هل تسمح التفاهمات الأمريكية الروسية لبشار الأسد بتنفيذ تهديده بإفشال ملف تغيير الدستور؟
محللون: السوريون يدفعون ثمن تفاهمات دولية سرية وكلام بشار إهانة للمجتمع الدولي
لم تصدر ردود فعل دولية ولا سيما من روسيا والولايات المتحدة أو المبعوث الأممي غير بيدرسون حول توعد بشار الأسد في خطاب القسم بإفشال أية محاولات جديدة لتغيير الدستور القائم والتي وصفها بأنها تهدف إلى وضع البلاد تحت رحمة القوى الأجنبية.
تصريحات بشار الأسد حول الدستور ولجنة صياغة الدستور استندت على نتائج الإنتخابات الرئاسية ومواقف وتصريحات روسية داعمه ولا سيما تلك التي أعقبت التفاهم الثاني المعلن بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا والمتعلق بقرار تمديد المساعدات بأن هذا التفاهم هو أساس لتعاون بين الجانبين بخصوص تسوية سياسية في سوريا في حين تحدثت الولايات المتحدة بأنها لا تريد تغيير النظام بل تغيير سلوكه ..
المجتمع الدولي لا يتحدث مع بشار بخصوص سوريا بل مع بوتين
ورأى الكاتب والمحلل السياسي خطيب بدلة أن بشار الأسد يرتجل أحيانا بعد التصريحات الموجهة لمن تبقى من الأهالي في مناطق سيطرته والروس يغضون النظر عن مثل تلك التصريحات لأنهم يدركون بأن القرار النهائي بيدهم وهم غير معنيين برأيه .
وقال خطيب بدلة إنه في السياسة الدولية وحين يتعلق الأمر بسوريا تتم مراجعة فلاديمير بوتين وبشار الأسد دوره تنفيذي لا أكثر وهو رئيس الأمر الواقع لان المجتمع الدولي لم يتوصل إلى ما يخرج سوريا من المستنقع موقف الولايات المتحدة من النظام هو موقف حصار .
اللجنة الدستورية بالأساس فاشلة وكلام بشار ليس له معنى
وأضاف بدلة أن اللجنة الدستورية هي فاشلة بالأساس ومنذ مدة ولم تقدم شيئا وهي موجودة كما لو أنها مريض في العناية المشددة ، وبشار يتوعد بأنه سيفشل أي تقدم قد يحدث فيها ، ولكن في حال قررت القوى الكبرى إحداث تغيير في سوريا ومن خلال تغيير الدستور فسيصمت ولن يجرؤ على الرفض.
و قال إن بشار الأسد يخوض الآن حربا كلامية مع الذين يحاصرونه لكي يسمع ما تبقى من السوريين تحت سيطرته بأنه ليس ضعيفا أو خائفا ، ولكن كلامه لن يفيدهم بشيء.
السوريون يدفعون ثمن تفاهمات سابقة
وقال الكاتب والصحفي حافظ قرقوط إن السوريين لا يزالون يدفعون ثمن تفاهمات دولية سابقة ولا سيما بين الولايات المتحدة وروسيا وقال إن ما تقوم به القوى الكبرى منذ بيان جنيف 1 وحتى الآن هو إدارة أزمة دون مساعدة السوريين وأحد الأساب يعود إلى عدم وجود سياسة عربية وكذلك عدم احتضان الأوروبيين ملف القضية السورية سياسيا وليس النظر إليها كقضية لاجئين .
قتصريحات بشار إهانة للمجتمع الدولي
وأضاف أن تصريحات بشار الأسد بما يخص الدستور تشكل إهانة للمجتمع الدولي والمبعوث الأممي غير بيدرسون ولمن أسس السلال الأربعة ، والمطلوب من مجلس الأمن إعلان مواقف واضحة وأيضا على بيدرسون أن يضمن على الأقل إحاطاته أمام المجلس رفضا لمثل تلك التصريحات .
تصريحات بشار تعكس توجه النظام مستقبلا
وتحدث بشار الأسد بسقف مرتفع رافضا أية محاولة لتغيير الدستور وقال إن محاولات تغيير الدستور تستمر اليوم ويتم العمل عليها من خلال بعض العملاء .
تصريحات بشار حول الدستور وهو السلة الأخيرة المتبقية من العملية السياسية وتتعلق بتوجه النظام في المرحلة المقبلة ، جاءت في ظل مناخ مشجع له عكسه قرار تمديد المساعدات وهو القرار الثاني الذي يتم التفاهم عليه في مجلس الأمن بين روسيا والولايات المتحدة بعد قرار تسليم النظام سلاحه الكيميائي في العام 2013 .
تفاهمات أمريكية روسية سرية
وخارج مجلس الأمن وبين القرارين كان هناك تفاهمات توصل إليها وزيرا خارجية البلدين في نهاية العام 2016 أعلن منها وثيقة واحدة تتعلق بوقف إطلاق النار ومحاربة الإرهاب من بين خمس وثائق بقيت سرية بحسب ما أعلنته روسيا آنذاك .
ويطرح انفلات بشار الأسد وتوعده بالإجهاز على العملية السلمية وإفشال محاولات تغيير الدستور تساؤلات حول موقف كل من روسيا التي تسيطر على القرار السياسي في البلاد والولايات المتحدة التي لا تستطيع روسيا التقدم بالمسار السياسي بمعزل عنها ، وكذلك موقف المبعوث الأممي الذي ارتبط اسم اللجنة باسمه .