مشفى “المجتهد” بدمشق يستنفر لمجاراة الازدياد الملحوظ بإصابات “كورونا”
ازدياد ملحوظ بأعداد المصابين بفيروس كورونا بمناطق النظام في سوريا، ومشفى "المجتهد" يستنفر
عاد مشفى “المجتهد” بدمشق إلى حالة الاستنفار، بسبب الازدياد الملحوظ بأعداد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19)، وذلك بحسب ما أعلنت وكالة “سانا” التابعة للنظام.
وقالت الوكالة إن الهيئة العامة لمستشفى دمشق (المجتهد)، رفع جاهزيته لجهة التوسع في شعب العزل وزيادة أعداد الكوادر الصحية العاملة فيه وتخفيف قبولات العمليات الباردة.
ونقلت “سانا” عن مدير المستشفى الدكتور أحمد عباس، قوله إن “المشفى استنفر معظم كوادره لاستقبال جميع حالات كورونا، والعمل على تجهيز وتوسيع شعب جديدة، بهدف استيعاب أكبر عدد من المرضى”.
وأشار مدير المشفى إلى “تخفيف العمليات الباردة التي تتحمل التأجيل وزيادة عدد الكوادر العاملة في أقسام وشعب العزل”.
وأكد أن “زيادة إصابات كورونا خلال الفترة الماضية كبيرة، حيث ارتفعت الحالات المراجعة للمشفى من صفر إصابة إلى 44 إصابة وسطياً في أقسام العزل”، مضيفاً أن “الجائحة تأتي على شكل هجمات متتالية وموجات تظهر بالفصول الانتقالية بشكل أكبر، بينما تتشكل المناعة ضد الفيروس عن طريق الإصابة أو أخذ اللقاح”.
وأوضح أن “اللقاح يخفف من شدة الإصابة وخطر الوفاة والحاجة إلى القبول بالمستشفى لكن لا يمنع من الإصابة بالفيروس”، مشدداً على “أهمية اتباع كامل أساليب الحماية والوقاية الشخصية التي تعتبر الأساس في الحد من انتشار الفيروس إضافة إلى تلقي اللقاح”.
وصرّح رئيس قسم عناية العزل ومرضى فيروس كورونا في مستشفى “المجتهد، الدكتور سامر عمر يحياوي، أن “عدد مرضى العناية 20 مريضاً”، مضيفاً أنه “من مضاعفات الفيروس في الحالات المتقدمة والتي تشاهد في العناية الجلطات ونقص الأكسجة الشديد”.
وأوضحت الطبيبة المقيمة في قسم العزل، لين الحموي، أن “النسبة الكبيرة من المراجعين يشكون أعراضاً خفيفة ويحولون إلى العزل المنزلي مع مراقبة شديدة من الأهل مشيرة إلى أن أكثر الأعراض العامة شيوعاً هي الحرارة والسعال”.
وأشارت إلى أنه “في حال كانت الأكسجة أقل من 90 إلى 92 بالمئة يقبل المريض في المشفى ويطبق بروتوكول معتمد من وزارة الصحة وإذا كانت الأكسجة أقل من ذلك أو يعاني من غياب الوعي يحول إلى العناية”.
ويوم الأحد الماضي، أكد عضو الفريق الاستشاري لفيروس “كورونا” التابع لحكومة نظام الأسد، نبوغ العوا، وصول فيروس كورونا المتحوّر “دلتا”، إلى مناطق سيطرة النظام في سوريا، مطالباً باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة للحد من انتشاره.
وقال العوّا لصحيفة “الوطن” الموالية إنه “يفترض أن تكون الحكومة جزءاً من الشعب وأن تعرف ما يجري، وكذلك وزارة الصحة، وهي ليست بانتظار طلب من أحد لاتخاذ الإجراءات المطلوبة، ولكن بشكل عام يجب أن تكون هناك إجراءات فورية وعاجلة يلتزم بها الجميع في الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية ووسائل النقل الداخلي، لأن هذه الأماكن هي الأكثر ازدحاماً، وبالتالي تكون فيها سرعة الانتشار أكبر”.
وطالب عضو الفريق الاستشاري بـ”إعادة الحظر الجزئي ومنع استخدام الأراكيل، وإقامة الحفلات العامة، لأنها تشكل السبب الرئيس في سرعة انتشار هذا الفيروس”.
وأكد العوا أن “الأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة ليست الأرقام الحقيقية للإصابات، لأن هناك عشرات الأضعاف لهذه الأرقام لا يسجلون في المشافي لكونهم يعالجون في منازلهم”.
وتزامنت تصريحات العوا مع تلميحات حكومة النظام بتقييد الدوام في المدارس، قبيل أيام من انطلاق العام الدراسي الجديد، في حال تفاقم الوضع الوبائي.
وقالت مديرة الصحة المدرسية بحكومة النظام، هتون الطواشي، لإذاعة “شام إف إم” الموالية يوم الأحد الماضي إن “هناك سيناريوهات عدة في حال بدأنا بذروة جديدة للفيروس ومنها الدوام الجزئي للمدارس”، لكنها تداركت الأمر وقالت إن “هذا الموضوع غير مطروح حالياً”.
وبلغ العدد الإجمالي للإصابات المسجلة في مناطق سيطرة النظام بسوريا 27,115 إصابة، كما بلغ إجمالي عدد الوفيات 1981 حالة وفاة، وذلك بحسب الإحصائية المنشورة من قبل وزارة الصحة في حكومة النظام، أمس الثلاثاء.
وتعاني عموم المحافظات السورية من وضع صحي هش ما يجعل التعامل مع المصابين بفيروس كورونا صعباً، إضافةً إلى سوء الوضع الاقتصادي الذي يجعل التزام المدنيين بإجراءات الوقاية أمراً غاية في الصعوبة.