تحرك دبلوماسي لبيدرسون وبلينكن بعد قمة بايدن ـ بوتين.. هل تشكل المساعدات الإنسانية والملف الكيميائي مدخلا للحل السياسي؟
محللون: التحركات المقبلة ستقتصر على الملف الإنساني ولا جديد لدى بيدرسون ليقدمه بالنسبة للحل السياسي
تشهد الأيام القليلة القادمة تحركات دبلوماسية حددت مسارها القمة الأمريكية الروسية الأخيرة وقد تكشف بعضا عن آليتها الإحاطة التي يقدمها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون أمام مجلس الأمن في الـ 25 من الشهر الحالي بعد أن يزوده المسؤولون الأمريكيون بموجز عن نتائج القمة ، في حين يبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة أوروبية الثلاثاء المقبل يترأس خلالها اجتماعا للتحالف الدولي ضد “داعش يعقد في روما كما سيجتمع في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويلتقي في برلين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل .
ويلتقي بيدرسون قبل تقديمه إحاطته مسؤولين في الخارجية الأمريكية للاطلاع منهم على أجواء مباحثات قمة بايدن – بوتين بحسب مصادر صحفية في حين أن مارشح عن القمة وما تلاها هو أن أولويات واشنطن الآن تتعلق بتقديم النظام ضمانات حول ما تبقى من ترسانته من الأسلحة الكيميائية وهو ما تحدث عن الرئيس بايدن والمساعدات الإنسانية كما يقول المحلل السياسي سامر الياس
ويبدو أن الشق المتعلق بالسلاح الكيميائي متروك للجانب الروسي الذي ضمن اتفاق تسليم النظام ترسانته في العام 2013 بعد مجزرة الغوطة الشرقية في حين يحظى ملف المساعدات الإنسانية بدعم دولي واقليمي وهو ما أكده وزير الدفاع التركي ونظيرته الألمانية الخميس الماضي والهدف هو تحاشي موجة لجوء كبيرة جديدة .
التحركات الدبلوماسية ستقتصر على الملف الإنساني
ورأى عبسي سميسم مدير مكتب سورية في صحيفة وموقع العربي الجديد أن التحركات الدبلوماسية القادمة ستقتصر فقط على ملف إدخال المساعدات إذ إن الحل السياسي لا يزال بعيدا ولا سيما أنه بعد نجاح روسيا بتمرير انتخابات بشار الأسد وعدم الاهتمام الأمريكي والاكتفاء بالحديث بأنها غير شرعية دون اتخاذ موقف عملي .
وقال سميسم إن بيدرسون لم ينجح في المدة الماضية بتحقيق تقدم في الحل السياسي بينما النظام نجح إلى حد بعيد في تمميع الحل السياسي وبالمقابل فإنه يتم الحديث الآن عن تغييرات في هيئة التفاوض لجهة إعادة هيكلتها بحيث تلائم القبول بتغيير إجراءات تنفيذية للقرار 2254 .
الملف السوري بات بيد روسيا
وأضاف سميسم أن القمة الأمريكية الروسية وضعت حدا لجميع التكهنات التي راجت حول احتمال أن تأخذ الولايات المتحدة موقفا يساهم في حل سياسي يرضي السوريين وأظهرت أن الملف السوري بات بيد روسيا فيما عدا مسار إعادة الإعمار إذ تحدثت الولايات المتحدة بأن الأسد غير مرغوب فيه ما يعني Hنها لن تشارك في هذا المسار .
وقال الكاتب والصحفي زياد الريس إن موقف الولايات المتحدة إزاء المرحلة المقبلة فيما يتعلق بالقضية السورية لا يزال غير واضح وهذه القضية باتت مرتبطة بملفات أخرى في المنطقة من بينها الملف النووي الإيراني والقرم وليبيا وغيرها مشيرا إلى أن المجتمع الدولي مهتم بقضية الإرهاب وكيف يمكن أن تكون له قوى على الأرض تمنع هذا الخطر
الريس: لا جديد لدى بيدرسون
وأضاف الريس أنه ليس للمبعوث الأممي ما يقوله في إحاطته المقبلة في مجلس الأمن سوى الحديث عن اللاجئين والنازحين ومحنة الشعب السوري إضافة إلى أنه سيتطرق إلى اللجنة الدستورية التي انتهت ويحاولون إنعاشها على أساس الرؤية الروسية ولا جديد لديه في هذا الإطار .
وتم خلال المدة الماضية تضخيم موضوع المساعدات الذي يفترض أن تكون واقعا لا تخضع للجدال او المساومات والتركيز على جعلها قضية كبرى دفعت الولايات المتحدة بمندوبتها في الأمم المتحدة لزيارة الحدود السورية التركية واطلاق تصريحات حولها كما تحدث به الرئيس الأمريكي في قمة جنيف على الرغم من أن الولايات المتحدة تستطيع ببساطة إدخال المساعدات دون أخذ موافقة أحد بحكم سيطرتها على شرق الفرات .
المساعدات قد تدخل في إطار المقايضة
وسرت تكهنات بأن تضخيم موضوع المساعدات تتعلق بمسألة سيادة روسيا من خلال النظام على بقية البلاد وقد ينتهي الأمر بنوع من المقايضة مع هيئة تحرير الشام التي جرى تعويمها من خلال تصريحات أدلى بها جيمس جيفري ، وتتعلق بإبقاء معبر باب الهوى مقابل سيطرة الروس على الطريق الدولي
وقد يكون مايجري الآن بتأخير الحل السياسي بشكل متعمد من قبل القوى الكبرى يندرج في إطار إنجاز تعزيز نفوذها في الأماكن الموجودة فيها ضمن البلاد في إطار عملية عميقة لإعادة تشكيل سوريا ، بناء على حجم الجيوش الموجودة فيها وعلى التغيير الديمغرافي وإعادة توزيع السكان ووضع أسس مختلفة عما كانت عليه البلاد .
أسبوع حافل باللقاءات قد تكشف نتائجها جوانب أكثر عما تمخضت عنه قمة جنيف ومسار ملفات القضية السورية في المرحلة المقبلة.