ما الذي أنجزه الحراك الدبلوماسي الأخير حول القضية السورية وما آفاق المرحلة المقبلة ؟
د. طعمة : المعارضة مصممة على تحقيق الانتقال السياسي ، ورد الجيش الحر على النظام أجبره على التخفيف من حدة التصعيد
حراك دبلوماسي مكثف شهدته الأسابيع القليلة الماضية محوره القضية السورية ، أمريكياً كان من بوابة المساعدات الإنسانية ، وروسياً من بوابة أستانة وأقصر طرقها عبر منطقة خفض التصعيد في إدلب وباتجاه طريقي إم 4 وإم 5 الدوليين ، بينما النظام فحمل تحركه عنوانا وحيدا هو البناء على الانتخابات الرئاسية ، المعارضة من جانبها وجدت نفسها أمام تحديات متعددة تجاوزت ملفات لطالما حملتها وسعت إلى انجازها ليس أقلها ملف مئات آلاف المعتقلين الذين لا تزال تطالب الإفراج عنهم ولا أكثرها التقدم بالحل السياسي .
بين ملفات المعارضة هواجس ملايين السوريين ولا سيما أولئك القابعين في مخيمات النزوح الذين ينتظرون حلا لقضيتهم ، وإن تمكنت من انتزاع بند في أستانة الـ 16 هو استمرار التهدئة في إدلب وفقا للاتفاقيات السابقة ، إلا أن الروس والنظام وإيران فرضوا بندا يبدو نقيضا لتثبيت وقف إطلاق النار من خلال استمرار ما وصفوه بمحاربة الإرهاب متخذين من هيئة تحرير الشام ذريعة لمواصلة قصف المدنيين مايطرح جملة من الأسئلة حول المرحلة المقبلة واحتمالاتها.
د. طعمة : رد الجيش الحر على النظام أجبره على التخفيف من التصعيد
وشدد الدكتور أحمد طعمة رئيس وفد المعارضة إلى مفاوضات أستانا في مقابلة مع راديو الكل على تصميم المعارضة على تحقيق أهداف الثورة باالإنتقال السياسي الذي يتضمن إنهاء الديكتاتورية وتحول سوريا إلى الديمقراطية واقامة انتخابات ديمقراطية وتغيير الدستور .
وأكد الدكتور طعمة تعليقا على عدم تضمين بيان أستانة الـ 16 بندا يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار أن المعارضة والجيش الحر سيردان على أي تصعيد من جانب النظام متوقعا أن تقل عمليات القصف بسبب الرد الموجع على استهداف النظام للمدنيين وقال إن قرار وقف إطلاق النار صدر في الجولة السابقة وهو لا يزال ساري المفعول .
لافرنتيف : من الصعب وقف إطلاق النار
وغداة انتهاء الجولة الـ 16 أعلنت روسيا على لسان مبعوثها إلى سوريا الكسندر لافرنتيف أنه من الصعب فرض إجراءات وقف إطلاق النار نظرا لوجود ما أسماه منظمات إرهابية ..
وشن الطيران الحربي الروسي غارات جوية على جبل الزاوية جنوبي إدلب كما قصف النظام بالمدفعية بلدات جنوبي إدلب وسهل الغاب وريف حلب الشرقي .
وتضمن البند الثاني من البيان الختامي لأستانة الـ 16 إلى أن الدول الضامنة اتفقت على مواصلة التعاون بهدف استئصال تنظيمات ارهابية ومن بينها جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام التي تشكل خطرا على المدنيين داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب وخارج حدودها ، ما فسر بأنه يناقض البند المتعلق بالتزام الدول الضامنة بالتهدئة ولا سيما أن الطيران الحربي الروسي شن غارات على مناطق في الشمال بعيد انتهاء اجتماعات استانة .
طعمة : سيتم إحراز تقدم في ملف المعتقلين
وتوقع الدكتور طعمة أن يتم إحراز تقدم في ملف المعتقلين وقال إنه أخذ حيزا واسعا من النقاشات خلال جولة أستانة الـ 16 وقال إنه لم يرد نص واضح حول الملف في البيان الختامي ، لأن البيانات الختامية ترد فيها العبارات التي يتم فيها التوافق عليها بين الدول الضامنة .
وأضاف طعمة أن ملفات القضية السورية جميعها مهمة ويتم مناقشتها وجميعها تتقدم ولكن ببطء وذلك لأن الأزمة السورية عميقة ولا يمكن حلها في ليلة وضحاها
وقال طعمه إن تفسير بند رفض الدول الضامنة كافة العقوبات أحادية الجانب المخالفة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي ورد في البيان الختامي يختلف بين المعارضة والنظام مشيرا إلى أن المعارضة ترى أنه لا يجوز بسبب عملية نبع السلام أن تفرض عقوبات على الجيش الحر أو بعض أطياف المعارضة .
الروس لم يستخدموا الفيتو لأن هناك بدائل للقرار
ورجح الدكتور طعمة عدم استخدام الروس للفيتو ضد قرار تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى إلى وجود بدائل للقرار وقال إن روسيا رأت على مايبدو أنه إذا طبقت البدائل فإن المساعدات سوف تتدفق فقط على الشمال السوري دون مناطق النظام الذي يحتاجها في ظل الأزمة الاقتصادية .
ونحجت الولايات المتحدة في فرض قرار تمديد المساعدات الأممية عبر معبر باب الهوى وقالت المندوبة الأمريكية ليندا توماس غرينفلد إن القرار الأممي يخدم ملايين السوريين
روسيا تعول على القرار في إعادة البدء بإعادة الإعمار
وتحدث البند الرابع من قرار تمديد المساعدات عن الترحيب بالجهود والمبادرات الرامية إلى توسيع الأنشطة الإنسانية في سوريا بما في ذلك مشاريع المياه والصرف الصحي والصحة والتعليم والمأوى والإنعاش المبكر ويدعو المنظمات والوكالات الإنسانية الدولية والأطراف ذات الصلة لدعمها ما فسر على أنه ضوء أخضر للبدء بإعادة الإعمار في مناطق النظام ولا سيما أن روسيا تحدثت عن محادثات مع الولايات المتحدة من أجل تخفيف العقوبات .
ووصف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا القرار بأنه لحظة تاريخية
وفور صدور القرار أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين أثنيا خلاله على العمل المشترك لفريقيهما في أعقاب القمة الأميركية الروسية “.
وقال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوي هود إن سياستنا في سوريا لا تهدف لتغيير النظام بل إلى تغيير سلوكه عبر عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة وتؤدي لحماية الشعب .