأممي عن المخاطر التي تواجه الأمن الغذائي في سوريا، مؤكداً أن فقدان الدخل وفرص العمل كان لها تأثير سلبي على الأمن الغذائي، مضيفاً أنه بعد تحسن طفيف في نيسان وأيار، تدهور وضع الأمن الغذائي مرة أخرى في شهري حزيران وتموز، مع زيادة بنسبة 15% في استهلاك الغذاء غير الكافي على مستوى البلاد، مقارنة بشهر تموز من العام الماضي 2020.
وأجبر ارتفاع أسعار السلع الأساسية وفقدان سبل العيش المزيد والمزيد من الأسر على تقليل وجبات الطعام واعتماد استراتيجيات مواجهة سلبية أخرى، وتتأثر الأسر التي ترأسها نساء بشكل خاص، وفق التقرير.
وتوقعت الأمم المتحدة، أن يؤدي نقص المياه في نهر الفرات، والذي تفاقم بسبب الظروف الشبيهة بالجفاف، إلى إتلاف المحاصيل وتفاقم الوضع الغذائي، وتفاقم مخاوف الصحة العامة، وفقدان سبل العيش في وقت لا يستطيع فيه الناس دفع ثمن حتى أبسط المواد الغذائية، منوهة إلى الضخ المحدود في محطة العلوك في محافظة الحسكة.
كما لفت التقرير إلى أن معدلات انتشار فيروس كورونا في سوريا لا تزال مرتفعة، وربما تتجاوز بكثير السجلات الرسمية، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل، وأكد المسؤول الأممي على أهمية إعادة منح التصريح لدخول المساعدات الإنسانية لأكثر من 3.4 مليون شخص بحاجة للمساعدة، بما في ذلك مليون طفل، وقال: “تظل المساعدة الإنسانية عبر الحدود بمثابة شريان الحياة لملايين الأشخاص في المنطقة وخارجها”.
وتواصل الأمم المتحدة العمل مع شركائها لزيادة المساعدات الإنسانية عبر الخطوط، وقال غريفيثس: “يسعدني أن أبلغكم أنه تم بالفعل إحراز تقدم”.
وتحدث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، عن عزمه التوجه إلى سوريا ولبنان وتركيا في الفترة المقبلة، ليكتسب فهما أعمق لتعقيدات الأزمة الإنسانية في سوريا، إضافة إلى التحديات والفرص.