أستانة 16.. خلل في الموازين وتكريس للمسار السياسي وفق الأجندة الروسية
محللون: أستانة فشلت في ملف المعتقلين وفك الحصار عن درعا ووقف قصف إدلب والاحتمالات مفتوحة
عنوانان رئيسان سيطرا على اللقاءات الثنائية لمفاوضات أستانة الـ 16 هما المساعدات الإنسانية واللجنة الدستورية ، في حين غاب عنها بحث مصير عشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام ووضع بديلا عنها هو مناقشة تبادل المحتجزين لدى النظام والمعارضة وتحول مسار أستانة من البحث في الأهداف الفنية والعسكرية التي أقيم من أجلها إلى مسار سياسي تجاوز مسار جنيف والقرارات الدولية .
البيان الختامي لأستانة 16 ركز على دعم عمل لجنة صياغة الدستور ، والمطالبة بزيادة المساعدات الإنسانية للسوريين في مختلف المناطق ، وكان لافتا فيه هو رفض العقوبات المفروضة على النظام وتسهيل العودة الآمنة للاجئين والنازحين مع دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات لهم ، وكرر دعم الدول الضامنة للهدوء في إدلب على أساس الاتفاقيات السابقة مع الإشارة إلى استمرار محاربة التنظيمات الإرهابية كهيئة تحرير الشام وغيرها بحسب تعبير البيان
أحمد طعمة : النظام غير شرعي وقضيتنا عادلة
وقال رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة إن “القضية الإنسانية في سوريا أصبحت أكبر مأساة في القرن الحالي ونرغب أن تصل المساعدات إلى جميع السوريين , نتمنى من روسيا ألا تستخدم حق الفيتو في موضوع تأمين المساعدات الإنسانية لإدلب مشيرا إلى أن هذه القضية فوق تفاوضية .
وأضاف أن حكومة النظام ليست شرعية ولو كانت كذلك لما قام الشعب بالثورة ضدها وبالتالي فإننا لا نعترف بأن تمر المساعدات عبرها والنظام أقام انتخابات غير شرعية والمجتمع الدولي لا يثق بأن يقوم النظام بإيصال المساعدات لأصحابها .
وعد طعمه أن مشاركة المعارضة في المفاوضات هدفها الوصول إلى حل سياسي عادل وشامل ، وقال نحن على استعداد لأن نذهب إلى أي مكان من أجل الحل السياسي ونعتبر أنفسنا ” أم الصبي ” الحريصون على مصلحة الشعب السوري .
أستانة فشلت في وقف قصف إدلب
ورأى الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو أنه ليس هناك جدوى لمسار أستانة بعد أن فرض مناطق خفض التصعيد وتم تسليمها للنظام ، وفشل في وقف القصف على إدلب أو تثبيت وقف إطلاق النار مشيرا إلى أن هيئة تحرير الشام هي ذريعة من أجل استهداف المدنيين .
وتساءل سعدو ما الذي حققته أستانة على صعيد ملف مئات آلاف المعتقلين الذي هو مسألة فوق تفاوضية ولا سيما بعد أن تحدثوا في جولات سابقة عن تشكيل لجان من أجل الكشف عن مصيرهم .
البيان الختامي جاء بالعموميات ولا يبنى عليه شيئ إيجابي
وقال زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية إن أستانة الـ 16 لم تأت للسوريين بجديد بل جاءت بمجموعة من العموميات التي لا يبنى عليها شيئ وجميع النقاط العالقة لم يتضمنها البيان الختامي ، وتحدثوا عن مطالعة لوجهات النظر ومن بينها التأكيد على الهدوء الذي يجب أن يشمل ادلب مع الاحتفاظ بالتصعيد بحجة محاربة ما يسموه الإرهاب ..
وغلب على الجولة الـ 16 مناقشة قضايا سياسية من أبرزها لجنة صياغة الدستور ودعوة المبعوث الأممي غير بيدرسون إلى تحديد موعد لعقد جولة جديدة منها ، ما عد نجاحا للروس والنظام بتحويل أستانة عن معالجة الملفات التي إنشئت على أساس معالجتها ومن بينها المعتقلين والمساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار ، في حين انتزع الروس من الجولة الحالية بندا تضمنه البيان الختامي حول رفض الدول الضامنة كافة العقوبات أحادية الجانب المخالفة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدول وميثاق الأمم المتحدة لاسيما في ظروف الجائحة
أستانة خلل بالموازين ولا أوراق ضاغطة بيد المعارضة
وظهر خلل واضح في الموازين في أستانة في جولاتها أساسه عدم امتلاك المعارضة الأوراق الضاغطة من أجل تحسين وضعها بسبب ارتباط هذا الوضع بالتطورات على الأرض وبالقوة الغاشمة التي يستخدمها الروس والإيرانيين والنظام .
ودفع الروس بوفدين إلى الجولة الـ 16 من أستانة أحدهما دبلوماسي برئاسة المبعوث الرئاسي ألكسندر لافرنتيف والثاني عسكري برئاسة ستانيسلاف حاجي محمدوف كذلك أرسل النظام وفدا كبيرا برئاسة معاون وزير الخارجية أيمن سوسان وكذلك إيران الذي ترأس وفدها كما في الجولات السابقة كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي ، بينما كانت المشاركة التركية بوفد منخفض برئاسة رئيس قسم سوريا في وزارة الخارجية السفير سلجوق أونال خلافا للجولات السابقة التي كانت برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال ووفد المعارضة ترأسه أحمد طعمه كما في الجولات السابقة .