ثمانُ سنواتٍ على جريمة الكيميائي في الغوطة لخنقِ الحرية والقاتل لايزال طليقاً
محللون: مساع لإحالة الملف إلى الجنايات الدولية رغم عدم وجود إرادة دولية لمحاسبة النظام
في مثلِ هذا اليوم وقبلِ ثمان سنواتٍ استيقظ السوريون على هولِ جريمةِ إبادةٍ جماعيةٍ وقعت في غوطة دمشق الشرقية ، في حين لم يستيقظ معهم ألفٌ وأربعمئة ضحية ، من بينهم نحو 400 طفلٍ استُبيحَ دمهم بسلاحٍ حرمه المجتمعُ الدولي سياسيا ، والشرائعُ والأعرافُ إنسانيا وأخلاقيا .
الفاعلُ استتر خلفَ ذرائعَ وأكاذيبَ وإن أثبتت الجهاتُ الدولية زيفَها إلا أنها اكتفت بإطلاقِ تصريحاتٍ وتهديداتٍ تَخدَّر معها الضمير الدولي ، ولكنَّ أرواحَ الضحايا وذويهم وجميع أحرار في العالم مستمرون في مطالبتهم بالعدالة الإنسانية ..
القتل خنقا بسلاح دمارٌ شاملٌ محرمٌ استخدامُه في حروب الجيوش إلا أن النظام وبشهادةِ منظمةِ حظر الأسلحة الكيميائية استخدمه ضدَ الأهالي في الغوطة الشرقية، والناجون من الجريمة وصفوها بأنه أشبه ماتكون بيومِ الحشر والسبب فقط أن الأهالي طالبوا بالحرية كما في دول العالم الحر إزاء الجريمةِ ولكن ماذا فعل هذا العالم ؟
الولايات المتحدة هددت بأنها ستوجِّه ضربةً عسكرية كبيرة لنظام الأسد إن لم يسلِّم سلاحَه الكيميائي إذ أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل آنذاك بأنه تلقى أمرا بالاستعدادِ لجميع الخيارات ما أجبر نظام الأسد على تسليم معظمِ ترسانته الكيميائية وقالت روسيا لم يعد هناك ضربةٌ أمريكية.
ولكن روسيا عادت لتحمي النظام في هجماتٍ أخرى شنها على عشراتِ المناطق الأخرى وعادت الدول الغربية إثرها ووجهت له ضرباتٍ محدودة إلا أنها لم تثنه عن مواصلةِ عدوانه على الأهالي واصفا مواقف تلك الدول بالمسيسة، كما قال مندوبه السابق في الأمم المتحدة بشار الجعفري.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمود عثمان أن محاسبةَ النظام ليست قادمة فهو تمادى في قتل الشعب السوري لأنه أمن جانب المجتمع الدولي وهو لا يزال يرتكب الجرائم؛ لأنه لم يجد إرادة دولية توقفه عند حده لافتا إلى أن النظام تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مايعد تحديا للولايات المتحدة وقد سكتت عن مقتل الآلاف وبدم بارد وباستخدام السلاح الكيميائي .
ورأى نضال شيخاني مدير مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا أن المركز يسعى إلى إيصال وثائق ورسائل للمجتمع الدولي بلسان الضحايا بوجوب تسليم ملف استخدام النظام السلاح الكيميائي ضد المدنيين إلى محكمة الجنايات الدولية
وقال إن النظام استمر في ارتكاب الجرائم بالسلاح الكيميائي ضد السوريين ولا سيما أنه سلم ما أراد تسليمه من السلاح الكيميائي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية .
وقال إن النظام أزال المعالم من مسرح الجريمة بمساعدة روسيا ولكن هذا لا يلغي إدانته من قبل فريق التحقيق وتحديد المسؤولية أكثر من مرة في استخدام غاز السارين في مناطق متفرقة من البلاد .
جرائم النظام ضد السوريين سواء باستخدام السلاح الكيميائي أو غيره مستمرة وحصدت أرواح مئات الآلاف من السوريين عنوانها إبادة جماعية بسلاح دمار شامل والهدف هو خنق الإنسان والحرية فهل يستمر الصمت طويلا ؟