ماهي الأساليب والأدوات الخفية التي قال بشار الأسد إنه يستخدمها للحد من تأثير العقوبات الغربية ويرفض الكشف عنها
محللون: تهريب المخدرات والآثار أدوات خفية للنظام وسوريا تحولت إلى سوق دولية للتهريب
يكرر بشار الأسد بين الحين والآخر حديثه عن أساليب وأدوات يصفها بالخفية ولا يمكن الإعلان عنها كان بدأ النظام اتباعها منذ العام 2011 لمنع انهيار مفاجئ وكبير لليرة السورية ولتخفيف آثار ما يصفه بالحصار والعقوبات الغربية دون أن يوضح ماهي تلك الأساليب والأدوات .
الغموض الذي يحيط به النظام به أساليبه وأدواته يفتح المجال لتكهنات متعددة وتساؤلات من بينها ما يتعلق بالليرة وعلاقتها بالدولار وقد نجح إلى حد ما في الإمساك بها بالحدود الدنيا طيلة السنوات التي كان مهددا بها بالسقوط ، وأيضا هل يقصد بها عمليات التهريب التي من سوريا إلى خارجها وبالعكس في ظل توقف عجلة الإنتاج وخروج الثروات الأساسية عن سيطرة النظام .
بشار الأسد نستخدم أساليب خفية لتخفيف آثار الحصار
وفي خطاب القسم الأخير تحدث بشار الأسد للمرة الثانية عن أساليب وأدوات خفية قال إنه يستخدمها للحيلولة دون تدهور الليرة أكثر والتخفيف من أثر العقوبات الغربية وما وصفه بالحصار المفرض على نظامه وقال : الحصار لم يتمكن من منعنا من تأمين الحاجات الأساسية لكنه سبب اختناقات ، ولا من حرماننا من وسائل ومواد إنتاج لكنه خلق صعوبات وعلينا أن نطور أساليبنا لتخفيف آثاره تدريجياً ، وهذا ما قمنا به ونجحنا إلى حد ما وسنستمر بالعمل عليه دون أن نعلن ما هي الأساليب التي استخدمناها سابقاً ولا الأساليب التي سنستخدمها لاحقاً، الكل يعرف ما هو السبب
والمرة الأولى التي كشف فيها بشار الأسد عن أساليب خفية يتبعها لمواجهة الوضع الإقتصادي كانت في نهاية العام 2019 حين وصف في مقابلة مع الإخبارية السورية وضع الليرة بالمعجزة وقال : كان من المفترض أن تنهار الليرة بشكل مطلق في نهاية عام 2012، ولو لم تكن هناك أدوات لا نستطيع أن نعلنها -لأنها لعبة ذات طابع خفي- لكانت انهارت كلياً.
أحد الطرق الخفية هي تهريب المخدرات والآثار
ورأى الكاتب والصحفي المتخصص بالشؤون الإقتصادية سمير طويل أن الأساليب والأدوات التي اتبعها النظام تتضمن تهريب المخدرات والآثار مشيرا إلى أن سوريا تحولت إلى سوق للتهريب إلى دول المنطقة وهي تدارمن مسؤولي النظام وهدفها جني أموال شخصية وتأمين احتياجات النظام من العملة الصعبة ..
النظام اعتمد خلال السنوات الماضية على الإلتفاف على العقوبات وعمل على تمويل اقتصاده على شركات وهمية ، وبعض المصارف التي لها أرصدة في الخارج ، وأيضا اعتمد على حزب الله في تهريب المواد الأساسية من لبنان إلى سوريا ، إضافة إلى تسخير منظمات تابعة للأمم المتحدة لتمويل نشاطات ميليشياته من خلال الإستيلاء على المساعدات التي تقدمها .
وقال إن هناك العديد من ناقلات النفط التي ترفع علم دول أخرى توصل احتياجات النظام ، وهناك حسابات مصرفية بنكية وجميعها تندرج في إطار اليد الخفية وهدفها الالتفاف على العقوبات عبر شركات وهمية أو شركات مرخصة ولا تخضع لرقابة الغرب
النظام يبقى أساليبه خفية كي لا تؤدي إلى فضيحة
وقال عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية – مصطفى إدريس أي إعلان من قبل بشار الأسد عن الأساليب والأدوات الخفية تعد فضيحة كبرى للنظام حتى أمام مؤيديه مشيرا إلى أن مسألة الأساليب الخفية لا تنحصر في جانب واحد بل هي حزمة عمليات يتعامل بها النظام لتحقيق استقرار الليرة وهي عديدة ومن بينها تهريب المخدرات وحصر تحويل العملات من خلال مؤسساته ، وأيضا العمليات الأمنية ضد شركات الصرافة
وأضاف إدريس إن المجتمع الدولي سياسيا هو متواطئ مع النظام والعقوبات المفروضة هي ورقية ليس أكثر وهو شريك للنظام بكل ما يحصل في سوريا وبالتالي فإن مسألة التفاف النظام على العقوبات تبقى ثانوية بالنسبة إليه .
ومع سنوات الثورة الأولى كان لفرار الدولار من البلاد من خلال رجال الأعمال سواء المرتبطين بالنظام أو أصحاب رؤوس الأموال تأثير كبير على تراجع سعر الصرف وإن كانت بنسب أقل من صورة الدمار الذي ألحقه النظام بالبلاد ، في حين أن وجود موارد أساسية تبقي الإقتصاد فقط على قيد الحياة أثار تساؤلات عن مصادرها وفيما إذا كان التهريب أحدها ولا سيما ما يتعلق بالمخدرات التي ازداد الحديث عنها في المدة الأخيرة مع ضبط دول عديدة لأنواع منها مصدرها سوريا ..