لقاء لافروف ـ تشاووش أوغلو.. هل هناك اتفاقيات جديدة حول إدلب؟
محللون: خلافات في بعض الملفات والروس يضغطون لتنفيذ ما تبقى بنود سوتشي والبروتوكولات الملحقة
اجتماع جديد بين وزيري خارجية كل من روسيا وتركيا سيرغي لافروف ومولود تشاووش أوغلو عقد في مدينة أنطاليا التركية أمس تناول عدة ملفات مشتركة بين الجانبين من بينها القضية السورية التي تشهد حراكا دبلوماسيا دوليا وإقليميا بعد قمة الرئيسين بايدن ـ بوتين ومحورها غربياً ملف المساعدات الإنسانية وبالنسبة لروسيا مسار أستانة الذي يعقد جولته الـ 16 الثلاثاء المقبل.
لم تتضح صورة مستقبل الوضع في إدلب وهي منطقة التصعيد الأخيرة المتبقية ولا سيما وسط تباين التصريحات بين الجانبين ففي حين أعلن تشاووش أوغلو أنه يتم العمل على اتفاقيات جديدة وعلى استمرار اتفاقية أستانا قال لافروف إنه تم الاتفاق على البروتوكول الخاص بإنشاء منطقة خالية من العناصر المسلحة دون أن يتضح ما إذا كان يقصد اتفاق 5 مارس/ آذار 2020، المتعلق بإقامة منطقة منزوعة السلاح.
روسيا تسعى لتنفيذ بقية بنود سوتشي
ورأى الدكتور سامر الياس المحلل السياسي والخبير بالشؤون الروسية أن تصريحات لافروف حول اتفاق على تنفيذ بروتوكول عام مارس آذار 2020 تعني أن هناك بنودا فيه لم يتم تنفيذها..
وأوضح الياس أنه ربما يكون الهدف من التصريحات الضغط على الجانب التركي من أجل تنفيذ باقي الاتفاقية ومن ضمنها استكمال عملية الفصل بين هيئة تحرير الشام والفصائل المعتدلة.
وقال الياس إن لافروف أشار في تصريحه إلى أنه يجب أن يتم استكمال المنطقة العازلة في وقت تم تجاوزها ولا سيما بعد سيطرة النظام والروس عليها مشيرا إلى أنه قد يكون هدفه إبعاد المقاتلين عن الطرق الدولية.
خلافات في بعض الملفات بين روسيا وتركيا
وقال الكاتب والمحلل السياسي طه عودة أوغلو أن تصريحات الوزيرين لافروف وتشاووش أوغلو عكست وجود خلافات بين الجانبين حول ملف المساعدات الإنسانية في حين أن تركيز وزير الخارجية التركي على الهدوء يشير إلى وجود تفاهمات حول هذه عدم التصعيد، على عكس ما تحدث به الوزير لافروف حول هدنة جديدة أو اتفاق جديد بالنسبة للمنطقة المنزوعة من السلاح.
وكان تشاووش أوغلو عبر في مؤتمره الصحفي المشترك مع لافروف عن أمله في أن تؤدي الجولة القادمة من مسار أستانة إلى نتائج إيجابية مؤكدا ضرورة التزام النظام بمتطلبات المرحلة المقبلة ومنوهاً إلى أنه يتم العمل على اتفاقيات جديدة وعلى استمرار اتفاقية أستانا.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة إشراف الأمم المتحدة على مرحلة السلام في سوريا وأن يكون هناك مرحلة صياغة الدستور الجديد وإشراف على الانتخابات المقبلة مشيرا إلى أنه تم التطرق خلال اجتماعه بنظيره التركي إلى الوضع في إدلب.
ويتزامن الحراك الدبلوماسي حول سوريا ومن ضمنه موضوع إدلب مع حصار لمنطقة تصعيد أخرى في الجنوب السوري ودرعا تحديدا التي خضعت لاتفاق تضمن وجود رمزي للنظام ، في حين شهدت منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال العامين الماضيين عملية قضم بالتوازي مع قضم سياسي للقضية السورية ولا سيما من خلال انحسار ملفاتها في اللجنة الدستورية المتعثرة وإدخال ملف جديد عليها غير تفاوضي هو ملف المساعدات الإنسانية.