بعد ليبيا وأذربيجان.. روسيا تجنّد أبناء الجنوب السوري كـ”مرتزقة” إلى وجهات جديدة
عمليات التجنيد تحصل بدعم من نظام الأسد بُغية إفراغ الجنوب السوري ممن تبقّى من أبنائه
بدأت القوات الروسية مؤخّراً بعمليات تجنيد جديدة لأبناء الجنوب السوري كـ”مرتزِقة”، ضمن عقود عمل طويلة الأمد، بهدف إفراغ المنطقة ممّن تبقى من أبنائها بمباركة نظام الأسد.
ونقل موقع “تجمع أحرار حوران” المعنيّ بأخبار الجنوب السوري، اليوم الإثنين، عن مصادر محلية قولها، إن عدداً من أبناء محافظة درعا قاموا بالتسجيل ضمن عقود عمل جديدة إلى روسيا كـ”مرتزِقة”، بوظيفة “حراسة منشآت نفطية”.
وبيّنت المصادر أن وجهة العمل الأوّلية تكون إلى روسيا، وهناك يتم توزيعهم إلى مناطق ودول مجاورة تابعة لها من بينها أرمينيا.
وأضاف المصدر -بحسَب “أحرار حوران”- أن التسجيل في السابق كان يقتصر على أبناء محافظة السويداء، وذلك وفقاً لمناطق تولُّدهم بحسب السجلات المدنية، ولكن في الفترة الحالية فُتح باب التسجيل ليشمل أبناء محافظة درعا، عبر أحد مكاتب السفريات والحوالات في محافظة السويداء، ويسمّى “مكتب عزام للسفريات”.
وأكّد المصدر للموقع نفسه أنّ التسجيل يتم في هذا المكتب بعد دفع مبلغ مئة ألف ليرة سورية، مرفقاً بصورة الهوية الشخصية أو إثبات شخصية “إخراج قيد مدني”، و صور شخصية، من دون طلب أي أوراق ثبوتية أخرى كجواز السفر أو غيره من الثبوتيات الشخصية اللازمة للسفر، وبعد ذلك يتم اختيار الأشخاص أو رفضهم بناءً على دراسات أمنية تُجريها فروع النظام، وبإشراف مباشر من القوات الروسية.
وأشار المصدر إلى أن مدة العقد خمس سنوات، حيث يسمح للشخص بإجازة شهر سنوياً، لافتاً إلى أنّ معظم الشباب الذين سجلوا أسماءهم هم من أبناء المنطقة الغربية بالمحافظة، مع تشديد روسي على سرّية الأسماء.
وتأتي عملية التجنيد الجديدة بالتزامن مع إصدار النظام قراراً يقضي بموجبه منح المؤجلين عن “الخدمة الإلزامية” إذن سفر قبل عدة أيام.
وخلال السنوات الماضية، جنّدت القوات الروسية بمساعدة نظام الأسد المئات من أبناء الجنوب السوري كمرتزقة إلى ليبيا وأذربيجان، مستغلةً الأوضاع الاقتصادية السيّئة وبطالة معظم شباب المنطقة من العمل، إضافة إلى التلويح بورقة “التجنيد الإجباري” التي تدفع الشباب إلى ترجيح خيار “الارتزاق” على الانضمام إلى صفوف قوات النظام.
وإضافة إلى “عقود ارتزاق” خارجية، تقوم القوات الروسية وقوات النظام أيضاً بتجنيد شباب الجنوب السوري كمقاتلين في جبهات البادية، مقابل مبالغ أقل بكثير من تلك التي يتقاضونها مقابل السفر إلى الخارج.
ووثّقت شبكات إخبارية محلية مقتل عدد من “المرتزقة” في جبهات القتال ضد داعش في البادية، مع عدم خضوعهم للتدريبات اللازمة، وزجّهم بوقت سريع في محاور المواجهات الساخنة.
وسيطرت قوات النظام على درعا وريفها وفقاً لما يُسمّى “اتفاقات المصالحة”، في صيف العام 2018 بإشراف روسي مباشر.
ورغم خضوعها اسمياً لسيطرة نظام الأسد، إلا أن محافظة درعا تضم خليطاً من القوى العسكرية المختلفة، تتمثل بقوات النظام ومليشياته المحلية، والقوات الروسية، و”اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم روسياً (يضم مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة أجروا ما يسمّى بـ”التسويات”)، إضافة إلى وجود مكثف لمليشيات تابعة لإيران على رأسها مليشيا “حزب الله” اللبناني.
درعا – راديو الكل