لافروف يدعو الأكراد شرق الفرات للحوار مع النظام ملمحاً إلى حكم ذاتي، والإدارة الذاتية ترحب
لمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إمكانية إقامة حكم ذاتي للأكراد شرق الفرات ودعا إلى استئناف المفاوضات بين الوحدات الكردية وبين النظام والتي توقفت في وقت سابق بسبب ما وصفته تلك الوحدات بتعنت النظام في تنفيذ مطالبها المتمثلة بالاعتراف بالخصوصية التي يتمتع بها الأكراد .
وتأتي دعوة لافروف بعد زيارات قام بها إلى شرق الفرات قبل في شهر أيار الماضي قائد القيادة الأمريكية الوسطى كينيث ماكينزي ومساعد وزير الخارجية بالإنابة جوي هود ووصفها محللون وسياسيون في تصريحات لراديو الكل بأنها مقدمة لتغيرات قريبة ستشهدها المنطقة
الروس يناورون للإمساك بشرق الفرات
ورأى الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة أن الروس ليسوا صادقين فيما يقولون وما يحصل في درعا دليل على ذلك ، وقد تكون لعبة منهم للإمساك بشرق الفرات بالتدريج لانتشال النظام من الوضع الاقتصادي المتردي بتغذية حكومة النظام بالنفط والحبوب وبعدها قد ينقضون على المنطقة والسيطرة عليها بهدف محاصرة الفصائل الثورية في الشمال.
وقال خليفة إن كلام لافروف يشجع مناطق أخرى للمطالبة بحكم ذاتي كما في السويداء ودرعا مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان طرح في وقت سابق أن العراق هو نموذج للفيدرالية من خلال وجود كيان كردي وآخر شيعي وثالث سني , ويبدو أن الروس أيضا لديهم النظرة بأن الوضع في سوريا لن يستقر إلا بالذهاب نحو فيدراليات عسكرية أو مدنية قائمة .
المشروع يتعلق بإدارة ذاتية وليس حكما ذاتيا
وقال د. محمد الشاكر أستاذ القانون الدولي أن ليس للأكراد مشروع خاص بهم ومصطلح الحكم الذاتي لا يجري تداوله بين المكونات شرق الفرات إنما طرح الإدارة الذاتية هدفه اللامركزية وهو ما يطبق في جميع دول أوروبا والدور الروسي ينطلق من هذه النقطة ولا يوجد شيء اسمه تقسيم للأراضي السورية وكل ما يشاع عن قضايا انفصال هو بروباغندا إعلامية
وقال الدكتور الشاكر إن سوريا الآن مقسمة وتحتاج إلى مشروع وطني حقيقي وأي مشروع قومي أو طائفي مرفوض مشيرا إلى أن التفاهمات الروسية الأمريكية تجنح إلى دور روسي أكبر في سوريا
وانتقد استبعاد شرق سوريا عن العملية السياسية يعني تقسيم سوريا ، لذلك عدم إشراكهم هو عملية ممنهجة للدفع باتجاه انفصالهم
المعارضة: سوريا الديمقراطية مرتبطة بالعمال الكردستاني الإرهابي
وترى أوساط المعارضة أن مشكلة السوريين مع قوات سوريا الديمقراطية هي ارتباطها بحزب العمال الكردستاني المصنف على قائمة الإرهاب وذي الأهداف الانفصالية ، ولا توفر مناسبة إلا وتعلن عن هذا الارتباط وترفع صور زعيمه عبد أوجلان وحزب الاتحاد الديمقراطي ” البي واي دي ” هو الفرع السوري لحزب العمال وهو من يقود قوات سوريا ديمقراطية ، وتقول تلك المعارضة : إذا كانت هذه القوات صادقة في انتمائها السوري لماذا لا تعلن فك ارتباطها مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي.
الإدارة الذاتية رحبت بتصريحات لافروف
ورحبت ماتسمى بالإدارة الذاتية شرق الفرات بتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول أهمية الحوار الوطني، لكنها عزت أسباب تعثر هذا الحوار إلى موقف حكومة النظام وقالت “الإدارة الذاتية في بيان : “تحدث السيد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي حول الحوار مع دمشق وهذا ما نراه نحن خطوة إيجابية نحو الحل ونأمل أن تلعب روسيا دورا إيجابيا في هذا الحوار”.
وأكد البيان أن “التزامنا بالحوار والحل الوطني السوري مبدأ استراتيجي ونرحب بأي دور وسيط بما في ذلك الدور الروسي لتحقيق نتائج عملية في هذا الاطار”، مشترطا الدخول في الحوار مع دمشق بـ”ضرورة مراعاة خصوصية مناطقنا والتضحيات التي تم تقديمها في الدرجة الأولى ضد الإرهاب ومن أجل سوريا ووحدتها ووحدة شعبها”.
لافروف يدعو إلى الحوار وفق النموذج العراقي
وكان لافروف قد دعا أكراد سوريا إلى إبداء اهتمام بالحوار مع حكومة النظام وعدم الرضوخ لمحاولات فرض نزعات انفصالية عليهم.
وأكد لافروف أن موسكو منذ دخولها سوريا تشجع على إجراء اتصالات مباشرة بين الأكراد وحكومة النظام بهدف التوصل إلى اتفاقات بشأن كيفية التعايش معا في دولة واحدة، مشيرا إلى أن العراق المجاور يشكل مثالا جيدا يمكن الاستفادة منه في هذا الصدد.
وانتهت عدة جولات من الحوار بين الأكراد والنظام جرت في وقت سابق إلى فشل بسبب ما أسماه الأكراد تعنت النظام وتمسكه بإعادة شرق الفرات إلى الوضع الذي كان سائدا قبل العام 2011 ، في حين وصف بشار الأسد الأكراد بأنهم عملاء للأمريكيين ..
وكان شلال كدو عضو المجلس الوطني الكردي أشار في تصريحات لراديو الكل بأن شرق الفرات مقبل على تغيرات سياسية
هل هناك تنسيق أمريكي روسي بخصوص شرق الفرات؟
وجاءت تصريحات لافروف بعد زيارات لمسؤولين أمريكيين لشرق الفرات سرت توقعات إثرها بقرب حدوث تغيرات في المنطقة ما أثار تكهنات بتنسيق أمريكي روسي بخصوص المنطقة
ونقل عن قائد القيادة المركزية الوسطى في الجيش الأمريكي الجنرال كينيث ماكينزي خلال زيارته شرق الفرات أنه طلب من الإدارة الذاتية إشراك جميع المكونات في الإدارة الذاتية، وإعطاء دور أكبر للعشائر العربية في إدارة شؤون المنطقة، وضرورة الاتفاق مع المجلس الوطني الكردي وتشكيل مجلس عسكري مشترك بين المكونات العسكرية في شرق الفرات بقيادة قوات سوريا الديمقراطية
ووصف بشار الأسد في وقت سابق الأكراد بعملاء الأمريكيين ودعاهم للعودة إلى ما يسميه حضن الوطن
وبين رفض النظام مطالب الأكراد الاعتراف بحقوقهم كمكون سوري له خصوصية وبين بقاء الوضع على ماهو أي أقرب إلى التقسيم، يكمن العرض الروسي الجديد في الحوار بين الجانبين فهل ستتجه المنطقة إلى حالة حكم ذاتي كحل وسط بين النظام والأكراد برعاية روسية ؟