الصحة العالمية: إغلاق “باب الهوى” قد يوقف إيصال لقاحات كورونا للشمال السوري
المتحدث باسم المنظمة الأممية حذّر مجدداً من أن عدم تمديد الآلية قد يؤدي إلى "كارثة إنسانية" شمال غربي سوريا
حذرت منظمة الصحة العالمية من حدوث “كارثة إنسانية” في شمال غربي سوريا، في حال عدم تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، التي ينتهي التفويض الأممي بشأنها في 10 تموز القادم.
جاء ذلك في إفادة صحفية للمتحدث باسم المنظمة التابعة للأمم المتحدة “كريستيان ليندماير” من مقرها في جنيف السويسرية، اليوم الجمعة.
وقال “ليندماير” -بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”- إن عدم تمديد التفويض الخاص بإرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا معونات عبر الحدود، قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية” جديدة في شمال غربي البلاد.
وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن إخفاق مجلس الأمن في تجديد التفويض عاماً إضافياً آخر في العاشر من تموز القادم “قد يحول دون تسليم اللقاحات إلى المنطقة بما في ذلك لقاحات كوفيد-19”.
وفي 18 حزيران الحالي، طالبت سبعُ منظمات أممية، بينها منظمة الصحة العالمية، عبر بيان مشترك، مجلس الأمن الدولي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، عبر “باب الهوى” عاماً إضافياً.
وحذّر البيان من أن “عدم القيام بتجديد التفويض سيؤدي إلى إيقاف تسليم الأمم المتحدة للغذاء ولقاحات كورونا والإمدادات الطبية الضرورية والمأوى والحماية والمياه النظيفة والصرف الصحي وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة إلى 3.4 ملايين شخص، بما في ذلك مليون طفل”.
وأمس الأول الأربعاء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في إفادة عبر دائرة تلفزيونية، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، من “عواقب وخيمة” في حال فشل المجلس في التمديد لآلية إيصال المساعدات.
وشدّد “غوتيريش” على أن “الشعب السوري في أمس الحاجة لهذه الآلية، فالوضع اليوم أسوأ من أي وقت مضى منذ بدء الصراع (عام 2011)”، لافتاً إلى أن أكثر من 70 بالمئة من سكان شمال غربي سوريا “بحاجة لمساعدات إنسانية أساسية للبقاء على قيد الحياة”.
بينما أكدت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى المنظمة الأممية “ليندا توماس غرينفيلد”، للصحفيين عقب انتهاء الجلسة، مواصلة الولايات المتحدة العمل مع روسيا من أجل المحافظة على معبر “باب الهوى” مفتوحاً بعد 10 تموز القادم.
وأضافت أن “هذه القضية تحظى باهتمام حكومة الولايات المتحدة على أعلى المستويات”، وتابعت: “سنواصل الضغط. نحن ملتزمون بتقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري المحتاج. وسنعمل على القيام بذلك بغض النظر عما يحدث”.
وفي تموز 2014، اتخذ “مجلس الأمن الدولي” قراراً يُتيح عبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا من أربع نقاط حدودية (باب السلامة وباب الهوى مع تركيا، واليعربية مع العراق، والرمثا مع الأردن).
واستخدمت روسيا في تموز الماضي “الفيتو” ضد تمديد قرار إيصال المساعدات عبر الحدود، ثم سمحت بمرور قرار ثانٍ قدّمته ألمانيا وبلجيكا، يسمح بذلك عبر نقطة حدودية واحدة هي “معبر باب الهوى” على الحدود مع تركيا.
وألمحت موسكو إلى أنها قد تغلق البرنامج تماماً أو على الأقل تقصر تفويضها من عام إلى ستة أشهر بحلول 10 تموز القادم، وهو موعد نهاية التفويض الحالي، تحت ذريعة مفادها أن الآلية الحالية “تهدد سيادة سوريا”.
ويتطلب صدور قرارات من مجلس الأمن، موافقة 9 دول على الأقل من أعضائه، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.