درعا.. الروس تدخلوا لوقف إطلاق النار والنظام يدفع بتعزيزات عسكرية ويتوعد بالانتقام
محللون : خيارات أهالي درعا محدودة ولكنهم يظهرون ثباتا ، وهناك طبخة دولية للبلاد برمتها
حملت تطورات الساعات الأخيرة في درعا أنباء عن اتفاق تهدئة توصلت إليه اللجان المركزية مع الجنرال الروسي أسد الله إلا أنه لم يمنع قوات النظام من استمرار تعزيز قواتها استعدادا لجولة جديدة من التصعيد بهدف السيطرة على مهد الثورة وإخضاعها بدعم من إيران وروسيا .
وبينما فشلت ميليشيات الفرقة الرابعة وقوات الغيث وميليشيات إيران في التقدم في أحياء درعا البلد فإن روسيا وإيران والنظام يناورون سياسيا وعسكريا بتقاسم للأدوار على مايبدو بهدف تفتيت صمود الأهالي لما تحمله درعا من رمزية بالنسبة للسوريين الذين أظهروا دعما كبيرا لهم من خلال مظاهرات في الشمال والشرق تبعها إدانات من بعض القوى الدولية إزاء ما يحدث .
الحوراني : اتفاق تهدئة جديد حمل تفاصيله أسد الله إلى دمشق
الناطق باسم تجمع أحرار حوران عامر الحوراني أكد أنه تم التوصل اليوم لاتفاق تهدئة جديد خلال اجتماع بين الجنرال الروسي أسد الله واللجان المركزية في درعا وقال إن الجنرال الروسي دعا اللجان إلى اجتماع اليوم في درعا المحطة أعلنت على أثره تهدئة حمل تفاصيلها إلى القيادة الروسية في دمشق للتباحث بشأن الخطوة القادمة .
ويحاول الروس استيعاب الصدمة والنتائج التي حققها صمود أهالي درعا وتطويعها وفق أجندتهم بالتهدئة التي سيليها قضم سياسي كما قضم الأراضي ، في حين كان الجنرال أسد الله ذو الأصول الشيشانية هدد قبل نحو أسبوع باقتحام أحياء درعا البلد من خلال “القوات الرديفة” والقوات الإيرانية، في حال لم يتم الاستجابة لطلب تسليم السلاح المتوسط والخفيف وذلك بعد حصار درعا البلد بطلب مباشر من الجنرال الروسي .
وكشف الحوراني بأن النظام سحب جميع حواجزه العسكرية التي تعرضت لهجمات إلى مواقع كبيرة وقام بتحصينها تحسبا لتطورات الأيام القادمة ، مشيرا إلى أن الفرقة الرابعة وميليشيات أخرى تهدد وتتوعد بحملة عسكرية وتقوم بخرق اتفاقيات التهدئة
وحول موقف اللواء الثامن الذي يدعمه الروس والمشكل من شبان المحافظة قال الحوراني إنه يشارك في جميع جولات التفاوض كواسطة بين اللجان المركزية واللجنة الأمنية التابعة للنظام ويسعى لتهدئة الأوضاع وتجنيب المنطقة تصعيدا عسكريا
وتداول ناشطون تسجيلا مصورا لضابط من الفرقة الرابعة يطلب من عناصره الاستعداد لاستئناف الحملة على المدنيين ثأرا لمقتل عدد من قوات النظام خلال الأيام الماضية حين محاولاتها اقتحام درعا البلد .
ويتخوف الأهالي في درعا من جانبهم من غدر قوات النظام على الرغم من حديث الروس عن وقف إطلاق النار ويستشعرون خطرا قادما كما قال فيصل أبا زيد أحد وجهاء حوران وخطيب الجمعة حيث أضاف أن على أهل حوران عدم المراهنة لا على موقف دولي وعلى غيره وعليهم الاعتماد على أنفسهم في الخروج من الأزمة .
زهير سالم : خيارات أهالي درعا محدودة ولكنهم يبدون صمودا
مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية زهير سالم
رأى أنه على الرغم من أن خيارات أهل درعا محدودة إلا أنهم أظهروا صمودا وثباتا يبشر بالخير وقال إن درعا تشكل وحدة مجتمعية استطاعت إيجاد خصوصية وماقام به النظام مغامرة غير محسوبة أدت من الناحية الإنسانية إلى مآس
سالم : هناك طبخة دولية للبلاد برمتها
وأضاف سالم أن هناك طبخة دولية بالنسبة للبلاد بشكل عام ويتم التعامل على أساسها مع كل منطقة بحسب خصوصيتها ما يعني وجود نوع من التقسيم العملي وقال لقد أوجدوا في الشمال الشرقي واقعا جديدا وأيضا في الشمال الغربي والآن في درعا يعملون على واقع مختلف .
وأوضح سالم بأنه إذا كان الأمريكيون سلموا بأن بشار الأسد يمكن أن يستمر إلا أنهم يضعون شروطا حول الكيفية ، وعلى هذا كان للروس موقف متناغم مع الولايات المتحدة وقد لا حظنا ذلك حين توقفوا عن استخدام الفيتو بخصوص قرار المعابر .
وتخضع المنطقة الجنوبية التي كانت بكاملها بيد الثوار لاتفاق استراتيجي أعلن في قمة هلسنكي بين بوتين وترامب في العام 2017 بمشاركة إسرائيل والأردن أنهى عمل غرفة الموك ، وتبعه في العام الذي تلاه فرض اتفاق تسوية بضمانة الروس والآن يعمل الروس على قضم الاتفاق والأراضي أي أن العملية تسير بالتدريج .
ويسعى الثوار في درعا للحفاظ على خصوصية ولا سيما أن اتفاق التسوية تميز عن غيره من المناطق برفض التهجير إلى الشمال وبقاء السلاح الفردي بيد أعداد كبيرة منهم في حين يريد النظام الحسم العسكري .