النظام يواصل حصار العيد والأهالي في درعا البلد
محللون : درعا أمام مفترق طرق أحدها اشتعال الثورة مجددا وانضمام فصائل المصالحات
بعد دخول حصار درعا البلد وطريق السد والمخيم يومه الثالث والعشرين دفع النظام بتعزيزات إلى مناطق شرق وغرب المدينة مهددا باقتحامها وتدمير الجامع العمري الذي يمثل رمزية خاصة في الثورة السورية ، متذرعا برفض الأهالي تنفيذ مطالب الروس بتسليم السلاح والشبان على الرغم من إجراء تسوية في العام 2018 .
وتحدثت بعض المصادر عن وجود تحرك من جهات عربية لرفع الحصار دون أن تتضح تفاصيله بعد وذلك بعد مطالبات برلمانيين أوروبيين الإتحاد الاوروبي بعدم الوقوف مكتوف الأيدي عما يجري ولا سيما أن حياة نحو 11 ألف عائلة مهددة بسبب التجويع والحصار ، بينما أطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم ” فكوا الحصار عن درعا” في حين وصف الإئتلاف الوطني الحصار بأنه عمل انتقامي .
شروط روسيا والنظام
تسليم السلاح الخفيف ووضع حواجز داخل درعا البلد وتسليم مطلوبين وتفتيش المنازل تلك شروط النظام لفك الحصار ويهدد النظام أنه في حال عدم الاستجابة لها فإنه سيقتحم الأحياء المحاصرة ويدمر الجامع العمري وهو ما هدد به رئيس فرع الأمن العسكري في درعا العميد لؤي العلي .
وأصدرت اللجنة المركزية بريف درعا الغربي الأحد الماضي بياناً دعت فيه إلى توحيد الصف، وفك الحصار عن درعا البلد، وفتح الطرقات وأكدت رفضها سياسات التهديد والترهيب التي تمارسها أفرع النظام الأمنية، محذراً من الأفعال والأقوال التي تمس بالمحرمات والمقدسات الدينية.
برلمانيون أوروبيون يطالبون بفك الحصار
ومقابل ذلك وجه تسعة أعضاء في البرلمان الأوروبي رسالة إلى مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تطالبه بالتدخل لفك الحصار عن درعا ، في حين ذكر الصحفي صخر إدريس في صفحته على فيس بوك أن هناك تحركا عربيا مبشرا لإقناع روسيا التي تفاوض اللجنة المركزية في درعا بوقف التهديدات .
ووصف الائتلاف الوطني شروط النظام بأنها مطالب روسية وقال إن تسليم السلاح الخفيف يعد مخالفة لشروط اتفاق التسوية الموقع في صيف العام 2018، معتبرا أن استمرار الحصار من شأنه حرمان آلاف العائلات من الغذاء والدواء.
ورأى الناشط الحقوقي والسياسي معتصم الرفاعي أن النظام وميليشيات إيران أرادوا من حصارهم درعا كسر شوكة الأهالي بعد موقفهم من الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، وقال إن مقومات الصمود لدى الأهالي تتطلب دعما سياسيا .
درعا أمام مفترق طرق أحدها اشتعال الثورة مجددا
وقال الكاتب والصحفي مصطفى النعيمي أن المنطقة الجنوبية تشهد حال من الانتفاضة وربما تتسع أكثر مع انضمام فصائل دخلت تسويات سابقة إلى رفض الحصار المفروض على درعا ، مشيرا إلى صعوبة كسر إرادة الأهالي في درعا .
وقال أن لا خيار أمام الأهالي سوى المواجهة ولا سيما أن دخول ميليشيات إيران إلى مناطق يعني القتل والتدمير ، وربما ستتسع دائرة الانتفاضة في حال تم اقتحام درعا البلد .
وانقلب الروس على تسوية تمت بضمانتهم في العام في العام 2018 وتشكل بموجبها اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة ونقل الروس عبر جنرالهم المسمى ” أسد الله ” مطالب إلى اللجنة المركزية تلغي تلك التسوية ما يرجح أن تكون درعا أمام مفترق طرق فإما الثورة مجددا أو الصمت والتسليم باقتحام درعا .
ولم يحمل العيد في درعا البلد وطريق السد والمخيم المحاصرين لليوم الثالث والعشرين أية بهجة على الأهالي وقد تقطعت أوصال العائلات التي لا تملك أدنى مقومات الحياة من غذاء ودواء وسط تعزيزات عسكرية للنظام شرق وغرب درعا بهدف الضغط على الأهالي وتسليم الأسلحة الخفيفة والشبان المطلوبين على الرغم من التسوية .