تركيا تؤكد مجدداً رفضها تسليح واشنطن للوحدات الكردية في سوريا
وزير الدفاع التركي أكّد مجدداً أن الوحدات الكردية في سوريا وحزب العمال الكردستاني "وجهان لعملة واحدة"
جدّد وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” موقف بلاده الرافض لتسليح الوحدات الكردية في سوريا، التي تعُدها أنقرة امتداداً لمنظمة “حزب العمال الكردستاني” (المعروف اختصاراً باسم “ب ك ك”)، من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير التركي، خلال زيارة تفقّدية أجراها، اليوم الجمعة، لقيادة “الجيش الثاني” بولاية “ملاطية” شرقي البلاد، برفقة رئيس هيئة الأركان العامة “يشار غولر”، وقادة القوات البرية “أوميد دوندار”، والبحرية “عدنان أوزبال”، والجوية “حسن كوجوك أقيوز”.
وأكّد “أكار” في كلمته -بحسَب ما نقلت وكالة “الأناضول” (رسمية)- تصميم تركيا على “مكافحة الإرهاب”، وتطرّق أكار إلى تسليح تنظيم “ي ب ك” الذي يشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية.
وشدّد وزير الدفاع التركي على أنه “لا فرق إطلاقاً بين منظمة بي كا كا الإرهابية وي ب ك”.
وقال أكار إن تركيا “لا يمكن أن تقبل على الإطلاق” تعاون حلفائها (في إشارة إلى واشنطن) مع تنظيم “ي ب ك”، و”دعمها له بالسلاح والمَركبات والمُعدات”.
وأوضح الوزير التركي أن “كافة الأدلة والبراهين سواء التسجيلات الصوتية أو الصور أو التقارير تؤكد أن -بي كا كا- و -ي ب ك- وجهان لعملة واحدة”، مشيراً إلى أن بلاده تطرح هذا الموضوع، و”تعرب للحلفاء عن رفضها لتزويد التنظيم الإرهابي بالسلاح، على كافة المستويات”.
ولفت “أكار” إلى أن تركيا أفشلت محاولات إقامة “ممر إرهابي” على حدودها الجنوبية مع سوريا، عبر عملياتها العسكرية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
ويُعد ملف الدعم الأمريكي للوحدات الكردية من أهم محاور الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة فيما يخص الملف السوري والعلاقات الثنائية بين الجانبين.
ففي الوقت الذي تقول فيه واشنطن إن دعمها للوحدات الكردية هو بمثابة “شراكة” في المعركة ضد تنظيم داعش، تؤكد أنقرة أن تلك الوحدات هي الذراع السورية لتنظيم “ب ك ك” المصنّف على قوائم الإرهاب في كلتا الدولتين، وبالتالي فلا يمكن “محاربة تنظيم إرهابي بتنظيم إرهابي آخر”، وفقاً لما صرّح به مراراً مسؤولون أتراك.
ودخل الجانبان التركي والأمريكي في عدة محادثات حول ملف الوحدات الكردية وضمان أمن الحدود التركية، أهمها ما يعرف بـ”خارطة طريق منبج” في حزيران 2018، ثم الاتفاق الثنائي الذي أوقف عملية “نبع السلام” شمال شرقي سوريا عام 2019.
وتؤكّد تركيا أن تنظيم “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” المعروف بـ “ب ي د”، وذراعيه العسكريتين (ي ب ك، ي ب ج) اللتين تُعرفان باسم “الوحدات الكردية” وما تفرّع عنها بتشكيل “قوات سوريا الديمقراطية”، هي امتدادات سوريّة لحزب العمال الكردستاني (ب ك ك) المصنف على قوائم الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتتهم تركيا تلك التشكيلات العسكرية باستهداف أراضيها وتهديد أمنها القومي.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، أطلقت تركيا في الشمال السوري المُحاذي لحدودها أربع عمليات عسكرية، بدأت أُولاها بعملية “درع الفرات” في آب 2016 ضد تنظيم داعش، بالاشتراك مع فصائل في “الجيش السوري الحر”، في عدة مناطق شمال شرقي محافظة حلب.
وفي كانون الثاني 2018 بدأت أنقرة عملية عسكرية مع الجيش الوطني السوري في “عفرين”، طردت بموجبها الوحدات الكردية من المنطقة الواقعة شمال غربي حلب.
ثم في 9 تشرين الأول 2019، أعلنت تركيا وفصائل الجيش الوطني السوري انطلاق عملية “نبع السلام” شمال شرقي سوريا، سيطرت فيها على “رأس العين” وأريافها شمالي الحسكة، و”تل أبيض” وأريافها شمالي الرقة.
وأخيراً، بين27 شباط و5 آذار 2020، ردّت أنقرة على مقتل 34 من جنودها بقصف لقوات الأسد في “جبل الزاوية” جنوبي إدلب، بإطلاق عملية “درع الربيع” التي قالت إنها حيّدت فيها 3 آلاف و473 عنصراً مِن قوات نظام الأسد، بحسَب بيان لوزارة الدفاع التركية.