مجلس الأمن يتخلى عن “اليعربية” ويؤجل التصويت على باب الهوى حتى “تلين” روسيا
المجلس أرجئ التصويت على الآلية الذي كان مقرراً اليوم إلى الغد أي قبل ساعات من انتهاء التفويض الحالي
تستمر الخلافات داخل أروقة مجلس الأمن الدولي حول تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، الذي تدعمه الغرب وتعارضه روسيا بدعوى الحفاظ على “السيادة السورية”.
ووفقاً لوكالة “فرانس برس”، أرجئ المجلس التصويت على الآلية الذي كان مقرراً، اليوم الخميس 8 تموز، إلى يوم الغد الجمعة، أي قبل ساعات من انتهاء التفويض الحالي.
وأرجعت مصادر دبلوماسية لـ”فرانس برس” ذلك، إلى منح “مزيد من الوقت لاستكمال المفاوضات”، ومحاولة “تليين” موقف روسيا.
ورفضت روسيا مناقشة مشروع قرار قدمته النرويج وإيرلندا قبل أيام، يقضي بتمديد دخول المساعدات إلى سوريا من معبر باب الهوى لمدة عام، وإعادة فتح النقطة الحدودية مع العراق في اليعربية.
ومساء الأربعاء، أدخلت الدولتان تعديلاً أساسياً على مقترحهما في محاولة منهما لتليين موقف موسكو وإقناعها بتمرير النصّ، حيث تخلّتا عن مطلب إعادة فتح معبر اليعربية وأبقتا فقط على معبر باب الهوى، وهو ما سيتم التصويت عليه غداً، بحسب ما أفاد دبلوماسيون لفرانس برس.
وطرحت الأمم المتحدة أمس على مجلس الأمن فكرة مشاركة نظام الأسد بتوزيع المساعدات الإنسانية على السوريين، بعد طرح مماثل للولايات المتحدة، وهو ما تسعى إليه روسيا في محاولة لفرض رؤى وآليات تخدم مصالحها.
الدكتور مأمون سيد عيسى، المنسق الطبي في جمعية عطاء، توقع أن تُوقع روسيا والنظام المجتمع الدولي بمصيدة من خلال الموافقة على التمديد لباب الهوى بشرط إشراك معبر آخر يسيطر عليه النظام في سراقب.
وأشار سيد عيسى في اتصال مع راديو الكل اليوم، إلى أن ذلك يعني دخول الهلال الأحمر التابع للنظام إلى مناطق المعارضة بحجة توزيع المساعدات تمهيداً لدخول قوات النظام وفرض واقع مختلف.
كما رأى أن إشراك النظام بذلك سيُمهد إلى فك جزء من الحصار المفروض عليه والتخفيف من العقوبات الدولية المفروضة عليه.
وتابع بأن الأمم المتحدة تناقش ذلك بشكل جدي وخاصة بعد أن طرحت أمس، فكرة مشاركة نظام الأسد بتوزيع المساعدات الإنسانية على السوريين، بعد طرح مماثل للولايات المتحدة.
وأمس قال السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، إن بلاده على ثقة بإمكانية أن يتوصل الدبلوماسيون الروس والأمريكيون إلى حل وسط حول مسألة المعابر.
وأضاف في مقابلة مع قناة “بلومبيرغ تي في الأمريكية”: “من الصعب التنبؤ اليوم بنتيجة المناقشات في مجلس الأمن”، داعياً إلى إعطاء وقت للفريقين الروسي والأمريكي كي يجدا حلاً لهذه المسألة.
وتحولت قضية المساعدات الإنسانية إلى ما يشبه الأزمة بين الأطراف الدولية الفاعلة في الشأن السوري، وتستخدمها روسيا وسيلة للضغط السياسي وتحقيق المكاسب على حساب لقمة عيش السوريين شمال غربي سوريا.
وفي تموز 2014، اتخذ “مجلس الأمن الدولي” قراراً يُتيح عبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا من أربع نقاط حدودية (باب السلامة وباب الهوى مع تركيا، واليعربية مع العراق، والرمثا مع الأردن).
ومطلع العام الماضي قلص مجلس الأمن عدد هذه المعابر لتقتصر على معبر باب الهوى بضغوط من روسيا والصين.