الدفاع المدني: قصف قوات النظام مركزنا في ريف حماة “جريمة ممنهجة متعمّدة”
فريق "الخوذ البيضاء" أكد أن المركز "بمكان معزول وواضح" ولا يمكن أن يكون استهدافه صدفة أو بشكل عشوائي
وصف “الدفاع المدني السوري”، اليوم السبت، استهداف قوات النظام وحلفائه الروس مركزاً له غربي حماة، بأنه “جريمة ممنهجة متعمّدة”، تفضح مبادئ القانون الدولي والإنساني.
جاء ذلك في بيان أصدره “الدفاع المدني”، تعليقاً على مقتل أحد متطوعيه وإصابة ثلاثة آخرين، صباح اليوم، بقصف مدفعي مباشر لقوات النظام على مركز تابع له في بلدة “قسطون” بريف حماة الغربي، أدى كذلك إلى خروج المركز عن الخدمة بشكل نهائي.
وأكد “الدفاع المدني” أن القصف على مركزه في “قسطون” كان “عن سبق إصرار وتعمد”، مضيفاً أن “هذه الجريمة الإرهابية هي استمرار لجرائم نظام الأسد وحليفه الروسي الممنهجة بحق المستجيبين الأوائل من العمال الإنسانيين والمنقذين والمسعفين”.
وشدّد “الدفاع المدني” على أن القصف كان متعمَّداً وغير مبرَّر، “لاسيما أن استهداف المركز تم بأسلحة دقيقة وهو بمكان معزول وواضح ولا يمكن أن يكون استهدافه صدفة أو بشكل عشوائي”، بحسَب ما جاء في البيان.
وأردف البيان: “كنا وما زلنا نؤكد أن النظام وروسيا مستمرون في جرائمهم وسياستهم الممنهجة باستهداف متطوعي ومراكز الدفاع المدني السوري وتدميرها، بهدف حرمان المدنيين من خدماتها، ومحاولة إخفاء الشاهد على استهداف المدنيين بمختلف أنواع القصف، وتحولت مراكز ومتطوعو الدفاع المدني السوري إلى هدف مباشر لطائرات النظام وروسيا خلال الأعوام الماضية، باتباع سياسة الاستهداف المباشر والضربات المزدوجة التي تستهدف المتطوعين خلال إنقاذهم المدنيين”.
وتابع: “لن يثنينا هذا الاستهداف وما حصل قبله من هجمات خسرنا فيها 290 متطوعاً أغلبهم كانوا ضحايا هجمات مزدوجة خلال إنقاذهم المدنيين، عن مواصلة عملنا الإنساني وجهودنا في مساعدة أهلنا في سوريا، ومدِّ يد العون لهم، والوقوف إلى جانبهم، وهم من تحمل على مدى سنوات، القتل والقصف والتهجير والنزوح، ولطالما كانوا ومازالوا، رغم آلامهم، خير سند لنا”.
وأشار البيان إلى أن “هذه الجريمة التي تعتبر خرقاً فاضحاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني الذي يعدُّ العمال الإنسانيين والمنقذين محيّدين عن الاستهداف، لم تكن لتحصل لو كان هناك محاسبة لنظام الأسد وروسيا على استهدافهم على مدى سنوات للعمال الإنسانيين والمسعفين، فالمجرم عندما لم يرَ حزماً، زاد في الإجرام وهذا ما يجعل ضرورة الردع ملحة كما كانت كل يوم على مدى السنوات العشر الماضية”.
وأمس الأول الخميس، حذّر فريق “الدفاع المدني السوري”، من أنّ مواصلة نظام الأسد وحليفه الروسي التصعيد في شمال غربي سوريا، للأسبوع الثاني، يُنذر بموجة نزوح جديدة نحو مخيمات المنطقة، المهدّدة أساساً بـ”كارثة إنسانية”.
وأوضح بيان “الدفاع المدني” أن قوات النظام وحليفها الروسي تتبع في شمال غربي سوريا سياسة تصعيد ممنهجة “بهدف فرض حالة من اللاحرب واللاسلم، تمنع أي حل سياسي على الأرض، ولضمان بقائها المرتبط بحالة التوتر، وترك المنطقة في حالة من عدم الاستقرار وإجبار المدنيين على النزوح المتكرر”.
ومنذ بداية التصعيد خلال أسبوعين، أحصى فريق “الدفاع المدني” حتى أمس، مقتل 23 شخصاً بينهم طفلان وجنين وامرأتان، وإصابة 48 آخرين بينهم أطفال ونساء.
وأشار “الدفاع المدني” إلى أن فرقه استجابت منذ بداية 2021 حتى الأربعاء الماضي، لأكثر من 525 هجوماً من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل أكثر من 70 شخصاً بينهم 14 طفلاً و11 امرأة، فيما أصيب أكثر من 180 شخصاً بينهم 10 أطفال، وتركزت تلك الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية، بحسب البيان.
وشهدت مناطق جبل الزاوية جنوبي إدلب حركة نزوح للمدنيين مع مواصلة النظام منذ نحو أسبوعين تصعيداً جديداً عبر قصف تجمعات مدنية في مناطق مشمولة بوقف إطلاق النار.
وأصيب أمس الجمعة 7 مدنيين من عائلة واحدة، بينهم امرأة وطفلتان، بقصف مدفعي لقوات النظام على قرية “بزابور” بجبل الزاوية جنوبي إدلب، كما تعرضت منطقة “جبل الأربعين” بالقرب من “أريحا” لقصف مماثل اقتصرت أضراره على الماديات.
وقُتل أمس الأول الخميس شخصان وأصيب ثلاثة آخرون بقصف مدفعي لقوات النظام على قرية “إبديتا” بريف إدلب الجنوبي، فيما شهدت قرى “البارة” و”بلشون” و”أرنبة” في المنطقة نفسها قصفاً مماثلاً دون وقوع إصابات.
والخميس أيضاً استهدفت قوات النظام بصاروخ موجه سيارة مدنية على طريق “زيزون-المشيك”، ما أسفر عن إصابة شابين بجروح طفيفة، واحتراق السيارة بالكامل.
وتخضع مناطق شمال غربي سوريا (إدلب وريف حلب الغربي وريفي حماة واللاذقية الشمالي) لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، بدءاً من دخولها اتفاق “خفض التصعيد ضمن مباحثات أستانا في أيار 2017، وصولاً إلى “اتفاق موسكو” الذي حمل توقيعي الرئيسين التركي والروسي يوم 5 آذار من العام الماضي.
وتواصل قوات النظام وحلفاؤها منذ توقيع اتفاق وقف النار الأخير، انتهاكاتها في مناطق شمال غربي سوريا بشكل مستمر، عبر القصف العشوائي للمناطق المدنية والأراضي الزراعية، أو من خلال عمليات التسلل على الجبهات.