المساعدات الإنسانية.. مقترح أمريكي يُشرك النظام ويوسع نطاق التوزيع
على وقع الإصرار الروسي في إغلاق باب الهوى وإبداء السلبية تجاه مشروع قرار يدعو للتمديد للآلية الحالية وفتح معبر اليعربية
طرحت الولايات المتحدة الأمريكية مقترحاً جديداً على مجلس الأمن الدولي يُشرك نظام الأسد في الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية في سوريا، على وقع الإصرار الروسي في إغلاق باب الهوى وإبداء السلبية تجاه مشروع قرار يدعو للتمديد للآلية الحالية وفتح معبر اليعربية.
ووفقاً لوكالة الأناضول، كشفت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، أنها طرحت على بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي اقتراحاً بتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا، ما يعني أن جزءاً منها سيكون تحت إشراف النظام.
ونقلت عن المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، عقب جلسة مشاورات مغلقة للمجلس حول سوريا قولها: “تدعم الولايات المتحدة جميع أشكال المساعدة الإنسانية في سوريا، سواء عبر الحدود وكذلك عبر الخطوط (تحت إشراف النظام)”.
وأضافت: “قدمنا (لبقية أعضاء المجلس الـ15) اقتراحاً جاداً وموثوقاً لتوسيع المساعدة الإنسانية، بما في ذلك عبر الحدود وعبر الخطوط، بما فيها الإغاثة العاجلة من كورونا، لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوري”.
وتابعت أن “مساعداتنا الإنسانية لجميع السوريين في جميع أنحاء البلاد، تضمن أن الناس في المناطق التي يسيطر عليها النظام يحصلون أيضاً على المساعدة التي نقدمها للمناطق الخارجة عن سيطرته”.
ورفضت المندوبة الأمريكية الربط بين رفع عقوبات بلادها المفروضة على نظام الأسد وبين التمديد لآلية المساعدات العابرة للحدود، وهو ما تطالب به كل من روسيا والصين.
ويأتي ذلك قبل تصويت أعضاء المجلس، غداً الخميس 8 تموز، على مشروع قرار قدمته النرويج وإيرلندا يقضي بتمديد دخول المساعدات إلى سوريا من معبر باب الهوى لمدة عام، وإعادة فتح النقطة الحدودية مع العراق في اليعربية.
وأعربت سفيرتا النرويج وإيرلندا لدى الأمم المتحدة، أمس، عن أملهما في الموافقة على هذا المشروع، مؤكدتان أن كارثة حقيقية ستقع إذا ما تم ذلك.
وتنتهي آلية إدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر باب الهوى في العاشر من الشهر الحالي.
واليوم، قال الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشأن السوري، ألكسندر لافرينتيف، الذي يترأس وفد بلاده إلى اجتماعات أستانا 16، إن “روسيا تطالب بوقف عمل آلية إيصال المساعدات عبر الحدود السورية”.
وأضاف بحسب قناة “روسيا اليوم”، أن المساعدات يجب أن تصل عبر دمشق، مدعياً أن المساعدات التي تصل الى إدلب مسيسة والمسلحون يمنعون وصولها إلى المدنيين.
وتحولت قضية المساعدات الإنسانية إلى ما يشبه الأزمة بين الأطراف الدولية الفاعلة في الشأن السوري، وتستخدمها روسيا وسيلة للضغط السياسي وتحقيق المكاسب على حساب لقمة عيش السوريين شمال غربي سوريا.
وفي تموز 2014، اتخذ “مجلس الأمن الدولي” قراراً يُتيح عبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا من أربع نقاط حدودية (باب السلامة وباب الهوى مع تركيا، واليعربية مع العراق، والرمثا مع الأردن).
ومطلع العام الماضي قلص مجلس الأمن عدد هذه المعابر لتقتصر على معبر باب الهوى بضغوط من روسيا والصين.