موقع أمريكي: إدارة “بايدن” قد تتراجع عن قرار الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان
الموقع نقل عن مسؤول بالخارجية الأمريكية أن الجولان "أرض ليست تابعة لأحد" والسيطرة عليها قد تتبدّل نظراً للتغيرات في المنطقة
قالت وسائل إعلام أمريكية إن إدارة الرئيس “جو بايدن” قد تتراجع عن قرار سلفه دونالد ترامب، الذي اعترفت فيه واشنطن بسيادة تل أبيب على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
ونقل موقع “واشنطن فري بيكون” الأمريكي، أمس الخميس، عن مسؤول في الخارجية الأمريكية قوله، رداً على أسئلة حول موقف إدارة “بايدن” إزاء وضع الجولان، إن “هذه الأرض ليست تابعة لأحد، والسيطرة عليها قد تتغير نظراً للديناميكيات المتغيرة في المنطقة”، بحسَب ما أورده موقع “روسيا اليوم”.
وأشار المسؤول إلى أن وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، أكد بوضوح أن “الجولان يحظى بأهمية قصوى بالنسبة لأمن إسرائيل”، وأن بقاء بشار الأسد في الحكم ووجود قوات إيرانية وفصائل مدعومة من طهران في سوريا “يمثّل خطراً أمنياً ملموساً على الدولة العبرية”.
وأوضح الموقع الأمريكي أن الاعتراف بسيطرة إسرائيل على الجولان كـ”مسألة عملية”، يظهر “تخلي إدارة بايدن بشكل ملموس” عن القرار.
وذكر الموقع أن نهج إدارة بايدن إزاء هذه المسألة “لا يزال غير واضح”، لافتاً إلى أن هذه التصريحات الجديدة “تمثّل ضربة مُوجعة لتل أبيب”.
وفي حديث للموقع نفسه، انتقد وزير الخارجية الأمريكي السابق “مايك بومبيو”، بشدة هذا الموقف الجديد، قائلاً إن إدارة بايدن “تخطئ في قراءة التاريخ والحاجات الأمنية الداخلية لدولة إسرائيل”.
وشدّد “بومبيو” على أن الجولان “جزء من إسرائيل”، وأردف أن الحديث عن عودة المرتفعات إلى سوريا، حتى مع اشتراط حدوث تغيرات في النظام هناك، أمر “يتناقض مع أمن إسرائيل والقانون الدولي”.
وفي شباط الماضي، امتنع وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن”، عن تأييد اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
ولم يجب بلينكن بشكل صريح، على سؤال وجهته له شبكة “سي أن أن” الأمريكية، عمّا إذا كانت إدارة بايدن “ستواصل النظر إلى مرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل”.
وقال في المقابلة التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية إن إدارة بايدن قد تعيد النظر إلى اعتراف تل أبيب على الجولان “بمرور الوقت، وإذا تغيّر الوضع في سوريا”، لافتاً إلى أن ذلك الأمر “ليس قريباً”.
وأضاف “بلينكن” حينها: “طالما أن الأسد في السلطة في سوريا، وطالما أن إيران موجودة في سوريا، فإن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ونظام الأسد نفسه، كل هذه تشكل تهديداً أمنياً كبيراً لإسرائيل، ومن الناحية العملية، أعتقد إن السيطرة على الجولان في هذا الوضع تظل ذات أهمية حقيقية لأمن إسرائيل”.
وفي 25 آذار 2019، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسمياً، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، في خطوة أشاد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك “بنيامين نتنياهو” ووصفها بـ “التاريخية”.
واحتلّت إسرائيل مرتفعات الجولان في حزيران عام 1967، ضمن ما يُعرف عربياً بـ”النكسة”، وإسرائيلياً بـ”حرب الأيام الستة”، ثم ضمّتها تل أبيب إلى مستوطناتها عام 1981، في خطوة لم تحظَ بأي اعتراف دولي، حتى من جانب واشنطن حليف تل أبيب الأساسي.
وشكّلت مرتفعات الجولان ملفاً أساسياً للتفاوض بين تل أبيب ونظام حافظ الأسد، الذي روّج لمبدأ “الأرض مقابل السلام”، في إشارة إلى موافقته على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل في حال إعادتها تلك المنطقة.
وتقع مرتفعات الجولان على بعد 60 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة السورية دمشق، بمساحة تصل إلى 120 كيلومتراً مربعاً، وتحوي 30 مستوطنة إسرائيلية، يعيش فيها نحو 20 ألف مستوطن، إضافة إلى 20 ألف سوري معظمهم من طائفة “الموحِّدين الدروز”.