أسباب غير معلنة لأزمة النظام الاقتصادية ومسؤول روسي يقر بأن المصالح أساس علاقة بلاده بالأسد
محللون: ديون روسيا وإيران على النظام تقدر بنحو 50 مليار دولار ونهاية بشار الأسد لن تكون مختلفة عن نهاية علي عبد الله صالح
يعزو نظام الأسد أسباب الأزمة المعيشية للأهالي بالدرجة الأولى إلى ودائع السوريين الموجودة في المصارف اللبنانية ويقدرها بنحو ستين مليار دولار وفي الدرجة الثانية إلى العقوبات الغربية بينما يقول إن السبب الثالث هو ما يسميه بالقضايا الإدارية ويقصد بها ملفات الفساد .
ولا يأتي النظام على موضوع الديون التي يسددها للروس والإيرانيين أجرة آلتهم العسكرية التي لا تزال تجول في البلاد لقتل الأصوات التي تعارض النظام وهي أساس الأزمة الاقتصادية والمعيشية ، في حين تظهر أصوات في كل من موسكو وطهران بين الفينة والأخرى تتحدث عن ديون مستحقة .
ويسرب بعض المسؤولين في كل من روسيا وإيران بين الحين والآخر معلومات حول الديون المستحقة على النظام من بينهم البرلماني الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة الذي قدر ديون بلاده بنحو 30 مليار دولار .
مسؤول روسي : الحليف السياسي ليس بالضرورة حليف اقتصادي
ولا يعبأ المسؤولون الروس بأزمة النظام الاقتصادية أو أزمة الأهالي المعيشية فهم يريدون قبض الأثمان وهو ما عبر عنه نيكولاي سوخوف ممثل الوكالة الفيدرالية للتعاون الإنساني في معرض حديثه لقناة سما عن سياسات بلاده وإيران والصين بالنسبة لسوريا إذ أكد أن الحليف السياسي ليس بالضرورة أن يكون حليفا اقتصاديا وقال إن المسألة تتعلق بالمصالح وليس بالمصطلحات ..
لغة مصالح وليس حربا على الإرهاب كما يدعون ، وهو ما يجيب على تساؤل مشروع وهو لماذا لا يساعد الروس والإيرانيون النظام بالقمح والمحروقات التي تعد ثروات أساسية بالنسبة لهم، في حين يبقى السؤال الأشمل إلى متى سيبقى الأهالي مجبرين على دفع أجور الآلة العسكرية التي دمرت البلاد وقد وصلوا حد المجاعة ..
ديون روسيا وإيران على النظام تقدر بنحو 50 مليار دولار
الباحث الاقتصادي خالد التركاوي قدر ديون إيران وروسيا على النظام بأكثر من 50 مليار دولار وهي تكلفة عالية مشيرا إلى أن ديون إيران هي أكثر من روسيا التي تدخلت في نهاية العام 2015 إذ تقدر ديونها بنحو 6 مليار دولار
وقال التركاوي إن النظام يسدد جزءا من الفواتير لكل من روسيا وإيران من خلال بيع أراض بطرق أو بأخرى كما في تأجير مرفأ طرطوس ، وبالتنقيب عن ثروات ومن خلال عقود بعضها أعلن والكثير منها لم يعلن .
وأوضح أنه بالنسبة لإيران فإنها تحصل على ديونها من خلال طرق متعددة من بينها من بينها النفوذ الواسع وتمددها في سوريا والتغيير الديمغرافي وعقود واتفاقيات اقتصادية تتعلق بثروات البلاد وجعل سوريا ممرا لمنتجاتها إلى أوروبا ..
وبالنسبة للروس قال التركاوي إن ماحصلوه من سوريا هو أكثر مما استحوذت عليه إيران ولا سيما ما يتعلق بمسائل النفط وبجعل سوريا ساحة لتجريب الأسلحة وبيعها في السوق الدولية مشيرا إلى أن ترجمة نتائج التدخل السياسي العملية هي اقتصادية وروسيا وإيران يحصدون مكاسب على حساب الشعب السوري .
نهاية بشار الأسد لن تكون مختلفة عن نهاية علي عبد الله صالح
ورأى المحلل السياسي الدكتور غزوان عدي أن النظام يعمل على حل أزمته الاقتصادية ومراكمة ثروته وتسديد الديون من خلال نهب ما يمكن نهبه من السوريين في مناطق سيطرته والضرائب والاستيلاء على المساعدات الإنسانية وغيرها ولا سيما بعد خروج مناطق الثروات الرئيسية عن سيطرته في شرق البلاد وشمالها .
وقال إن روسيا هي قوة احتلال والنظام عميل لها ، وهي دخلت سوريا بضوء أخصر من اسرائيل والولايات المتحدة والنظام مدين لوجوده إلى روسيا وهدف الروس من وجودهم في سوريا هو مساومة للغرب على بشار ومبادلته بمصالح لهم في مناطق أخرى وهو مطية يتاجرون بها .
وقال عدي إن الروس من الممكن أن يتخلوا عن بشار الأسد في أية لحظة ومتى وجدوا الوقت مناسب وإذا دفع الغرب الثمن المناسب متوقعا أن تكون نهايته ليست بعيدة عن نهاية الرئيس اليمني علي عبد الله الصالح ..
ولا يعلن النظام عن ديون روسيا وإيران ولا عن كيفية توزعها من حيث أجور الخدمات العسكرية أو رواتب الجنود المشاركين في الحرب أو ثمن القنابل والصواريخ وطلعات الطيران وهي التي استنزفت الخزينة وإمكانيات وثروات البلاد التي هي ملك للسوريين .
والمشكلة تكمن في أن الروس والإيرانيين متعطشين للمال وتعيش بلادهم أوضاعا معيشية ليست بالمستوى المطلوب بسبب فساد نظامي الحكم ، ووجدوا في سوريا توظيفا لآلتهم العسكرية مقابل الحصول على أرباح ويذكرون النظام بين الحين والآخر بأن المسألة تتعلق بالمصالح وبأن التحالف السياسي يختلف عن التحالف الاقتصادي ، وهو ما يفرض على النظام تسديد جزءا من مستحقاتهم على حساب السوريين الذين تزداد أزماتهم المعيشية يوما إثر يوم .