النظام بدأ يفقد مؤيديه.. ودعوات في حلب للتظاهر.. هل بدأت الاحتجاجات ضد الجوع؟

محللون: حالة من الغليان في المحافظات السورية والاحتجاجات الشاملة قد تندلع في أية لحظة

حتى وقت قريب كان من المبكر الحديث عن تحول الأزمة المعيشية في مناطق سيطرة النظام إلى حالة سياسية بسبب شدة القمع ، ولكن مع ازدياد تدهور الأوضاع ازداد الحديث في السر والعلن عن تحميل المسؤولية للنظام وإن بقي ذلك في إطار توصيف واقع البلاد على أنها باتت معتقلا كبيرا يتم فيه التعذيب التقليدي بحسب وصف مسؤولة سابقة في إعلام النظام ومقيمة بدمشق .

ولكن من الطبيعي أن تظهر الآن حلول لإخراج الأزمة من عنق الزجاجة سواء بشكل فردي أو جمعي بسبب عدم القدرة على التحمل في ظل وصول الأهالي إلى حافة المجاعة مع أزمة الكهرباء والماء والغذاء ، ومن بين تلك الحول الرحيل من البلاد مع ما يعنيه ذلك من رسالة للنظام بأن الأهالي لم يعودوا قادرين على التعايش معه ، إضافة إلى دعوات للاحتجاج بأشكال مختلفة كما يجري الآن في مدينة حلب .

الأوضاع بدأت تتجه للانفجار

ورأى الباحث الاقتصادي يونس الكريم أن الأوضاع في مناطق سيطرة النظام تتجه للانفجار مشيرا إلى أن الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يمنع ذلك هو احتمال تدخل الأمم المتحدة لإنقاذ بشار الأسد من خلال المساح بصرف أموال المانحين وغيرها في مناطق سيطرة النظام عندها سوف يخف الضغط المالي على النظام ويأخذ فرصة ..

وقال الكريم إن الدعوات لعودة السوريين من الخارج ليس هدفها السوريين بل هي دعوة للمانحين بفك الحصار المالي عن نظام الأسد على افتراض أنه قام بكل ما هو مطلوب منه .

وأضاف أنه بالنسبة للسورية في مناطق سيطرة النظام فهم لا يملكون أي خيار وقد سدت سبل المعيشة أمامهم وبنفس الوقت لا يستطيعون الهجرة مشيرا إلى أن جميع الأنظمة الاستبدادية تسقط بالاقتصاد وهي تخاف من الجائعين ومن الذين يفقدون الأمل بالغد ..
الساحل السوري يغلي وهناك كتابات على الجدران تدعو لمحاسبة الفاسدين وإسقاط النظام وطرد الروس والإيرانيين وأيضا هناك اعتقالات إلا أن التطورات تجاوزت قدرة النظام على ضبط الأوضاع.


الاحتجاجات قد تندلع في أية لحظة

ورأى المحلل السياسي وعضو في الائتلاف الوطني السوري الدكتور زكريا ملاحفجي أن الاحتجاجات ستزداد بأشكال مختلفة ولن تهدأ سوريا مالم يتم التخلص من المتسبب بالكارثة ولن تنطفئ جذوة الرغبة بالتغيير في جميع المحافظات السورية ومن الممكن في أي لحظة نشهد شيئا جديدا لجهة الاحتجاج

حالة غليان عامة في حلب

وقال إنه من خلال التواصل مع الأهالي في حلب فإن هناك حالة غليان عامة كما بقية المناطق ، ولا يستطيع أحد أن يقول أنه لا يوجد شيء في حلب مشيرا إلى أن شريحة الموالين الضيقة ومن بينها البرجوازية الوطنية بدأت بالتململ والغالبية الساحقة من الأهالي الذين يخشون القمع يظهرون سخطا عاما وتجلى ذلك بالدعوات للتظاهر.

وكانت إعلامية سابقة لدى النظام ومقيمة بدمشق كتبت على صفحتها على فيس بوك : عندما لا تستطيع النوم بسبب الإضاءة أو العتمة أو الحر أو الأصوات .. فاعلم أنك في معتقل لايزال يعتمد أساليب التعذيب التقليدية وألحقت ذلك بمنشور آخر طرحت فيه

الرحيل حلا..

المنشوران حملا تأييدا من خبراء اقتصاديين وإعلاميين إذ ذكر أحد الإعلاميين المؤيدين معلقا بلغة ساخرة : ” إذا هاجرت لمين بدي خلي البطاقة الذكية ؟ في حين أن عددا من الفنانين من بينهم عباس النوري أعطوا وصفا مشابها للواقع

وإذا كان الرحيل هو الحل لمن يستطع فإنه بالنسبة للآخرين يختلف إذ بدأت الإشارات لتحول الانتقادات من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الشارع ولا سيما في حلب كما قالت مراسلة راديو الكل في المدينة رنا توتنجي إذ أكدت أن حالة من التوتر تسود المدينة بسبب انتشار دوريات للفرقة الرابعة بعد دعوات ناشطين لمظاهرات بسبب تدهور الأوضاع المعيشية بينما أغلقت محال تجارية أمس واليوم احتجاجا على فرض النظام أتاوات على التجار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى