اتفاقيات يحملها مئات المسؤولين الإيرانيين والروس إلى دمشق والنظام يسمي حكومته بـ حكومة تصريف الأعمال

محللون : بدء مرحلة التنافس بين روسيا وإيران على الغنائم وأي اتفاقية جديدة مع الحكومة تعد غير قانونية بموجب الدستور

بالتزامن مع وجود وفد سياسي وعسكري واقتصادي روسي ضخم برئاسة المبعوث الرئاسي ألكسندر لافرنتيف في سوريا ، أرسلت إيران وفدا برلمانيا كبيرا برئاسة رئيس مجلس الشوري محمد باقر قاليباف .

وبينما تهدف زيارة الوفد الإيراني الذي يضم خمسين برلمانيا إلى حمل مجلس الشعب على إقرار الاتفاقية الشاملة الموقعة بين الجانبين فإن الوفد الروسي يحمل معه اتفاقيات جديدة يريد من حكومة النظام التوقيع عليها .

وإذا كان لا يوجد خلاف بين الأطراف الثلاثة في المجال السياسي والعسكري باعتبارهم الشعب السوري عدوهم الرئيس فقد تكون هناك تباينات في المصالح الإقتصادية ونسبة استحواذ كل منهم على حصته من الكعكة السورية .

وقد تجري لقاءات ثلاثية بين الوفود الروسية والإيرانية ومسؤولي النظام كما يحدث عسكريا على الأرض ولكن هل من الممكن التعويل على خلافات بين تلك الأطراف على تقاسم البلاد ؟

د.قنطار : مرحلة التنافس بين روسيا وإيران بدأت

الأكاديمي الدكتور فايز قنطار رأى أن مرحلة التنافس بين روسيا وإيران قد بدأت في سوريا الآن وربما تتحول إلى صراع بين الجانبين على الغنائم بعد أن قتل النظام وهجر نصف السكان

وقال قنطار إن روسيا تستخدم معظم أوراقها لتحجيم الإيرانيين في سوريا ، ومن بينها توجيه الطيران الإسرائيلي لأهداف إيرانية محددة مشيرا إلى أن الروس كانوا بحاجة للإيرانيين للسيطرة على الأرض بعد القصف الجوي على المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة ، والآن انتهى هذا الدور، وأيضا هناك اتجاه دولي لتحجيم دور إيران في سوريا خدمة لمصالح إسرائيل .

قنطار: العناصر المشكلة للهيمنة الروسية الإيرانية قد تتغير

وأضاف قنطار أنه من الطبيعي أن تأتي اللحظة التي تتصادم فيها مصالح كل من إيران وروسيا وعلى السوريين أن يختاروا أهون الشرور ، مشيرا إلى أن المطامع الإيرانية تستهدف الوجود العربي .

وقال إن هذا الوضع لن يستمر وسيدرك السوريون أن عليهم إعادة تنظيم أنفسهم لمواجهة الأوضاع الخطيرة ، وستتغير العناصر المشكلة للهيمنة الإيرانية والروسية ومن بينها المزاج المحلي والدولي .

زيارة الوفد الإيراني الضخم وفي حال لم تكن تحمل طابع منافسة روسيا بحكم اتفاق الجانبين على مواجهة الشعب السوري لكنها على الأقل تهدف إلى تسجيل حضور مقابل تدفق المسؤولين الروس الذين يحملون عقودا واتفاقيات يريدون من النظام التوقيع عليها ، في حين سيطلب الوفد الإيراني من النظام الإسراع في إقرار الاتفاقية الشاملة للتعاون الموقعة معه في مجلس الشعب بحسب ماقاله رئيس وفدهم

عز الدين: لا يحق للحكومة الحالية توقيع اتفاقيات لأنها حكومة تصريف أعمال

وأوضح مدير مكتب رابطة المحامين السوريين الأحرار في هاتاي المحامي عمار عز الدين أن الحكومة الحالية بموجب المادة 125 من الدستور هي حكومة تصريف أعمال بعد آداء بشار الأسد القسم وبالتالي فإن أي اتفاقيات توقعها مع الحكومة الروسية أو غيرها تعد باطلة .

وقال عزالدين إن المعاهدات يحكمها مبدأ الإلزام ، حيث أقر الفقه بشكل عام ضرورة تنفيذ أي معاهدة وهو ما نصت عليه اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات ، ويعود ذلك إلى مبدأ العقد هو شريعة المتعاقدين ، مشيرا إلى وجود حالات لإبطال المعاهدات .

وقد ينجح الإيرانيون في حمل النظام على الطلب من مجلس الشعب المصادقة على الاتفاقية ، في حين أنه كان من اللافت تسمية النظام حكومته بـ حكومة تصريف الأعمال ، ربما للتملص من التوقيع على الاتفاقيات التي يحملها الروس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى