إعلام إيران يحتفي بعاشوراء ويعنون: دمشق تكتسي بالسواد فيما ترفرف الاعلام السوداء في ذكرى مقتل الحسين
محللون: إيران توظف المظلومية لأغراض سياسية، وستفشل في تمددها في المنطقة
مفهوم عقائدي برايات سوداء ومظلومية يزداد انتشاره من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان تحت شعار التعزية بمقتل الحسين حيث تقام في هذه المدة المراسم في مدن عديدة من بينها دمشق وسط تغطية إعلامية إيرانية وعراقية ولبنانية واسعة إذ عنونت قناة الأنوار: دمشق تكتسي بالسواد فيما ترفرف الاعلام السوداء وتصدح القصائد في ذكرى استشهاد الإمام الحسين.
العقائدية التي بدأت تزيح الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني دخلت المنطقة على جناح آلة عسكرية ومقاتلين عابرين للحدود وترتكز على واقعة جدلية وقعت قبل نحو 1400 عام وطغت على مظلومية السوريين وما تزال دماؤهم تنزف وعلى يد الإيرانيين، ولكن ما الأهداف الاستراتيجية الحقيقية من وراء ذلك؟
إيران تستخدم المظلومية للتمدد في المنطقة
وقال الكاتب والباحث السياسي أحمد الرمح لو كان النظام الإيراني يتعاطف مع مظلومية الحسين بشكل صادق لكانوا تعاطفوا مع مظلومية الشعب السوري لكنهم يريدون من خلال سيطرتهم على مواقع حساسة في سوريا والتمدد الوصول إلى الحدود الإسرائيلية لكي تحسن من شروط تفاوضهم مع الغرب.
ورأى الرمح أن هناك موانع متعددة أمام تمدد إيران في سوريا من بينها موانع نفسية دينية تاريخية إذ أن جل الشعب السوري لا يريد أن تكون له علاقات مع إيران إضافة إلى مسؤولية إيران وميليشياته عن قتل آلاف السوريين والعامل الثالث بأن إيران تحتل سوريا عسكريا وهو غير مرضي عنه شعبيا.
ولإيران أهداف سياسية واقتصادية من خلال ما تقوم به في سوريا أدواتها عقائدية، وهي بهذا لا تختلف عن إسرائيل التي استخدمت الصهيونية والعقائدية لذات الأهداف ومن خلال أيديولوجية أرض الميعاد التي تشبه هنا مقامات آل البيت.
وتركز إيران على الجمعيات وتقديم المساعدات للأهالي وربطهم بها والآن تسير بخطوات متقدمة من بينها محاولة إقناعهم برؤيتها للتاريخ بتسخير المسرح أداة لذلك وتوسع نفوذها في المجتمع السوري مستندة بالأساس على عقائد جعلت منها أساسا ماديا هو آل البيت وأقامت مستوطنات حول مقامات السيدات زينب ورقية وسكينة وعبأت جماهيريا مع بداية الثورة أنها تريد الدفاع عن هذه المقامات.
إيران ستفشل في تمددها في المنطقة
ويرى المحلل السياسي د. مأمون سيد عيسى أن ما تقوم به إيران مرفوض حتى في العراق وقال إنه عندما قامت ثورة الشباب قبل مدة أول ما تعرضوا له هو المؤسسات الإيرانية، مشيرا إلى أن إيران تعطي صورة سلبية عن وجودها في المناطق التي تتواجد فيها من خلال أعمال القتل وفشلها في تنمية البنى التحتية.
وأضاف عيسى أن مشروع إيران هو قومي بغطاء ديني وهو مرتبط بمنظومة مصالح مع النظام في سوريا، مشيرا إلى القوة العسكرية هي التي تساعد النظام في بقائه.
وكان الكاتب والصحفي أحمد كامل أشار في حديث سابق مع راديو الكل إلى أن إيران تروج لروايتها التي تقول إن أبناء بلاد الشام هم الذين سبوا السيدة زينب وهذا استخدموه من أجل تدخلهم مع بدايات الثورة السورية تحت شعار لن تسبى زينب مرتين بمعنى أنهم يروجون إلى أن السوريين هم من سبوها أول مرة ويريدون سبيها مرة ثانية وهذه الرواية خطيرة جدا.
ورأى الروائي ثائر الزعزوع في حديث مماثل أن مواجهة البروباغندا الثقافية الإيرانية لا تتم إلا من خلال مشروع ثقافي يتضمن إعادة كتابة التاريخ بطريقة علمية وصحيحة وأيضا إصدار كتب وبرامج ثقافية مشيرا إلى أن إيران حققت نجاحا من خلال استخدامها المظلومية والتلاعب بالتاريخ
ميليشيا حزب الله تقسم بالولاء للخامنئي
وأقسم الآلاف في ذكرى عاشوراء أمس أمام حسن نصرالله زعيم ميليشيا حزب الله على أنهم أبناء الخميني وبأنهم يديونو بالولاء للمرشد الحالي الخامنئي إذ شكل القسم على مايبدو النتيجة التي تريد إيران الوصول إليها.
وهذه النتيجة وإن كانت ماتزال بعيدة بعض الشيئ عن أهالي دمشق إلا أن إيران قطعت خطوات باتجاهها والبداية كانت من منطقة السيدة زينب
وتتتمدد إيران في بلاد الشام بعقائدية مستخدمة مظلومية تاريخية جدلية وبآليات وأدوات ليست مألوفة للأهالي فهل تصل إلى أهدافها في الاستيلاء على المنطقة ؟