تحذيرات من تفاقم الجوع في سوريا بسبب تدني محصول القمح هذا العام
منظمة الإغاثة الألمانية توقعت ارتفاعاً كبيراً في أعداد الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية في سوريا
حذّرت الأمم المتحدة ومنظمة إغاثة ألمانية، أمس السبت، من أن سوريا مهدّدة بتفاقم أزمة الجوع، بسبب تدنّي محصول القمح في هذا الموسم.
وأشارت تقديرات الأمم المتحدة، بحسَب ما أورده موقع “دويتشه فيله”، إلى أن الجفاف المستمر منذ شهر يهدد بتفاقم أزمة الجوع في سوريا، نظراً لقلة القمح بسبب ضعف المحصول.
وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) “مايكل روبسون” لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن المنظمة تتوقع أن يكون محصول القمح “منخفضاً للغاية” هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي.
وفي السياق، حذرت منظمة الإغاثة الألمانية “فيلت هونجرهيلفا” المعنية بتقديم المساعدات الغذائية، من أن عدد الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية سيتزايد بشكل كبير.
وأوضح “كونستانتين فيتشل” منسق سوريا في المنظمة أن “وضع الجوع بالنسبة لشعب سوريا الآن هو وضع كارثي تماماً بالفعل”، وأضاف أن منظمة الإغاثة الألمانية تنظر إلى محصول القمح بقلق كبير.
وحذر “فيتشل” من أن “الناس لم يتبق لديها مخزون ولا يمكن تركهم يعانون من هذا الجفاف”، مؤكداً أن “الطعام سيصبح أقل وستستمر أسعار الخبز والخضروات والفواكه في الارتفاع”.
وتأتي هذه التحذيرات، قبيل نهاية موعد التفويض الأممي لآلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في تموز القادم، وسط تهديدات روسيا بعرقلة تمديد تلك الآلية.
ومنذ العام 2018 تقول إحصائيات الأمم المتحدة إن نحو 90 بالمئة من السوريين يعيشون “تحت خط الفقر”، في ظل ارتفاع مطّرد بأعداد المحتاجين إلى أبسط مقومات الحياة.
وفي شباط الماضي، قال “برنامج الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة، إنّ 12.4 مليون شخص في سوريا “يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام”، في زيادة كبيرة وُصفت بأنها “مقلقة”.
وأوضح البرنامج أن هذا الرقم يعني أن “60 بالمئة من السكان السوريين يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي”، ويمثل ذلك زيادة حادة، حيث كانت أعداد السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي تصل إلى 9.3 ملايين شخص في أيار 2020.