العاسمي: خروقات النظام و”المعابر الإنسانية” على رأس أجندة “أستانا 16”
تتصدر قضية المعابر الإنسانية في سوريا وخروقات نظام الأسد أجندة الجولة المقبلة (16) من اجتماعات “أستانا” التي ستبدأ غدا في نور سلطان بكازاخستان، حسبما أعلن المتحدث باسم وفد المعارضة “أيمن العاسمي” لوكالة الأناضول.
وقال العاسمي، اليوم 5 تموز، إن أجندة الاجتماعات مستجدة دائما ومدى الاتفاق عليها يكون حسب الجدية من قبل الروس تحديدا، مضيفاً أن على رأسها قضية المعابر الإنسانية وهناك “بوادر أمل وحلحلة في هذه القضية”.
ويأتي ذلك مع اقتراب تصويت مجلس الأمن الدولي في 10 تموز الحالي على تجديد تمديد تفويض آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر باب الهوى -الوحيد الذي تدخل منه مساعدات أممية إلى شمال غربي سوريا- وهو ما تسعى روسيا إلى إيقافه.
ومن جهةٍ أخرى أشار العاسمي إلى أن القضية الثانية في أستانا 16 هي خروقات النظام وعملية التصعيد التي كانت تعقد لأجلها جولات أستانة وجنيف، إذ إن النظام يصعد ويستخدم الإجرام لتحقيق مآرب عسكرية وسياسية”.
واعتبر أن “هذا أمر غير إنساني وغير منطقي، وعلى الدول الداعمة له الانتباه لهذا الأمر (..)، مؤكداً أن المعارضة ترفض ذلك، وهي قادرة على الرد ولكن تحرص دائما على التهدئة لأنها ضرورية للحل السياسي”.
وشهدت شمال غربي سوريا منذ مطلع حزيران تصعيداً خطراً تمثل بقصف جوي ومدفعي للنظام والروس ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وخروج مراكز حيوية عن الخدمة رغم وقوع المنطقة ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار منذ آذار 2020.
وتبدأ الجولة 16 من مباحثات أستانا حول سوريا في مدينة نور سلطان بكازاخستان بين 6 و8 تموز الحالي، بمشاركة الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) إضافة إلى دول جوار سوريا والأمم المتحدة.
وكثفت روسيا من تحركاتها الدبلوماسية والسياسية مع اقتراب الجولة، حيث بحث “سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية، وألكسندر لافرنتييف الممثل الخاص للرئيس الروسي، أمس ، مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن التسوية السورية”.
ومطلع تموز الحالي، بحث لافرنتييف مع رأس النظام بشار الأسد، تطورات المسار السياسي خاصة تحضيرات اجتماعات أستانا، ولجنة مناقشة الدستور، والعلاقات الثنائية بحسب وكالة “سانا”.
وسبق ذلك اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا فيه الملف السوري، وأكدا على “أهمية الأنشطة المشتركة لجيشي بلادهما الهادفة إلى منع تصعيد التوترات في إدلب وشمال شرقي البلاد، ومحاربة الجماعات الإرهابية المتبقية في هذه المناطق”.
كما أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو نهاية الشهر الماضي أن بلاده “ستواصل العمل مع روسيا لاستمرار الهدوء في الميدان من أجل العملية السياسية بسوريا”.
وأضاف أوغلو في مؤتمرٍ صحفي جمعه من نظيره الروسي سيرغي لافروف أنه يجب أن تكون جولة أستانا القادمة بناءة، وتركيا مستعدة للتعاون مع كل الدول المعنية بشأن الملف السوري، منوهاً إلى أنه يتم العمل على اتفاقيات جديدة وعلى استمرار اتفاقية أستانا.
ويترافق انعقاد هذه الجولة مع تصعيدٍ خطر للنظام والروس على شمال غربي سوريا الواقعة ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار منذ آذار 2020.
ومنذ نهايات العام 2016، انخرطت تركيا وروسيا في عدة تفاهمات واتفاقات حول الشأن السوري، عقب سيطرة للنظام على أحياء حلب الشرقية، وكانت أولى خطوات التفاهم بين الجانبين هي انطلاق مسار أستانا في شباط 2017، والذي أدى إلى إنشاء ما يسمّى “مناطق خفض التصعيد” الأربع، التي لم يبق منها إلا شمال غربي سوريا.