غارات أمريكية تستهدف ميليشيات إيرانية في سوريا والعراق
أول ضربة أمريكية منذ تولي إبراهيم رئيسي الرئاسة الإيرانية والثانية منذ استلام جو بايدن الحكم في الولايات المتحدة
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تنفيذ الجيش الأمريكي، ليل الأحد /الإثنين، ضربات جوية “ضرورية ومدروسة” على منشآت مدعومة من إيران داخل المناطق الحدودية في سوريا والعراق، في ثاني تحرك عسكري للرئيس جو بايدن.
وقال البنتاغون، في بيان، إن “الضربات استهدفت منشآت تشغيلية ومستودعات للأسلحة في موقعين في سوريا وموقع في العراق، مشيراً إلى أن العديد من الميليشيات ومن بينها “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء”، كانت تستخدمها.
وأضاف “تم اختيار الأهداف لأن هذه المنشآت تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في هجمات بطائرات بدون طيار ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق”.
وذكر بيان البنتاغون أن الضربات “توضح أن الرئيس بايدن سيتحرك لحماية الأفراد الأميركيين”، وأنه “وجه بالمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع مثل هذه الهجمات”.
صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم، أن قاعدة لإطلاق طائرات مسيرة في العراق، تخص مليشيات موالية لإيران، دمرت في غارة جوية أمريكية.
من جانبها، قالت وكالة “سانا” التابعة لنظام الأسد، إن طفلاً قُتل وأصيب 3 مدنيين جراء قصف بطائرات حربية يُعتقد أنها أمريكية على المنطقة الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي.
وادعت أن القصف استهدف منازل سكنية في ريف البوكمال، دون ذكر أي معلومات عن استهداف منشآت لميليشيات إيران، بحسب ما قالت وزارة الدفاع الأمريكية.
بدورها، مليشيات “الحشد الشعبي” العراقي، قالت بحسب “سانا”، إن “4 من عناصرها قُتلوا وجرح ثلاثة آخرون في عدوان جوي أمريكي استهدف مواقع لهم بالقرب من معبر القائم داخل الأراضي العراقية”.
وأضافت أن “قوات الاحتلال الأمريكي شنت عدواناً جوياً في ساعة مبكرة من فجر اليوم على مواقع لقوات الحشد الشعبي قرب معبر القائم على الحدود العراقية السورية”.
من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، صباح الاثنين، إن “الولايات المتحدة تسير في طريق خاطئ والضربات الأخيرة جزء من غطرستها”، بحسب ما نقلت عنها قناة الجزيرة القطرية.
والمناطق المستهدفة تقع في منطقة تستخدمها إيران كممر رئيسي لقواتها وميليشيتها بين العراق وسوريا، وتنتشر عشرات الميليشيات متعددة الجنسيات إلى جانب وجود شكلي محدود لقوات نظام الأسد.
وتتعرض تلك المنطقة بشكل مستمر للاستهداف، بطائراتٍ مسيرة أو حربية، تقول تقارير متعددة إن الولايات المتحدة وإسرائيل هي المسؤولة عنها.
وهذا الاستهداف هو الثاني من نوعه في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، والأول بعد تعيين الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، ففي شباط الماضي نفذ الجيش الأمريكي ضربات ضد ميليشيات مدعومة من إيران شرقي سوريا، رداً على هجوم صاروخي على أهداف أميركية في أربيل.
المحلل الاستراتيجي، اللواء محمود علي، رأى في اتصال مع راديو الكل، أن هذه الضربات رسالة أمريكية متأخرة وضعيفة بالمقارنة مع حجم ما تعرضت له القوات الأمريكية في العراق من هجمات.
وتوقع أن لا تؤثر هذه الضربات على نشاط ميليشيات إيران في المنطقة، مبيناً أن الأمريكيين قادرين على القيام بعمل عسكري أوسع لـ”قص أظافر” إيران بشكل واسع في العراق.
هذه الضربات هي ضغط أمريكي بالنار على التعنت الإيراني بما يخص الملف النووي، ورسالة واضحة وجدية ضد التمدد الإيراني في سوريا، بحسب ما قاله الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو اليوم لراديو الكل.
وتابع سعدو: إن “هذه الضربات تحذيرة محدودة، لأن الولايات المتحدة تريد الإبقاء على القنوات السياسية للوصول إلى اتفاق حول الملفات العالقة مع إيران”.
أما فيما يتعالق بنظام الأسد، أكد سعدو أن رد النظام سيقتصر على إمطار قنواته بالبيانات الإعلامية ضد الولايات المتحدة دون التجرؤ على أي فعل عسكري.