صحيفة: دمشق مدينة للظلام والناس تلجأ للحدائق والشوارع لتخفيف الحر
يلجأ المدنيون إلى الشوارع والحدائق العامة للتخفيف عن أنفسهم من موجة الحر العاتية في ظل انعدام الكهرباء لتشغيل المراوح والمكيفات
تحولت مدينة دمشق إلى ما يشبه “مدينة الظلام” بسبب الانقطاع شبه الكامل للكهرباء، والذي ازداد مؤخراً على الرغم من الوعود التي أعطاها نظام الأسد بتحسين الوضع وزيادة ساعات التغذية.
وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، وصل عدد ساعات الانقطاع في أغلبية الأحياء إلى 23 ساعة في اليوم، وفي أحياء محيطة بالعاصمة إلى يومين متتالين وبعضها إلى ثلاثة أيام.
وأضافت أن الناس يلجؤون إلى الشوارع والحدائق العامة للتخفيف عن أنفسهم من موجة الحر العاتية، في ظل انعدام الكهرباء لتشغيل المراوح والمكيفات.
وأشارت الصحيفة، إلى أن حالة السخط انتشرت بين المدنيين الذين رأوا أن الوضع لا يطاق، ونقلت عن إحدى الموظفات قولها: “12 ساعة قطع ونص ساعة وصل والله الحكومة ما بتستِحي على حالها، بينما يرد زميل لها بالقول: إذا ظل الوضع هيك منيح… الله يجيرنا”.
وأضافت أن الكثير من الأهالي يرون أن حكومة النظام قد تقدم في المرحلة المقبلة على رفع الدعم عن الكهرباء وزيادة سعر بيع الكيلوواط للمشتركين، للأغراض المنزلية والصناعية والتجارية، بعد تواصل ارتفاع أسعار البنزين والمازوت والخبز والفيول.
وقبل أيام وعد نظام الأسد، بتحسن الواقع الكهربائي في مناطق سيطرته، مرجعاً انخفاض التغذية إلى نقص كميات الغاز وخروج عدد من محطات التوليد عن الخدمة.
وسبق لحكومة النظام أن أكدت منتصف تموز الماضي، أن كمية الطاقة الكهربائية المولدة في كل المحطات بالقطر بحدود 2000 ميغا واط أي ما يعادل 25% من الاحتياج الكلي.
وتعاني مناطق النظام من أزمة خانقة بالكهرباء منذ سنوات عدة حيث يكتفي النظام بتقديم الوعود وتحميل الحرب في سوريا مسؤولية ذلك.
وبحسب الأرقام الرسمية، وصل حجم الضرر الذي أصاب المنظومة الكهربائية في سوريا منذ عام 2011، 3000 مليار ليرة سورية.
وكانت سوريا ما قبل الحرب تتصدر دول المنطقة بالقطاع الكهربائي، حيث كانت تمتلك 9707 محطات توليد، وكان نتاجها الأبرز يأتي من محطات حلب الحرارية.
ولا تقتصر معاناة مناطق النظام على الكهرباء فهناك أزمة في تأمين المحروقات والمواد الغذائية الأساسية علاوةً على ارتفاع الأسعار وندرة فرص العمل وانخفاض الدخل.
وبحسب “برنامج الأغذية العالمي” يعيش السوريون “في أسوأ ظروف إنسانية” منذ عشر سنوات، بعد مرور عقد من الاضطرابات والنزاعات والنزوح في بلادهم.