انتقاما من الأهالي على تمسكهم بالثورة نظام الأسد يشن حربا ضد درعا البلد وبلدات المحافظة تنتفض..

محللون: التطورات تتجه نحو التصعيد والأهالي والثوار يبدون صموداً أسطورياً

بدأ النظام منذ ساعات الصباح الأولى قصفه درعا البلد ودفع بالفرقة الرابعة لتوجيه نيران آلتها العسكرية على أحيائها بعد حصارها لأكثر من شهر انتقاما لرفض الأهالي انتخاب بشار الأسد وعقابا جماعيا لاستمرار تمسك أهالي حوران بمبادئ الثورة .

الحملة العسكرية التي يشنها النظام مدعوما ميدانيا بميليشيات إيران وسياسيا بروسيا التي انقضت على اتفاق التسوية في العام 2018 التي كانت ضامنا له ، تأتي في ظل صمت المجتمع الدولي.

الأهالي والثوار يبدون صمودا اسطوريا في درعا البلد

الكاتب والصحفي أحمد المسالمة أكد أن الأهالي والثوار يبدون صمودا أسطوريا في درعا البلد وقال : إذا صمدت درعا البلد 72 ساعة فستعود الثورة أما إذا سقطت درعا البلد، فإن الثورة ستفقد الكثير من رمزتيها

وأضاف أن هناك ساحات حرب حقيقية في حوران والنظام يقصف عدة بلدات من بينها اليادودة وطفس براجمات الصواريخ بينما لا يزال حوض اليرموك خارج عن سيطرته ، في حين سيطر الثوار على العديد من الحواجز مع أسر عشرات العناصر التابعين للنظام .

وقال المسالمة إن هناك محاولات لحلحلة الأوضاع يقوم بها الروس من خلال اللواء الثامن الذي يقوده أحمد العودة ، مشيرا إلى وجود تخوف من تكرار سيناريو طفس والصنمين والكرك الشرقي في وقت سابق ، إذ إنه بعد أن قام النظام بقصف تلك المناطق اندلعت ثورة حقيقية في جميع مدن وبلدات حوران وبعدها حصلت التهدئة والاتفاق .

التطورات تتجه نحو التصعيد

الكاتب والناشط السوري أحمد أبا زيد من جانبه وصف التطورات بأنها متجهة للتصعيد وقال إنه لا يتوقع أن يتوقف النظام عن تصعيده العسكري إلا إذا مارس الروس عليه الضغوط ، وروسيا تفضل أن يسيطر النظام على المنطقة ولكن دون أن يكون هناك عملا عسكريا كبيرا

الائتلاف بعث برسائل إلى أطراف دولية لوضعها بصورة التطورات

الدكتور زكريا ملاحفجي عضو الائتلاف الوطني السوري أكد أن الائتلاف بعث برسائل إلى أطراف دولية متعددة لوضعها بصورة ما يجري في درعا ، وهو يتابع التطورات عن كثب ، وقال إن الأهالي واجهوا النظام بصلابة بعد أن كان دخل في عمل العسكري مدفوعا بغرور أنه أجرى مصالحات وبسط سيطرته على مناطق في حوران.

ووصف الدكتور ملاحفجي ما يقوم به النظام بأنه جرائم حرب ضد الأهالي بهدف بسط سيطرته على درعا التي بقيت بحالة الثورة منذ بدايتها ولم يتغير موقف الأهالي ، مشيرا إلى أن ما يحدث انعكس بشكل إيجابي على معنويات الأهالي في الشمال.

التطورات تعيد المشهد إلى أيام الثورة الأولى

وأعادت التطورات التي تحدث الآن في درعا المشهد إلى أيام الثورة الأولى التي حيث خرج الأهالي في مظاهرات سلمية وقابلهم النظام بالقصف ، حيث بدأ حملة عسكرية مع ساعات صباح اليوم الخميس استهدف فيها أحياء “درعا البلد”، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ ، ومن ثم حاول اقتحامها.

وتجنب أهالي درعا وعبر المفاوض الروسي سفك الدماء واستجابوا وسلموا بعض السلاح الخفيف الذي هو للحماية بسبب الظروف الأمنية إلا أن الضامن الروسي أخبرهم بأن النظام يريد إقامة نقاط عسكرية ضمن درعا البلد وحول الجامع العمري وإلا فإنه سيتم هدمه.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة توثق سيطرة ثوار على حواجز ونقاط عسكرية تتبع لقوات النظام في عدة بلدات من بينها طفس وأم المياذن واليادودة ومساكن صيدا وكذلك عرضت صورا لأسرى من قوات النظام .

إعلام النظام يتحدث عن حملة عسكرية

في المقابل ذكرت إذاعة “شام أف.أم” التابعة للنظام أن خمسة أشخاص أصيبوا، جراء سقوط قذيفة صاروخية “أطلقها مسلحو درعا البلد” على المشفى الوطني في مدينة درعا في حين تحدثت صحيفة “الوطن” عن “عملية عسكرية واسعة بدأها الجيش ضد ما أسمتها بالبؤر التي يتحصن فيها الإرهابيون في درعا البلد”.

ويرى مراقبون أن وضع النظام حرج بسبب وجود شبان كانوا سابقا ضمن تشكيلات الجيش الحر وهم الآن ينتفضون ضده ، وأيضا حوران ليست جبهة قتال بمعنى جيش مقابل جيش، بل جيش مقابل الأهالي والفزعة في حوران تأتي سريعة وبحجم شعار درعا الأول : الموت ولا المذلة حيث سارع الأهالي لدى انتشار أنباء قصف درعا البلد في مختلف مدن وبلدات حوران إلى السيطرة على حواجز النظام وأسر عناصر للنظام

وتميزت درعا بوضع خاص عن باقي المناطق السورية التي دخلت في اتفاقيات “التسوية” بعد خضوعها لاتفاقيات خفض التصعيد ، من حيث طبيعة القوى العسكرية المسيطرة على قراها وبلداتها، وأيضا طبيعة المقاتلين.

ويصر النظام على السيطرة على درعا البلد لأنها المدخل لهيمنته على مجمل الجنوب نظرا لما تشكله تلك المنطقة من رمزية خاصة وسعى بشكل دائم لإحداث تغيير على الأرض تارة بالحصار وأخرى بالتهديد والقصف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى