النظام يوسع رقعة التصعيد.. إصابات في “الأتارب” واستهداف نقطة تركية في “جبل الزاوية”
منذ ثلاثة أسابيع يرفع النظام وتيرة التصعيد في شمال غربي سوريا ويوسع نطاقه بشكل يومي
أصيبت امرأة وطفلان، صباح اليوم الأربعاء، بقصف مدفعي لقوات النظام غربي حلب، فيما تعرّضت نقطة عسكرية تركية لقصف مماثل جنوبي إدلب، في ظل مواصلة قوات الأسد التصعيد في شمال غربي سوريا للأسبوع الثالث على التوالي.
وقال فريق “الدفاع المدني السوري” إن قصفاً مدفعياً للنظام استهدف محيط مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى إصابة امرأة بجروح خطيرة، وطفلين أحدهما ابنها.
في غضون ذلك، قال مراسل “راديو الكل” في إدلب، إن قوات النظام استهدفت، صباح اليوم، بعدة قذائف مدفعية قرية “كنصفرة” بجبل الزاوية جنوبي المحافظة.
وأفاد مراسلنا بأن إحدى قذائف المدفعية في “كنصفرة” وقعت في نقطة عسكرية تابعة للجيش التركي، دون ورود معلومات حول إصابات بين عناصر النقطة حتى ساعة إعداد الخبر.
وشمل قصف قوات النظام وروسيا كلاً من “كفرلاته” و”معرزاف” ومحيط منطقة “الأربعين” في ريف إدلب الجنوبي، واقتصرت الأضرار على الماديات، وسط تحليق طيران الاستطلاع التابع للقوات الروسية في منطقة “جبل الزاوية” منذ ساعات الصباح الأولى، بحسَب مراسلنا.
وللأسبوع الثالث على التوالي، يستمر التصعيد من قبل قوات النظام وروسيا على ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب غربي حماة، وريف حلب الغربي، مع ارتفاع وتيرته واتساع نطاقه بشكل يومي.
وأفاد فريق الدفاع المدني بأن التصعيد الحالي راح ضحيته حتى اليوم 32 شخصاً بينهم طفلان وجنين و5 نساء، ومتطوع بالدفاع المدني السوري، بالإضافة إلى إصابة 69 آخرين بينهم أطفال ونساء.
وفي اتصال سابق على أثير “راديو الكل”، أكّد “فراس الخليفة” عضو المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بإدلب، أن هدف نظام الأسد من التصعيد التواصل للأسبوع الثالث على التوالي في جنوبي المحافظة، هو تهجير المدنيين من تلك المناطق، التي عادوا إليها عقب توقيع اتفاق وقف النار في آذار 2020.
وقال “الخليفة” إن قوات النظام وحليفه الروسي، تحاول فرض حالة من “عدم الاستقرار” في مناطق التهدئة جنوبي إدلب، التي عاد إليها نحو 90 بالمئة من سكانها بعد تهيئة الظروف لتلك العودة من قبل المنظمات الإغاثية العاملة هناك.
وشدّد “الخليفة” على أن قوات النظام وحلفاءه يرفعون وتيرة التصعيد مع اقتراب مواعيد اجتماعات سياسية أو دولية حول الملف السوري، ويتزامن التصعيد الحالي مع اقتراب موعد جلسة مجلس الأمن الدولي في 11 تموز القادم، للتصويت على تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر “باب الهوى”.
وفي 14 حزيران الحالي، ندّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “نيد برايس” بالتصعيد في شمال غربي سوريا، وطالب في تصريحات نقلها موقع “الحرة”، بـ”وقف فوري لإطلاق النار ووقف تصعيد العنف” في عموم سوريا.
وتخضع مناطق شمال غربي سوريا (إدلب وريف حلب الغربي وريفي حماة واللاذقية الشمالي) لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، بدءاً من دخولها اتفاق “خفض التصعيد ضمن مباحثات أستانا في أيار 2017، وصولاً إلى “اتفاق موسكو” الذي حمل توقيعي الرئيسين التركي والروسي يوم 5 آذار من العام الماضي.
وتواصل قوات النظام وحلفاؤها منذ توقيع اتفاق وقف النار الأخير، انتهاكاتها في مناطق شمال غربي سوريا بشكل مستمر، عبر القصف العشوائي للمناطق المدنية والأراضي الزراعية، أو من خلال عمليات التسلل على الجبهات.